Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 6, 2019

أوروبا ترتعد من الخوف, الزحف الإسلامي القادم

منذ بداية سنة 2014, تقوم الحكومة الدانماركية ببث إعلانات حكومية تحث الشعب على ممارسة الجنس من أجل إنجاب المزيد من الأطفال. وقد عبرت الحكومة الدانمركية في عدة مناسبات عن قلقها من تراجع معدل المواليد خصوصا في منطقة العاصمة كوبنهاغن بما يهدد الهوية الديموغرافية والعرقية خصوصا مع تزايد عدد اللاجئين والمهاجرين وتزايد معدلات الإنجاب لديهم. الحكومة الإيطالية الشعبوية التي تم إنتخابها مؤخرا في إيطاليا قررت تقديم مكافأة عبارة عن قطعة أرض لكل أسرة تتمكن من زيادة عدد مواليدها إلى ثلاثة خلال الفترة(2019-2022). الحكومة الإسبانية والتي تعاني من أحد أكثر معدلات المواليد انخفاضا في أوروبا قامت بتعيين الخبيرة الديمغرافية إدلميرا بارييرا للعمل ضمن إطار وزارة التربية والتعليم لمعالجة أسباب انخفاض معدل المواليد في إسبانيا وإعداد وثيقة وطنية إستراتيجية بالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء من أجل وضع أفضل الحلول للمشكلة الديمغرافية. إن وصول حكومات شعبوية للحكم في عدد من بلدان أوروبا متأثرة بفوز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الأمريكية 2016, أعطى دفعة قوية للحركات السياسية الشعبوية خصوصا في أوروبا. إن تلك الحكومات والتي تبحث دائما عن ذريعة لتلقي بأسباب فشلها في حل المعضلات التي تواجهها خصوصا الإقتصاد وتزايد معدلات البطالة على الهجرة واللاجئين خصوصا من أفريقيا والشرق الأوسط. كما ان تلك الحكومات الشعبوية والتي تتميز بإنتمائها للتيارات اليمينية المحافظة في سياساتها لا تتردد بتوجيه انتقاداتها للإسلام وتعتبر انتشاره خطرا على أوروبا.
هناك مصطلحات يتم التعاطي معها إعلاميا وبإستمرار خصوصا في أوساط المثقفين المحافظين ومعاهد الأبحاث التي تتبع اليمين المحافظ وهما أوروبيا والإسلاموفوبيا. كما أن المشكلة الديمغرافية تمثل تهديدا بالغ الخطورة لهوية أوروبا وثقافتها فإن أفلام دعائية مجهولة المصدر تنتشر على الإنترنت وتشترك في التحذير من خطر الهجرة الإسلامية على الهوية الأوروبية وتعتبر أن الوقت قد فات على تغيير الواقع الذي تعيشه أوروبا بأنها سوف تتحول سنة 2050 إلى قارة إسلامية أو كما يطلقون عليها أوروبيا. أما بالنسبة للإسلاموفوبيا ورهاب الأجانب فتلك ليس إلا مصطلحات يتم استغلالها سياسيا من قبل الأشخاص الطامحين لدخول عالم السياسة أو الحفاظ على مناصبهم و إعادة انتخابهم. إن ما يثير الضحك على سذاجة تلك النوعية ممن يطلق عليهم نخب مثقفة حيث يحلون ضيوفا بإستمرار على قنوات مثل قناة فوكس نيوز وقناة السي إن إن هو سطحية أفكارهم حول الإسلام والمسلمين. إن أشخاصا مصابين بمرض رهاب المسلمين مثل الصحفية الأمريكية من أصل لبناني حنان قهوجي المعروفة بإسمها جابريت غابرييل تجهل تاريخ لبنان والحرب الأهلية فيها حيث تتهم ميليشيات إسلامية بمهاجمة المسيحيين. الحرب الأهلية اللبنانية لم تعرف ظهور ميليشيات ذات توجه إسلامي فقد تقاتلت ميليشيات ذات توجهات مختلفة بينها شيوعية وقومية أو مسيحية مع بعضها البعض بدون أن يشكل أشخاص ذوي توجه إسلامي ميليشيا خاصة بهم شاركت في الحرب الأهلية.
إن الإحصائيات حول المقارنة بين معدلات المواليد في عدد من الدول الأوروبية غير ذات مصداقية لأن الإحصائيات السكانية في أوروبا وفي الدول الغربية لا يتم إجرائها إعتمادا على الأصول العرقية أو الدينية التي لا تذكر في بطاقات الهوية وجوازات السفر. ولكن أشخاصا مثل بريجيت غابرييل ليس لديهم مشكلة في الكذب حتى يجمعوا التبرعات في مؤتمرات وحفلات يحضرها أمثالهم من المصابين بأعراض الإسلاموفوبيا. ولكن بريجيت هي مجرد إسم في صناعة الكراهية التي تحولت على أجنحة العولمة إلى سلعة ويتم التعامل معها على أساس العرض والطلب, ولذلك فإنه للمحافظة على الطلب, يحتاج صانعو الكراهية إلى عدو يحمل صفة الإستمرارية والديمومة ولن يجدوا بعد إنهيار جدار برلين وسقوط الإتحاد السوفياتي ونهاية الشيوعية كأيديولوجية أفضل من الإسلام والمسلمين. إن صانعي الكراهية يختبئون خلف شاشات الفضائيات ويفترون بأن الإسلام هو دين يحرض على العنف وأنه إنتشر بالسيف بدون أن تكون لديهم الجرأة على الظهور في نقاش علني حول تاريخ المسيحية الدموي من العنف وسفك الدماء. حتى أنهم يرفضون الإعتراف وهم مسيحيون بأن معاداة السامية و إضطهاد اليهود مرتبطة بصعود المسيحية التي قتلت ملايين البشر في محاكم التفتيش والحركة الإستعمارية وتجارة العبيد.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment