Flag Counter

Flag Counter

Thursday, September 3, 2020

كيف نجحت وول ستريت جورنال في خداع الإعلام السعودي وذبابه الإلكتروني؟

 يقول إبن خلدون في كتاب المقدمة:"السلالات الحاكمة لا تدوم أكثر من ثلاثة أجيال قبل أن يقضي عليها الفساد الإداري. ثم تتسلم مجموعة أخرى وتقوم سلالة حاكمة أخرى" 

 مقدمة كتاب "النفط والدم"


لم تظهر مقالات وول ستريت جورنال حول اللواء سعد الجبري الهارب الى كندا من العدم بل تم نشرها بناء على معلومات تم إرسالها من جهات حكومية سعودية الى الصحيفة. فقد تم الدعاية للمقال و للصحيفة بشكل مبالغ فيه في حسابات مواقع التواصل الإجتماعي يشتبه بأنها تتبع اللجان الإلكترونية أو مايعرف بأنه الذباب الإلكتروني السعودي. وقد كان نشر المقالات في وول ستريت ستريت جورنال بوصفها ثقلا موازنا لصحيفة نيويورك تايمز التي يملكها جيف بيزوس والتي كان الصحفي السعودي المقتول غيلة وغدرا جمال خاشقجي أحد المساهمين في كتابة المقالات فيها. كما أن الصحفي الأمريكي بن هوبارد مؤلف كتاب "إم بي إس, صعود محمد بن سلمان الى السلطة" هو أحد صحافيي نيويورك تايمز والذي أثار كتابه الكثير من الجدل.

إذا, صحيفة وول ستريت جورنال هي صحيفة تتمتع بالمصداقية بالنسبة الى السعودية وبالتالي لايمكن وصف كتاب "النفط والدم" الذي صدر عن الصحفي برادلي هوب والمستشار المالي جستن شيك, وكلاهما يكتبان مقالات لصالح الصحيفة, إلا أنه يتمتع بنفس مستوى المصداقية. الصحفي برادلي هوب يعمل متنقلا بين مدينة لندن,مقره الرئيسي, ونيويورك, حيث يعمل صحفيا في وول ستريت جورنال منذ أكثر من اربعة سنين. حاز برادلي على جائزة جيرالد لوب التي تعطي للصحفيين المتميزين في مجال الأعمال والإقتصاد. كما أنه وصل الى المرحلة النهائية من ترشيحات جائزة البوليتزر العريقة. برادلي هوب هو أحد مؤلفين أثنين لكتاب "حوت المليار دولار-Billion Dollar Whale", أحد أكثر الكتب مبيعا عام 2019 والذي لقي الثناء من بيل غيتس, مدير شركة مايكروسوفت. المستشار المالي والصحفي  جستن شيك يعمل في صحيفة وول ستريت جورنال منذ سنة 2007 ويكتب عن السعودية منذ سنة 2016 وقد وصل الى المرحلة النهائية من ترشيحات جائزة البوليتزر العريقة.

إذا نحن لدينا وصفة كارثية لكتاب ينتقد السعودية, صحفيين خبيرين ومتخصصين من الطراز الرفيع يتمتعان بالمصداقية في وسائل الإعلام السعودية نفسها التي نشرت واقتبست مقالاتها الصحفية وأشادت بها. ولقد تحدث الكثيرون عن هذا الكتاب خصوصا عن الفضائح الأخلاقية التي تمتلئ بها صفحات الكتاب ممن يفترض أنهم يحمون ويخدمون الحرمين الشريفين. أمام الكاميرات وشاشات الفضائيات, يظهر الورع والتقوى, بينما بعيدا عن الأعين في اليخوت والمنازل التي تحيط بها الأسوار والجزر السياحية, يظهر الجانب الأخر. ولكنني في الحقيقة لست مهتما بالضرورة بذلك الجانب الأخر فقد كتب عنه الكثيرون لعل أشهرهم مارك يونغ مؤلف كتاب "كنت حارس آل سعود".

لقد  أعجبتني تلك اللفتة الذكية التي قامت بها صحيفة وول ستريت جورنال التي يدو أن صحفييها يعرفون من أين تؤكل الكتف والكتاب الذي لقي الثناء والإشادة من أشهر الصحفيين والمؤلفين منهم سيمور هيرش وروبرت ليسي الذي قام بتأليف عدد كتابين عن المملكة العربية السعودية. على كل حال, سوف أقوم بقرائة الكتاب قريبا ونشر مقتطفات منه إن وجدت فيه أي معلومات جديدة ومثيرة للإهتمام.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment