Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, March 12, 2024

أُكلتُ يومَ أُكِلَ الثَّورُ الأَبيض, تهجير سكان قطاع غزة الى سيناء والدور القادم على الضفة الغربية

كانت عملية طوفان الأقصى ٧/أكتوبر/٢٠٢٣ بلا شك علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطينية وحيث أنها جعلت المبادرة للعرب والفلسطينيين لأول مرة منذ ١٩٧٣. حركة حماس أعدت نفسها لتلك العملية سنين طويلة وتعلَّمَت من أخطائها ودرست نقاط ضعف وقوة خصمها جيدا. ولعل أهم ثغرة أدركتها حماس وحاولت معالجتها وهي الثغرة التي عانى منها النضال الفلسطيني فترة زمنية طويلة وهي أنه من أجل تحقيق أفضل النتائج فإن الإرتباط بين القضية الفلسطينية والمصالح الإقليمية والدولية أمر لا مفرَّ منه. ولكن حتى لو صرَّحت حماس بخلاف ذلك فإن التخطيط للعملية وقرار التنفيذ لم يكن فلسطينيا لكنه كان صادرا من قيصر روسيا وسيد الكرملين فلاديمير بوتين. وأعيد وأكرِّر مرة أخرى أن مخطط عملية طوفان الأقصى كان من روسيا, التمويل من قطر, السلاح من إيران والتنفيذ فلسطيني.

روسيا هي المستفيد الرئيسي من عملية طوفان الأقصى خصوصا أن أهم نتائجها تحويل الاهتمام عن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وتحويل الدعم الإعلامي والمالي والعسكري الى دولة الكيان الصهيوني التي بلا مبالغة تعاني إقتصاديا ولأول مرة في تاريخها تحتاج الى اقتراض تلك المبالغ المالية الضخمة من أجل سد العجز في موازنتها. القوات الروسية حقَّقَت تقدُّماً غير مسبوق في معاركها العسكرية في أوكرانيا وسيطرت على عدة مدن ومواقع إستراتيجية هامَّة وحيوية خصوصا في شرق أوكرانيا. فلسطين أو قطاع غزة على وجه التحديد معتادون على الحصار وفقدان المواد الغذائية والأساسية ولكن المواطن الإسرائيلي غير معتاد على ذلك خصوصا أنَّ إستدعاء الإحتياط أدى الى إفراغ سوق العمل في دولة الكيان الصهيوني من الموظفين والكوادر الهامة خصوصا في قطاع التكنولوجيا. كما أنَّ القطاع الزراعي هو أكثر القطاعات تضرُّراً بسبب مغادرة عشرات الآلاف من العمال الأجانب قطاع غزة.

ولعل أحد أهم الأهداف التي حقَّقها الفلسطينيون من عملية طوفان الأقصى هي إسقاط ورقة التوت حيث أصبح موقف الجميع من القضية الفلسطينية مكشوفا والأبواب مفتوحة على مصاريعها, من هو مع قضية الفلسطينيين وحقهم المشروع في النضال ومن هو يدعم الكيان الصهيوني المحتل بل ويطالب دولة الكيان الصهيوني المحتل بالقضاء على حركة حماس. كما أن هناك أمرأً مهما وهو أن عملية طوفان الأقصى والزخم الإعلامي الذي رافقها يعتبر فرصة لا تعوض لجهات عربية وحزبية من أجل تصفية الحسابات مع خصومهم.

ولكن روسيا أو إيران ليست هي المستفيد الوحيد من عملية طوفان الأقصى, دولة الكيان الصهيوني سوف لن تترك تلك الفرصة الثمينة تفلت منها. هناك مشروع تهجير أهالي قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء وذلك بعد إجبار أغلبهم على النزوح الى جنوب قطاع غزة في منطقة محور فيلادلفيا والشريط الحدودي الضيق بين مصر وقطاع غزة. السيناريو أصبح معروفا وهو أن المنطقة (ب) آمنة ويمكن الأهالي من النزوح إليها من المنطقة (أ) وبعد نزوح الأهالي تحت تأثير القصف والمجازر سوف يتم إطلاق حملة إعلامية بأن المنطقة (ب) منطقة عمليات عسكرية بسبب تواجد قوات كبيرة من كتائب القسام وأنفاق وأن المستشفيات تحولت الى مراكز عمليات للمقاومة الفلسطينية وأن على الأهالي النزوح الى المنطقة (ج) لأنها منطقة آمنة وهكذا.

الحكومة المصرية تقوم بتجهيز وبناء منطقة عازلة في سيناء وجيش الإحتلال الصهيوني قرَّرَ تأجيل إقتحام مدينة رفح حتى تصبح تلك المنطقة العازلة جاهزة لإستقبال النازحين الفلسطينيين. مصر تحت ضغوطات اقتصادية وهبوط سعر صرف العملة(الجنيه) الى مستويات غير مسبوقة وموجة تضخم وغلاء أسعار وهناك وعود من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي تشمل شطب ديون ومساعدات اقتصادية لو قبلت مصر تهجير أهالي قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء. السيناريو القادم بعد تهجير أهالي قطاع غزة الى مصر هو القيام بالأمر نفسه مع الضفة الغربية وتهجير سكانها الى الأردن ثم يكون الهدف هو تهويد القدس حتى يصبح سكانها ١٠٠% من اليهود وهي الفرصة المناسبة التي سوف يقوم فيها اليهود بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment