Flag Counter

Flag Counter

Friday, July 6, 2018

المطرب الشيوعي مارسيل خليفة يدعو لإستكمال ثورات الربيع العربي

قام المطرب اللبناني مارسيل خليفة بالتصريح  خلال محاضرة ألقاها بالمعهد العالي للفنون والحرف بمدينة القصرين وسط غربي تونس في مارس ٢٠١٨:"أن الثورات العربية كانت صرخة محقّة ضد الأنظمة، مشيرا إلى ضرورة استكمال هذه الصرخة." ويأتي ذالك التصريح إستمرار لتصريحات مارسيل خليفة السابقة بأن ثورات الربيع العربي ليست صناعة أجنبية وأن جهات خارجية قد تكون إستفادت أو إستغلت تلك الثورات. وقد كان مارسيل خليفة وهو عضو سابق في الحزب الشيوعي اللبناني وغنى قصائد تمجيد للشيوعية ومبادئها منها قصيدة "الخبز والورد," قد قام وفي أكثر من مناسبة برفع علم الربيع السوري وهو العلم المعتمد خلال فترة الإحتلال الفرنسي لسوريا. وقد كان شيوعي سابق وهو المخرج الأردني فيصل الزعبي قد إتهم في عدة تصريحات على وسائل التواصل الإجتماعي نظام الحكم في سوريا بأنن داعش هي من صناعة الأنظمة العربية.
إنتهت الشيوعية في العالم بسقوط جدار برلين وإنهيار الإتحاد السوفياتي وتفككه إلى مجموعة دول بسبب عميل أمريكي يدعى ميخائيل غورباتشوف وصل لسدة الحكم عن طريق رئاسة الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي فقام بتطبيق مجموعة من الإصلاحات أطلق عليها (بيريسترويكا) والتي تعني إعادة الهيكلة بما أدى إلى إنهيار المنظومة الشيوعية بأكملها. ولكن في بعض الدول مازالت نظام الحكم الشيوعي مستمرا كدولة كوبا والصين التي طبقت إصلاحات إقتصادية مع بقاء الحزب الشيوعي الصيني ممسكا بكل تفاصيل الحكم في بلد واسع كان إلى فترة قريبة مرتعا للإضطرابات والحروب الأهلية. في الوطن العربي, إنهارت الأحزب الشيوعية العربية قبل إنهيار المؤسسة الأم بزمن طويل, فهي قد فشلت في إيجاد تجربة نضالية بعيدا عن أدبيات الشيوعية السوفياتية وهي المحاولة التي قام بها على سبيل المثال قام بها تشي غيفارا في كوبا والذي إنتقد الإتحاد السوفياتي في عدة مناسبات بما أدى إلى خلاف بينه وبين رفيقه في النضال فيديل كاسترو. الأحزاب الشيوعية العربية والتي كانت ترفع مظلاتها في عواصم عربية عدة كلما أمطرت في موسكو واجهت محاولات شرسة لإستئصالها من قبل الأنظمة العربية وبإشراف أمريكي على هامش الحرب الباردة ومكافحة النفوذ الشيوعي حول العالم. الأحزاب الشيوعية العربية كانت مرتبطة بالحزب الأم في الإتحاد السوفياتي كما يرتبط الجنين بمشيمة والدته عن طريق الحَبل السِّري وبقيت على ذالك حتى بعد مرور وقت طويل كان من المفترض أن تنضج فيه التجربة اليسارية والشيوعية العربية على المستوى الجماهير العربية حتى تشكل قاعدة جماهيرية واسعة ولكنها فشلت في ذالك.
المستشرقون الغربيون ومعاهد الأبحاث في دول غربية والتي تتلقى التمويل من جهات معادية للعرب قد لفت إنتباههم تصاعد التيارات القومية والشيوعية واليسارية بما تحتويه أدبياتها من تحدي للهيمنة الغربية خصوصا الإقتصادية على الوطن العربي يقابلها الرأسمالية الغربية ذات الطبيعة الإستغلالية. المبادئ الشيوعية واليسارية بشكل عام كان لها أنصار في أوساط الجماهير العربية خصوصا مع بروز التجربة الناصرية في مصر ونجاح الثورة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو وتشي جيفارا وبروز تلك التجربة في عدد من بلدان أفريقيا خصوصا خلال فترة الثمانينيات كتوماس سنكارا في بوركينا فاسو. إن الأحزاب ذات التوجه اليساري والإشتراكي والشيوعي والتي وصلت لسدة الحكم في عدد من الدول في أمريكا اللاتينية والوطن العربي وأفريقيا قد بدأت إصلاحات جذرية تصب في صالح الجماهير الكادحة والفقيرة كقوانين الإصلاح الزراعي والعلاج المجاني وتأميم المشاريع الرأسمالية الغربية ذات الطبيعة الإستغلالية كقناة السويس في مصر والتي كانت سببا في العدوان الثلاثي الفاشل على ذالك البلد العربي. وقد تفتقت عبقرية معاهد الأبحاث ومراكز صنع القرار الغربية عن خطة متقنة للقضاء على الفكر الماركسي والشيوعي بشكل عام حيث بدأت وعلى هامش الحرب الباردة بوصم أي نظام حكم لا يمالي السياسات الإقتصادية الغربية بانه شيوعي ويجب إزالته. البداية كانت في إيران سنة ١٩٥٣ حيث تم تدبير إنقلاب على نظام حكم رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق بسبب إتخاذه إجرائات لتأميم المصالح النفطية الغربية, وقد تم وصم نظامه بأنه شيوعي على الرغم من عدم صحة تلك التهمة. ثم كان الدور على دولة غواتيمالا في أمريكا اللاتينية حيث تم تدبير إنقلاب على حكومة الرئيس المنتخب ديمقراطيا جاكوبو أربينز غوزمان بسبب قبوله الدعم من دول الكتلة الإشتراكية ومصادرته مئات الألاف من الأفدنة الغير مستغلة والتي كانت مملوكة لشركة الفواكه المتحدة ثم توالى تدبير الإنقلابات خصوصا في أمريكا اللاتينية.
ولكن في الوطن العربي, فالظروف كانت مختلفة قليلا حيث تدخل العامل الديني تارة والعامل القبلي تارة أخرى في تدبير القضاء على الحركة الشيوعية والفكر الماركسي بشكل عام. البداية كانت سنة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في المملكة العربية السعودية فيما يعرف بحركة الصحوة الدينية التي قادها مجموعة من رجال الدين الموصوفون بأنهم سلفيون كسلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وعائض القرني حيث تزامن ذالك مع دخول الجيش الأحمر التابع للإتحاد السوفياتي إلى أفغانستان بما أدى إلى إطلاق حملة تجنيد واسعة ذات طبيعة دينية شملت جميع الدول العربية بإسم الجهاد المقدس ضد الشيوعية والإلحاد حيث تدفق ألاف المقاتلين إلى أفغانستان وظهر مايعرف بتنظيم القاعدة. وعلى هامش حركة الصحوة الدينية والدعوة إلى الجهاد المقدس في أفغانستان فقد تعرض الشيوعيون والماركسيون العرب للملاحقة وعمليات الإغتيال وتم الزج بمن لم يتمكن من الهرب منهم في السجون حيث إكتملت عملية إستئصالهم بسقوط جدار برلين وإنهيار الحزب الأم فيما يعرف بالإتحاد السوفياتي السابق.
الحركات الشيوعية العربية وبعض رموزها كالمخرج الأردني فيصل الزعبي ممن يأملون أن ينفضوا عنهم غبار التاريخ ويسترجعوا ألق الماضي أو كالمطرب اللبناني مارسيل خليفة الذي يسعى للحفاظ على إرثه الفني ولو على حساب مبادئه السابقة, قاموا بالدعوة إلى إجراء مراجعات فكرية حتى لا يوصم اليسار العربي بالجمود الفكري. فيصل الزعبي لم يدعو إلى تلك المراجعات الفكرية يوم حل ضيفا عزيزا مكرما ونال ماجستير في الإخراج من أرقى المعاهد السوفياتية, بل وتعامى عن السجناء السياسيين ومعتقلات الصحراء السيبيرية ولم يكن بشجاعة المناضل الأممي تشي جيفارا الذي إنتقد علنا التجربة السوفياتية خصوصا في المجال الإقتصادي. وأنني أتسائل عن أسباب دعوة مارسيل خليفة بعد كل تلك السنين لإستكمال الربيع العربي بما يعني تدمير ما تبقى من بلدان عربية, ألم يرى مارسيل خليفة ثمار ذالك الربيع في مصر واليمن وسوريا وليبيا وتونس؟ هل يستغبي مارسيل خليفة على معجبيه؟ ماهي أسباب التوافق بين تصريحات فيصل الزعبي, مارسيل خليفة, مسؤولين صهاينة وأمريكيين وفرنسيين؟
سؤال سوف تبقى الإجابة عنه للتاريخ وربما بعد خمسين عاما عندما ترفع السرية عن بعض الوثائق في الدول الغربية بموجب قانون رفع السرية عن المعلومات.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment