Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, July 4, 2018

صفقة القرن, أسامة فوزي وأليس في بلاد العجائب

يدور الحديث حاليا عن صفقة القرن والتي تعني بملخصها تصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد حيث تتولى مجموعة من الصحف العربية والأجنبية الدعاية لتلك الصفقة ودور المملكة العربية السعودية فيها. يتولى الترويج لتلك الصفقة في أوساط الجاليات العربية في  الغرب خصوصا في الولايات المتحدة صحيفة عرب تايمز لرئيس تحريرها أسامة فوزي. أخبار تلك الصفقة تفوح منها رائحة التمويل القطري في إطار الحرب الإعلامية القطرية-السعودية وتوجيه الإتهامات لولي العهد السعودي محمد إبن سلمان بالترتيب لتلك الصفقة مع جاريد كوتشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أن يشاع انه في إطار تلك الصفقة, هناك دور لمصر حيث سوف يتم تخصيص قسم كبير من سيناء لتوطين الفلسطينيين فيها بتمويل سعودي. الهدف من الترويج لتلك الصفقة هي الإسائة للسعودية ولمصر. وعلى الرغم من أنني أختلف مع السعودية ومصر في كثير من الأمور وقد عبرت عن أرائي والتي وصلت لمستوى النقد الحاد في عدد من المواضيع إلا أنني لست من المعجبين بأسلوب ترويج الإشاعات والأخبار المغلوطة للإسائة للأخرين وفي إطار الحرب الإعلامية بينما هناك بحر من الأخبار الصادقة التي يمكن الإقتباس منها لو كان هناك نية صادقة ودفاعا عن مصداقية الخبر والشفافية الإعلامية, وبالتأكيد لست من المعجبين بأسامة فوزي وأسلوبه ونفاقه وإزدواجيته.
أخبار تلك الصفقة تذكرني بقصة أليس في بلاد العجائب الخيالية ويمكن تلقيب تلك النوعية من وسائل الإعلام التي تتولى الترويعية من الأخبر بإعلام أليس وهي الشخصية الرئيسية في تلك الرواية التي قام بكتابتها سنة 1865 عالم الرياضيات الإنجليزي تشارلز لوتويدج تحت إسم مستعار لويس كارول وهي رواية مخصصة للأطفال. وتتولى مجموعة من مكاتب الدعاية والإعلام على المستوى العالمي الترويج لتلك الصفقة بنشر مقالات ومواضيع مدفوعة في مجموعة من الصحف العالمية وبالتوقيت نفسه. إن تلك النوعية من المكاتب الإستشارية منتشرة في الدول الغربية ولها علاقات مع مختلف الوسائل الإعلامية من صحف وإذاعات ومحطات تلفزيونية وإخبارية ووكالات الدعاية ولوبيات الضغط وأعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى. حتى المملكة العربية السعودية تستفيد من خدمات تلك المكاتب في الترويج الإعلامي والدعاية للسعودية في الدول الغربية. وتتقاضى تلك المكاتب أجورا تدخل في خانة عشرات الملايين من الدولارات نظير خدماتها فهي قانونية وتعمل في إطار القانون وتخضع للمحاسبة والمسائلة من قبل الهيئات القانونية والضريبية المختلفة.
وإذا لاحظنا مؤخرا الخط التحريري الذي تتبعه صحيفة عرب تايمز وأسامة فوزي فسوف نلاحظ أنه توقف عن توجيه أي إنتقادات لقطر ولا يأت على ذكر لقطر في فيديوهاته أو في مواضيعه أو أخبار وأن كل تركيزه على السعودية والبحرين. حتى مهرجان رمي الصرامي الذي أقامه مؤخرا في العاصمة الامريكية لم يشمل قطر وحكامها وكأنهم أصحاب أيادي بيضاء على الوطن العربي ولم يكن لهم أي دور في الربيع العربي أو حرب اليمن سواء بالتمويل أو التلميع الإعلامي للمجموعات الإرهابية تحت مسمى معارضة معتدلة وعبر قناة الجزيرة التي تحولت إلى ناطق بإسم تنظيم القاعدة وطالبان وتنظيمات كداعش وجبهة النصرة. أما أسباب قيام أسامة فوزي بذالك فهي ليست حبا في قطر ولكن حبا بأموال قطر ولو دفعت له السعودية لقام بعكس أشرعته بالإتجاه الأخر(Business is Business). صحيفة عرب تايمز ليست إلا مشروع إعلامي أمريكي لإبتزاز الأنظمة العربية والضغط عليها بدون أن تظهر الإدارة الأمريكية في الصورة وأنها تقف وراء الأخبار التي تنشرها عرب تايمز, مشروع إعلامي مماثل لإذاعة أوروبا الحرة والتي تعود لفترة الحرب الباردة والصراع الشيوعي-الرأسمالي.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
النهاية

No comments:

Post a Comment