Flag Counter

Flag Counter

Friday, December 11, 2015

سيجمون فرويد في مستشفى المجانين وجوستاف لوبون ينتحر على أسوار الموصل

الأحمق هو من لم يتعلم من دروس التاريخ ويتعظ من عبره والتاريخ يروي لنا القصص والحكايا حتى نتعلم منها ونأخذ العبرة. يقال أن التاريخ كله مزور ويقال أن التاريخ يكتبه الأقوياء وأجاب أحدهم على سائل عن الجهة التي سوف يقف معها الله في حربهم ضد أعدائهم بأن الله يقف في صف من يمتلكون المدافع الأكبر. في هذه الأيام وللأسف فإن التاريخ يكتبه الحمقى وكم أتمنى لو أن التاريخ بقي حكرا على الأقوياء ليكتبوه فتاريخهم له نكهة مختلفة وليس مثل تاريخ ترويه لنا الجزيرة والعربية ويقدمه لنا عزمي بشارة ويرويه حكاياه فيصل القاسم فلا يجوز أن تعقد المقارنة بين إمعات مثل فيصل القاسم وأحد دهاقنة السياسة الدولية مثل وينستون تشرشل.
ويقال أنه مهما حاول أحدهم تزوير التاريخ فإن الشمس لايمكن أن تغطيها بغربال ومهما حاول أحدهم حجب الحقائق فإن الكف لايمكن أن تجابه المخرز إلا إذا كانت شمس الخليفة أوردوغان أو مخرز حلفائه الدواعش.
لاينكر عاقل أن تنظيم داعش ليس إلا عبارة عن طفل لقيط, إبن زنى, أداة بيد تركيا وأن أكبر الترهات التي نسمعها هذه الأيام هي أن التنظيم صناعة سورية أو إيرانية ولولا لحسة من ذوق لخرج علينا فيصل القاسم بأن زعيم داعش لم يكن مسجونا إلا في السجون الروسية وأنه إكتشف أن الطائرات المجهولة التي تلقي الأسلحة للدواعش في العراق ليست إلا طائرات روسية وأن الشاحنات التي ترسل لهم الأسلحة في سوريا تتبع حصريا لشركة نقل روسية مالكها مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. معسكرات تنظيم داعش تقع داخل تركيا والشاحنات التركية تنقل الإمدادات للتنظيم داخل سوريا والعراق وصهاريج النفط المسروق من الأراضي العراقية والسورية يتواصل دخولها بلا إنقطاع إلى تركيا عبر المعابر الحدودية التي يسيطر عليها الدواعش حتى جاء الطيران الروسي وحرقها لهم فمن غيظهم غدروا به وأسقطوا طائرته وقتلوا أحد طياريها.
كلها سياسة في سياسة فأوردوغان يستخدم ورقة اللاجئين أداة ضغط على أوروبا لتقبل إنضمامه إليها ويستخدم المنطقة الأمنة ذريعة لإحتلال سوريا ولاحقا العراق حيث يشاع على نطاق واسع أنه رفض عرضا أوروبيا بثلاثة مليارات دولار ومباحثات لإنضمام تركيا رسميا للإتحاد الأوروبي لكي يبقي اللاجئين داخل تركيا ويغلق حدوده المفتوحة وحنفية الهجرة ويتوقف عن حركاته الطفولية بل وأصر على سيناريو المنطقة الأمنة وأنه الحل الأمثل لمشكلة اللاجئين.
وأنا هنا أتسائل عن عجز تركيا عن مراقبة الحدود البحرية التي تفصلها عن أقرب أراض يونانية والتي أقصرها طريق بحري يمتد لمسافة كيلومتر واحد وأطولها يمتد لمسافة ثلاثة كيلومترات؟ أين قوة الجيش التركي التي صرعنا بها من يقبلون يد أوردوغان وصرعنا بها أوردوغان نفسه وهو يقسم أغلظ الأيمان بانه سوف يرسل أساطيله لمرافقة سفن الحرية وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ هل تعجز تلك الأساطيل عن مراقبة مساحة بحرية لايتجاوز طولها بين 1-3كم.
مؤخرا قامت إحدى الصحف التركية او يقال انها قامت بنشر خريطة تركيا الكبرى, التسمية المعدلة للخلافة العثمانية بثوبها الأوردوغاني العصري. الخريطة شملت بالإضافة إلى لواء الإسكندرون المحتل تسعة محافظات سوريا على رأسها حلب, أربعة محافظات تركية اهمها الموصل, بلغاريا وأجزاء واسعة من اليونان, قبرص, كريت وبس.
مشكلة أوردوغان وأيتامه من المطبلين والمهللين أنهم لن ولم يفهموا أن تركيا لن تنضم رسميا للإتحاد الأوروبي وأنه سوف يتم رمي الفتات لتركيا لإسكاتها. أغلب الدول الأوروبية تعارض إنضمام أحد ثغور الإسلام إلى إتحاد مبني حصريا على أسس دينية وحضارية وثقافية وهي أهمها ولا تتشارك معهم تركيا في شيئ منها. العالم كله يتكتل حاليا على أسس ثقافية مشتركة وهي نزعة برزت مع سقوط الإتحاد السوفياتي وإنهيار جدار برلين. أوروبا المسيحية لن تقبل تركيا حتى وإن حاولت التمسح بعلمانية إسلامهم المعتدل المزعومة دول مثل بلغاريا عانت من الإحتلال العسكري العثماني أو دول مثل صربيا أو البلقان قد عانت أيضا من جرائم العثمانيين وخوازيقهم فلن تقبل بتركيا في إتحاد هم أعضاء فيه ولن يقبلوا بدخول الأتراك إلى بدلانهم بدون فيزا ليعيدوا أمجاد الماضي العثماني من بوابة الإتحاد الأوروبي الذي سوف يحوله أوردوغان وأمثاله إلى إتحاد إسلامي على الطريقة الأوردوغانية.
ولكن لماذا دخل جيش النظام الأوردوغاني إلى العراق ويرفض المغادرة؟ ولماذا يصر على المنطقة الأمنة في سوريا؟
جيش النظام التركي الأوردوغاني دخل إلى الموصل بكل وقاحة كمقدمة لضم المحافظة لتركيا. الجيش التركي يرفض الإنسحاب رغم تقدم العراق بطلب لهم بذالك وكان ردهم أننا نتفاهم مع الحكومة العراقية ومع الوقت فسوف يحاول أوردوغان فرض سياسة الامر الواقع وشيئا فشيئا سوف يسيطر على المحافظة وفق سياسة القضم خطوة خطوة حتى لو كانت المساحة المقضومة في كل مرة لاتساوي إلا أمتارا محدودة.
في العراق سوف يقوم أوردوغان بقضم المحافظات العراقية خطوة بخطوة ودخول قواته إلى محافظة الموصل كان أولى تلك الخطوات ولكن في سوريا فالأمر مختلف وسوف يتم تنفيذه وفق سيناريو المنطقة الأمنة حيث سوف يحاول أوردوغان فرض أمر واقع بخصوص منطقة أمنة لحلفائه الدواعش ليقوم لاحقا بتنظيم إستفتاء حول إنضمام تلك المنطقة الأمنة لتركيا أو بقائها ضمن الأراضي السورية وقد يتم تحويل سوريا لكونفدرالية على الطريقة العراقية أو الأمريكية ليسهل تفكيكها. هل تشكون في ذالك السيناريو؟ كل من يظن أن أوردوغان يهمه بقاء او سقوط الرئيس السوري أو مايعانيه الشعب السوري بسبب حلفاء أوردوغان الدواعش فإنه واهم وعليه أن يستفيد من دروس التاريخ وإلا سوف يكون أحمقا. وحتى لا تكون من أولئك الحمقى فما عليك إلا أن تتذكر سيناريو تقسيم العراق وإنفصال كردستان عن العراق وكيف تم التمهيد بذالك بما يسمى منطقة حظر جوي. فإذا كانت قوات التحالف الغربي حريصة على الشعب العراقي والدماء التي سالت فلماذا سمحت لقوات الحرس الجمهوري بإخماد إنتفاضة أهل الجنوب والأكراد قبل ذالك ولم نسمع صراخ جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات التي تتبع الأمم المتحدة؟
وبعد فشل كل السيناريوهات الأوردوغانية وإفشال الحليف الروسي لمخططاته وقصف طائرات التحالف السوري\الروسي لصهاريج نفطه فقد بدأت الإشاعات تنتشر عن غارات لسلاح الجو الإسرائيلي على أهداف في دمشق وكيف أن ذالك تم بالتنسيق بينهم وبين سلاح الجو الروسي الذي قام بتعطيل أجهزة الإنذار والتشويش لفترة كافية تسمح بدخول وخروج الطيران الحربي الإسرائيلي بدون مخاطرة. كل تلك الإشاعات فشلت في تحقيق أهدافها بعد أن ملت منها الجماهير التي أصبح لديها نوع من الحصانة وخصوصا مع تكرار نفس الإشاعات ونفس الأخبار ونفس الأكاذيب وهو مايحاول أوردوغان وأنصاره عن طريقه التعويض عن هزيمتهم المنكرة على أرض الواقع حيث يقوم الطيران الروسي بحراثة الأراضي التي تنتشر فيها ميليشيات أوردوغان خصوصا في جبل التركمان حيث دخلت أنظمة دفاع جوي روسية طراز إس-400 المعادلة فتراجع أوردوغان ورئيس وزرائه أوغلو عن عنترياتهم وبلعوا ألسنتهم. نفس العنتريات التي أطلقها أوردوغان حين قتل مواطنوه على سفن الحرية المزعومة التي حاولت فك الحصار عن قطاع غزة فهدد وتوعد وأزبد فمه حين لم يتلقى الإعتذار المأمول أن يحفظ به ماء وجهه أمام انصاره الذي كانوا يظنون أن خيوله سوف تعبر في اليوم التالي لتحرير أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
الزعيم التركي يصلي في الجوامع بعد أن يصطحب معه كاميرات التلفاز والفضائيات حتى تصور الرئيس المؤمن وذالك يكفي أتباعه فهنيئا لثغر الإسلام الدعارة المرخصة والخمارات والأندية الليلية ونوادي القمار وكافة نواحي الإنحلال الخلقي وهنيئا لأتباع أوردوغان الدواعش رئيسهم المؤمن.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment