Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, September 1, 2020

الجنس البشري يواجه خطر الإنقراض الأخلاقي

إن أخطر مشكلة تواجه العالم حاليا السؤال حول المعضلة الأخلاقية وعواقب تصرفات وأفعال الأفراد أو الجماعات. وقد برزت تلك المعضلة بشكل لافت من خلال أزمة فيروس كورونا وذلك على مستوى الحكومات وحتى الأفراد. سرقة الإمدادات الطبية خصوصا الأقنعة وأجهزة التنفس أصبح أمرا ملفتا للنظر حيث يتم ذلك تحت مسمى المصادرة بسبب منع التصدير. الأجهزة الامنية الإسرائيلية كانت مسؤولة عن إختفاء شحنات من المستلزمات الطبية خصوصا من دول إفريقية. وحتى الولايات المتحدة ساهمت في عمليات قرصنة على المستلزمات الطبية. القراصنة في السابق كانوا يرفعون علما أسودا على الأغلب تتوسطه رسمة الجمجمة, بينما قراصنة القرن الواحد والعشرين يرفعون أعلام الدول.
أما على مستوى الأفراد والجماعات, جميعنا شاهدنا حالة الذعر والتدافع على شراء الأقنعة الطبية والقفازات المطاطية وحتى ورق الحمام. البعض كان يقوم بشراء كميات هائلة من ورق الحمام وعرضها في مواقع الكترونية للمزايدة لعل أشهرها موقع إيباي. أسعار المستلزمات الطبية مثل الكحول الطبي, الأقنعة والقفازات إرتفع أكثر من 400% في بعض الحالات. رفوف المتاجر قد خلت من المواد الغذائية وغير الغذائية حيث واجهت تلك المتاجر مشكلة في إعادة التزويد بسبب الخلل الذي أصاب سلاسل الشحن خلال أزمة فيروس كورونا. الأفراد الذين كانوا في السابق ينتقدون الشركات وأساليبها الاحتكارية أصبحوا يمارسون الإحتكار في أبشع صوره. محلات البقالة في دول غربية رفعت أسعار بعض المستلزمات مثل الكحول الطبي والمعقمات وسوائل التنظيف حيث ليس هناك رقابة تموينية في الدول الغربية والأوروبية.
وفي الدول العربية, تجلى الإستغلال في أبشع صوره من بعض الحكومات والتجار عبر رفع الأسعار خصوصا تذاكر الطيران ومنح طيران الدولة الرسمي الحق الحصري لإستخدام الطائرات وإعادة المواطنين العالقين في الخارج. كما فرضت بعض الدول العربية إقامة خلال فترة الحجر الصحي في فنادق ومنتجعات على مواطنيها العائدين من الخارج وعلى نفقتهم. تلك الفنادق والمنتجعات مملوكة لمسؤولين وأقربائهم  فرضت تسعيرتها للإقامة حيث لم يملك العائدون أي خيارات أخرى. كبار رجال الأعمال ممن يملكون المليارات بدئوا بالنواح وأن الإفلاس يتهددهم حيث قاموا بخصم مانسبته 50% من رواتب موظفيهم على الرغم من عدم تغيُّر ساعات الدوام في كثير من الحالات. وحتى أن مستشفى في دولة عربية أرسل فاتورة علاج كورونا لأحد المرضى على الرغم من أنه من المفترض أن الدولة تتحمل كلفتها.
المشكلة في الوطن العربي وفي بعض الدول الغربية هو إنعدام الثقة بين المواطن والحكومة وذلك كان سببا في إرتفاع عدد إصابات فيروس كورونا. الولايات المتحدة وبريطانيا مثال واضح. بينما الدول العربية حدث ولا حرج. مواطن أردني أقام حفل زفافه حيث حضر أكثر من 400 شخص على الرغم من تعليمات حكومية واضحة بمنع التجمعات وحفلات الأعراس. وقد تبين أن والد العريس وأحد أشقائه ممن حضروا من دول أوروبية موبوءة بفيروس كورونا قد نقلوا العدوى الى عشرات الأشخاص. التعليمات الحكومية كانت واضحة ومنشورة باللغة العربية ولكن ذلك الأحمق كان السبب في إصابة عدد كبير من الأشخاص بسبب إهماله ولا مبالاته. ولو أن الحكومات تقوم على فرض غرامة مالية على كل حالة إصابة بفيروس كورونا نتيجة مخالفة التعليمات, عندها سوف يلتزم الجميع. في دول غربية, يملئون الشواطئ والمطاعم ويرفضون في الوقت نفسه العودة الى العمل أو إرسال أطفالهم الى المدارس. الجميع يحاولون استغلال أزمة فيروس كورونا بداية من الحكومات, التجار, الشركات وحتى المواطن الذي يتناقض مع نفسه في تصرفاته وأفعاله مما أدى الى إنحدار أخلاقي الى مستوى غير مسبوق, أشبه بعملية إنقراض للأخلاق.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment