Flag Counter

Flag Counter

Thursday, August 25, 2016

مقدمة حول الإختلافات بين الأديان والمذاهب

إن الصراع الفقهي بين المذاهب الإسلامية هو مسألة أزلية تماما كالصراع بين المذاهب المسيحية ولعل الأشهر على مستوى صراع المذاهب الفقهية المسيحية هو الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت بينما يتعرض الصراع بين المذاهب المسيحية الشرقية وعلى رأسها الأرثودكسية والمذاهب المسيحية الغربية وعلى رأسها الكاثوليكية والصراع بين المذاهب اليهودية والمسيحية للتجاهل الإعلامي لإعتبارات غطائها في الظاهر سياسي بينما جذورها دينية بإمتياز. على الطرف الأخر الإسلامي فإن الصراع السني الشيعي من الناحية الإعلامية هو الأكثر جدلا بينما يتم إعلاميا تجاهل صراع المذاهب الفقهية السنية الرئيسية الأربعة والإختلافات التي بينها والتركيز مثلا في المقابل على صراعات المذاهب الشيعية المختلفة والإختلافات مع مذهب التشيع.
البداية برجل الدين السعودي محمد العريفي الذي دعا للجهاد في سوريا والعراق وسارع للسفر إلى لندن للسياحة وإرتياد أفخم الفنادق وإرتداء أفخر الثياب. رجل دين أخر يدعى عائض القرني قام بسرقة كتاب كامل للكاتبة سلوى العضيدان بعنوان " هكذا هزموا اليأس " وأجرى تغييرات طفيفة وأصدره بعنوان أخر هو " لا تحزن ". رجال الدين في السعودية ومصر وبلدان أخرى ممن يفتون بالجهاد في العراق أو سوريا أو أي بقعة ساخنة أخرى في العالم لايرسلون أبنائهم للجهاد بل ولا يترددون في إبلاغ السلطات الأمنية عنهم في حال قاموا بالشك في ذالك أو تغيب أحدهم عن المنزل بدون مبرر.
رجال الدين الذين يتبعون كل الأديان يكنزون الأموال ويحثون أتباعهم على الزهد والتقشف وهم كلما إزداد تدينهم بالمقابل يزداد كذبهم. المهاريشي ماهش يوغي مؤسس حركة التأمل التجاوزي توفي في هولندا عن ثروة تجاوزت مليار دولار بينما كان يحث أتباعه ليل نهار على الزهد والتقشف. سليمان العودة يحتفل بعيد ميلاده في أجواء تذكر بالإحتفال بعيد الحب بينما تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصادرة أي هدايا أو تذكارات لونها أحمر من المحلات ولكن حكم الهيئة وقوانينها لا تشمل العودة. عائض القرني جمع ثروته من مبيعات الكتب مع أن العرب أمة لا تقرأ وقصره المتواضع يكفي ثمنه لبناء عشرات الشقق لعائلات بدون سكن. محمد حسان في مصر يمتلك أفخم السيارات ويفتي بالجهاد في سوريا ويشارك في المؤتمرات التي تدعو لذالك بينما إبنه يركب سيارات من أحدث طراز وجميع رجال الدين من نجوم الفضائيات ممن يفتون بما لا يعملون به يسكنون القصور ويحرضون على الزهد والتقشف. رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب والأديان يتحكمون بأموال طائلة وإستثمارات تدر عوائد خيالية ومع ذالك لا يسجل لهم أي إنجاز في التخفيف من الفقر على الأقل في بلداتهم الأصلية أو التبرع لبناء مستشفى أو مدرسة. قساوسة الكنائس بشكل عام يرتدون الصلبان الذهبية ثم يعظون الفقراء عن يسوع المسيح وتواضعه وفي الغرب يحقق رجال الكنائس من قساوسة ورهبان يحققون عوائد خيالية بعشرات الملايين ويسكنون البيوت الفارهة ولا يدفعون ضرائب لأن كنائسهم التي كلف بناء بعضها مئات الملايين تعتبر منظمات غير ربحية معفية من دفع الضرائب.
مسألة تحريم لحم الخنزير بين اليهودية والمسيحية تستحق النقاش. المسيحية تحلل لحم الخنزير لأن يسوع المسيح قال بنص إنجيل القديس متى 15:11(ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان) حيث أن المسيح جاء ليحرر الإنسان من قيود العهد القديم ومن الناموس وأن الإيمان ليس مرتبطا بما يأكل الإنسان ويشرب بل بإطاعة الله وعدم إرتكاب الخطيئة والمعاصي. المشكلة أن يسوع المسيح في نص إنجيل القديس متى 8: 28-34 قد جعل الخنازير مستقرا للأرواح الشريرة التي قام بطردها من الممسوين في العبر من كورة الجرجيسيين.
اليهودية من ناحيتها حرمت مجموعة من لحوم الحيوانات وإعتبرتها نجسة خصوصا الخنزير في سفر اللاويين 11:7 وفي سفر التثنية 14:8 وبل وجعلت الخنزير مرتبطا بكل أمر نجس وبالعصيان والتمرد على أوامر الرب كما في سفر المزامير 80:13 وسفر أشعياء 65:4 وسفر أشعياء 66:17. الغريب أن إستماتة اليهود في الدفاع عن معتقدهم بعد أكل لحم الخنزير ولو كلفهم ذالك الموت بأبشع الطرق حيث وردت قصة المرأة اليهودية وأولادها السبعة مع ملك السلوقيين أنطيوخس في سفر المكابيين(الفصل السابع) حيث ألقى بهم في قدور الماء المغلية امام أعين والدتهم بعد رفضهم أكل لحم الخنزير الذي تحرمه شريعتهم.
إن التناقض بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة لهو أمر مقزز حيث كل طرف يعيب على الطرف الأخر بما هو عنده. الإختلافات المتبادلة بين المذاهب المسيحية المختلفة وبينها وبين اليهودية يحتاج أيضا إلى مجلدات حيث تم عقد مؤتمرات كنسية لقرون طويلة بدون أن تحل تلك الخلافات.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment