إن أكثر ماكان يزعج ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حينما كان أميرا وحاكما للرياض أن يتصرف شخص من العامة على أنه أحد أمراء الأسرة الحاكمة. خالد التويجري لم يكن شخصية عادية في نظام الحكم السعودي, بل كان رئيس الديوان الملكي خلال فترة حكم عبدالله بن عبد العزيز وبالتالي يتحكم بمن بقابل الملك. وقد كان لقب خالد التويجري هو الملك خالد. علاقة خالد التويجري بأمير الرياض السابق وملك السعودية الحالي لم تكن ودية حيث هناك عدد من المواقف التي إكتشف بعد الأمير سلمان أن خالد التويجري يتآمر مع أولاد عبدالله بن عبد العزيز من أجل إزاحته من ولاية العهد أو منع إبنه سلمان من أن يصبح ملك السعودية القادم فيما يشبه انقلابا ناعما.
خالد التويجري كان مسؤولا عن حملة إعلامية تنشر أخبار تشوه سمعة الأمير سلمان وتطعن في أهليته لتولي عرش المملكة. كما كان كان يتعمد التضييق على الملك سلمان وأولاده عبر رفض استخدامهم الطائرات الملكية أو رفض طلبات أمير الرياض من أجل مقابلة شقيقه الملك بحجة أنه مشغول. الأمير سلمان الذي كان يشك في نوايا التويجري تأكد من منها حيث التقى أخاه الملك عبدالله في مناسبة عائلية. فما كان من عبدالله أن سأله شقيقه عن سبب عدم قيامه بزيارته وأنه شقيقه المفضل وأحد المقربين منه.
وفي إحدى المواجهات بين الطرفين في نفس الليلة التي توفي فيها الملك عبدالله بن عبد العزيز, توجه الأمير سلمان وإبنه محمد بن سلمان الى مستشفى الحرس الوطني في الرياض حيث تواجد خالد التويجري في الردهة خارج الغرفة التي توفي فيها الملك عبدالله. الأمير سلمان الذي أصبح في تلك الليلة ملكا, توجه من فوره الى خالد التويجري وقام بصفعه على وجهه بقوة تردد صداها في الممر وخلال جدران غرفة الإنتظار وعزله من جميع مناصبه في تلك الليلة.
الملك سلمان كان معروفا بعدم صبره على أي موقف أو أي شخص يقلل من إحترامه. في إحدى زياراته الى قصر الملك عبد الله في مدينة جدة, قام أحد الحراس بإخباره أنه لايمكنه مقابلة الملك لأنه مشغول. فما كان من الأمير سلمان إلا أن قام بصفع الحارس مما أدى الى سقوط خاتمه من قوة الصفعة. ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان أخبر اصدقاء له أن خالد التويجري كان يدبر له المكائد والمؤامرات خلال عمله الحكومي.
أبناء الملك عبدالله الذين كانوا يخشون مصيرهم في حال تولي حاكم الرياض عرش المملكة حيث كان بالتأكيد سوف يقوم بتعيين ابنه وليا للعهد. الملك عبدالله خلال حياته لم يكن يغدق على أولاده الأموال حيث كانت ثروتهم تعتبر متواضعة مقارنة مع أمراء أخرين مثل أولاد الملك السابق فهد بن عبد العزيز وأولاد الأمير سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز, وزيري الدفاع والداخلية. ولذلك يم يكونوا يمتلكون تلك الثروات الطائلة التي سوف تجعل بقائهم في بيئة حكم معادية لهم أمرا ممكنا. الملك عبدالله لم يكن يعتقد أن أحد أولاده مؤهلا من أجل أن يكون ملكا أو حتى وليا للعهد وكان يوبخهم علنا في أحيان كثيرة. أحد تلك المناسبات حينما زارة إبنه الطيار الأمير تركي حيث توجه الملك عبدالله بكلامه الى الأطباء والممرضين وأغلبهم من الولايات المتحدة وأوروبا مشيرا الى إبنه الذي كان سمينا وتسائل إن كان مقعد الطائرة المقاتلة سوف يتسع له.
خالد التويجري كان بالفعل يخطط للإنقلاب على أمير الرياض حيث قام بإنشاء ما يشبه المستشفى في الصحراء حيث قضى الملك عبدالله أيامه الأخيرة وأخفى أخبار مرضه عن باقي أفراد العائلة باستثناء أولاده. التويجري كان يأمل في أن يحصل على بضعة ساعات أو بضعة أيام في أفضل الحالات حتى تكون لديه فرصة في أن يجمع حوله عددا كافيا من الأمراء حتى ينفذ خطته. أحد أبناء الملك عبدالله, الأمير متعب رئيس الحرس الوطني, أخبر السفير الأمريكي جوزيف ويستفال خلال المراحل الأخيرة من مرض والده أنه سوف يكون ملك السعودية المقبل أو ولي العهد. ولكن خطة التويجري قد فشلت بسبب تسريب من جاسوس قام فريق من المساعدين ممن يعملون مع الأمير سلمان وولده الأمير محمد بن سلمان بزرعه ضمن طاقم المستشفى وكان يسرب لهم الأخبار أولا بأول.
ليس جميع من دخلوا معتقل الريتز كارلتون كانوا من الفاسدين أو ربما لم يدخلوا بسبب تهم متعلقة بالفساد, الفاسدين خارج الريتز كانوا أكثر من المقيمين داخله ومن تمت مسائلتهم حتى هذه اللحظة. كان خالد التويجري بالإضافة الى علاقته المتوترة مع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد, يمتلك عدد من المنازل الفاخرة والقصور واليخوت داخل وخارج المملكة. كما كان يملك مائتي سيارة فارهة وعدد كبيرا من الخدم والسائقين. كما أنه كان يصطحب حاشية من خمسة وعشرين شخصا من أجل قضاء إجازة فارعة في فندق الريتز كارلتون في سنترال بارك مدينة نيويورك حيث تكلف إجازته الموازنة السعودية ملايين الدولارات يتصرف خلالها أنه شخصية ملكية ويلتقط الصور مع عدد من زورا الفندق خصوصا من الأثرياء والأمراء. في النهاية, تم الزج به في الريتز بتهمة الفساد.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment