وصلت العارضات أولا فيما يشبه الموجات البشرية في عدد من القوارب, 150 عارضة من جنسيات أوروبية ومن أمريكا اللاتينية الى جزيرة فيلا(Velaa) وهي إحدى أجمل جزر المالديف وأكثرها انعزالا وخصوصية, وذلك بعد أن نقلتهم الطائرات من بلدانهم الى عاصمة جزر المالديف ماليه ومن ثم نقلتهم طائرات أصغر حجما الى إحدى جزر الأرخبيل الشمالي من المالديف(northern archipelago) في عملية استغرقت أياما. طاقم متخصص من أفراد الخدمة في المنتجع قاموا بتحية كل عارضة واصطحابها الى مركز طبي من أجل إجراء الفحوصات للتأكد من خلو جميع العارضات من الأمراض الجنسية والمعدية. وعند انتهاء كل تلك الإجرائات وصل الضيوف الذي كانوا قد حجزوا الجزيرة كاملة لمدة شهر كامل, ولي العهد السعودي وعدد من المقربين اليه من أفراد الأسرة الحاكمة والمساعدين.
والحقيقة أنه كما ذكر في كتاب "الدم والنفط" الذي صدر مؤخرا أن جزيرة فيلا عبارة عن قطعة من الجنة على الأرض حيث الفلل التي تتمتع بالخصوصية والتي تحتوي على حمام سباحة في كل منها وخادم خاص بالإضافة الى مجموعة أخرى من الفلل التي تمتد داخل البحر على جانبي رصيف بحري صناعي والمطاعم والمناظر الخلابة. الجزيرة كانت غير مأهولة حتى قام مطور عقاري من جمهورية التشيك بالحصول على إذن من الحكومة المالديفية من أجل بناء منتجع سياحي على أعلى درجات الفخامة والرفاهية. كما أن حكومة جزر المالديف على وفاق تام مع السعودية حتى أنه كانت هناك فكرة تخصيص قسم كبير من جزر المالديف حيث تقوم السعودية بشرائها.
لقد كانت تلك الإجازة الفارهة التي تكلفت ما يزيد عن خمسين مليون دولار مناسبة للإحتفال بعد ستة أشهر من تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش المملكة العربية السعودية. فقد أحكم ولي العهد السعودي القادم عل أغلب الصلاحيات والسلطات الإقتصادية والعسكرية التي كان يمارسها بإسم والده الملك على الرغم من أنه في البداية لم يكن إلا وزير الدفاع وليس وليا للعهد أو وليا لولي العهد. العاملون في الجزيرة والذي يبلغ عددهم 300 موظف وموظفة تلقى كل منهم 5 آلاف دولار مكافأة. ولكن الأهم كان عامل الخصوصية. فقد تم منع موظفي المنتجع من إحضار الهواتف الذكية وسمح بهاتف نوكيا 3310 وذلك تحت طائلة الطرد الفوري. ولتعزيز الخصوصية, لم يسمح لموظفي المنتجع التواجد داخل الفلل أو في المناطق الداخلية للمنتجع بسبب عدم السماح لموظفي المنتجع المسلمين الإطلاع على ما يحدث خصوصا مع وجود 150 عارضة من مختلف دول العالم.
قائمة الحضور من السعوديين لم تزد عن 24 شخصا جميعهم مقربون من الأمير محمد بن سلمان ومن المساعدين. ولكن قائمة الضيوف الأجانب كانت مليئة بالشخصيات المهمة والمشاهير. بالإضافة الى المطرب الكوري الجنوبي ساي, حضر مغني الراب الأمريكي بيتبول, الدي جي الهولندي الشهير نيك فان دن فيل(افروجاك Afrojack) الذي قاطع ولي العهد السعودي وصلته على المسرح حين قام بنفسه بتشغيل معدات الدي جي وبعض الأغاني. ويقال أن المغنية الشهيرة شاكيرا والمغنية جينيفر لوبيز قد حضرتا الى الجزيرة وتقاضت كل منها مبالغ فلكية. ولكن الأخبار التي تسربت الى الصحافة بعد أسبوع واحد أفسدت الجو الاحتفالي وغادر الأمير وضيوفه الجزيرة. ويبقى السؤال وفق أي مذهب فقهي يتم إنفاق الأموال على تلك الحفلات الماجنة بينما يتم زيادة الضرائب وأسعار المياه والكهرباء ورفع الدعم عن السلع والخدمات وفيتنام السعودية في اليمن أصبحت حديث وسائل الإعلام؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment