Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 9, 2018

الإمبراطوريات وثقافة التفوق والقوة

إن التأسيس على أن الإيمان بعنصر القوة كأساس للحفاظ على ديمومة الإمبراطورية الأمريكية يعتبر أمرا مفروغا منه ولو أن المفكرين ومعاهد الأبحاث الغربية ممن ينتمون لليمين المحافظ ينكرون أن تكون الولايات المتحدة بحاجة أو مهتمة بأن تكون إمبراطورية بما يعنيه ذالك من توسيع وتعميم إستخدام عنصر القوة في حل المشاكل والنزاعات. الولايات المتحدة هي دولة بحجم إمبراطورية قد إختارت النظام الفيدرالي-اللامركزي حيث تتمتع كل ولاية بدرجة من الإستقلاية الإدارية والمالية مع بقاء الدفاع والعلاقات الخارجية من إختصاص الحكومة الفيدرالية. إن تلك المزاعم هي مزاعم خاطئة من الناحية العملية فالولايات المتحدة تخطت مرحلة الفيدرالية-اللامركزية إلى مرحلة الشركات الإستعمارية العابرة للقارات حيث من الممكن أن تتحرك القوات المسلحة خارج الحدود وفي حالة عدم التعرض لعملية غزو خارجي حماية للمصالح التجارية لشركاتها. الولايات المتحدة تتصرف كإمبراطورية خصوصا فرض الدولار كعملة إحتياطية عالمية تماما كالإمبراطوريات الفارسية والرومانية التي فرضت عملتها وثقافتها على الشعوب التي قامت بإستعمارها. الولايات المتحدة غزت العالم بأشهر الماركات العالمية بداية من مطاعم الوجبات السريعة كماكدونالدز وكنتاكي وأفلام هوليود والقنوات الإخبارية كالسي إن إن وفوكس نيوز التي تحولت لأيقونات عالمية.
إذا وبناء على ماسبق وذكرته فإن الجدال حول الدور الذي لعبه عنصر القوة في الثقافة والحياة الإسلامية مرفوض وبالأدلة العقلية والمنطقية. فالإمبراطورية الإسلامية بدأت بالإنهيار بسبب تعميم
نموذج الدولة المتسامحة فدول كأندونيسيا وهي أكبر بلد إسلامي بعدد المسلمين لم تشهد فتوحات إسلامية بل كان التجار هم من نقلوا إليها الإسلام وأخلاق التجار المسلمين في التعامل والقائمة على الأمانة والصدق والثقة. إن السياق التاريخي للأحداث يحتوي على مساحة واسعة للرد على الإتهامات بأن الإسلام دين عنف ودماء فالمسلمون لم يأتوا بسابقة إختلفوا فيها عن الأمم التي سبقتهم والأمثلة التاريخية أكثر من أن تحصى. الدولة الفارسية قامت على جماجم الشعوب التي غزتها وإستعمرتها ففرضت عليها دفع أموال سنوية فيما يعرف بالجزية وأخذت نسائها كسبايا وإسترقت الأطفال وفرضت على الرجال الإنضمام إلى قوات الإمبراطورية الفارسية كلما خاضت جيوشها حروبا جديدة. ومن أوضح الأمثلة التاريخية الدولة الرومانية سواء في المرحلة التي سبقت تبني الإمبراطور قسطنطين سنة 325 المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية أو في المرحلة التي تلتها حيث تعاملت الجيوش الرومانية بقسوة وبدون رحمة مع المعارضين فقامت بصلبهم على طول الطرق المؤدية لروما والمدن الأخرى حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه التمرد. كما أن الإمبراطورية الرومانية قد فرضت الجزية على الشعوب التي سيطرت عليها وباعت نسائها كسبايا في أسواق النخاسة ورجالها كعبيد أو في أحسن الأحول كجنود ملزمين بالخدمة في الجيوش الرومانية. ولكن الإمبراطورية الفارسية سقطت وإندثرت الديانة الزرداشتية والإمبراطورية الرومانية سقطت والديانة المسيحية في حالة تراجع مستمر والإمبراطورية الإسلامية سقطت وبقي الإسلام في حالة إنتشار وتقدم حيث يكتسب عددا متزايدا من الأتباع بشكل مستمر.
وفي ختام الموضوع, إن من يستخدم العنف أو يهدد به هو في الغالب يقف موقف قوة لا ضعف وتلك قاعدة عامة. ولكن من يطلع على تاريخ المسلمين فيجد أنهم كانوا دائما يلقون بأنفسهم في معارك تعتبر خاسرة من الناحية العسكرية خصوصا التفوق العددي لخصومهم. بداية من معركة بدر 1:3, معركة أحد1:4, معركة مؤتة 1:66, معركة اليرموك 1:7, معركة القادسية 1:7 والتي شهدت تحالف الإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل كما أنه تم إستخدام الأفيال بكثافة في تلك المعركة. وبإثبات صحة تلك الوقائع من الناحية التاريخية فكيف يكون الدين الإسلامي يشجع على الغزو والعنف وأن المسلمين لا ينتصرون لقضية عادلة بل أهدافهم مادية بحتة؟ وماذا عن العنف الذي تجلى بأسوأ صوره فيما قامت به الإمبراطوريات التي سبقت الإسلام التي أخضعت وبالسيف الشعوب الأخرى؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment