Flag Counter

Flag Counter

Thursday, April 29, 2021

الإخوان المسلمين أو الفوضى

ليس هناك أدنى شك في أن تنظيم الإخوان المسلمين عبارة عن بذرة شيطانية خبيثة زرعتها بريطانيا منذ أن قام حسن البنا بتأسيس النواة الأولى للتنظيم وبناء أول مسجد له بتمويل بريطاني سنة 1928 وذلك في مدينة الإسماعيلية المصرية. ولاحقا سنة 1953 قام تقي الدين النبهاني بتأسيس حزب التحرير الإسلامي في مدينة القدس حيث كان متأثرا بسقوط الخلافة العثمانية في تركيا سنة 1924. أحزاب سرطانية تنتمي الى تيار الإسلام السياسي تقوم على التغرير بالشباب المسلم عبر الشعارات البراقة وإقامة الخلافة الإسلامية بينما على أرض الواقع فإن كل ما تقوم به هو خدمة الأجندات الغربية في المنطقة. تركيا تعتبر على إرتباط وثيق بتلك الحركات والأحزاب حيث تؤوي عددا كبيرا من أعضائهم وقياداتهم. كما أن حزب التحرير الإسلامي المحظور في تركيا يعقد مؤتمرات جماهيرية حاشدة برعاية وحماية الأمن التركي. كما أن تركيا بالإضافة الى أنها تحتل أراضي عربية هي لواء الإسكندرون, فإنها تحاول أن تعيد إحياء مطامعها التاريخية في أراضي عربية وتستخدم أحزاب الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين وأجنحتها العسكرية مثل داعش في سبيل ذلك. 

الولايات المتحدة ليست ببعيدة عن كل ذلك حيث ورثت من بريطانيا مستعمراتها وملف تنظيمات الإسلام السياسي حتى تتلاعب بمصير المنطقة ومقدراتها وثرواتها. قد يعتقد البعض أن أسامة بن لادن هو حجر الأساس في مشاركة التنظيمات الجهادية في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي حيث يستشهد البعض بصورة شهيرة تجمعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغينو بريجينسكي. ولكن على أراض الواقع, لعب الفلسطيني والعضو البارز في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عبدالله عزام الدور الأبرز وهو الذي مهَّدَ طريق أسامة بن لادن في الجهاد لأفغاني. كما أن عبدالله عزام هو المؤسس الحقيقي لتنظيم القاعدة. وقد يعتقد الإسلاميون أو بعضهم أن يخدعون الولايات المتحدة ويجرونها الى فخ بإرسال قواتها الى المنطقة ولكن الأحداث تثبت خطأهم. فقد تم إغتيال عبدالله عزام سنة 1989 في أفغانستان عندما إنتهى دوره . وفي سنة 2011 إغتيال أسامة بن لادن في منزله في مدينة أبوت آباد الباكستانية وذلك من أجل تمهيد ظهور تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ثم تنظيم التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوي الذي تم إغتياله سنة 2006 في أحد المنازل في قرية هبهب قرب مدينة بعقوبة أسوةً بسابقيه عندما تنتهي أدوارهم.

إن الأداة المفضلة للإسلاميين من أجل الوصول الى السلطة هي الإنتخابات ولكن لا مانع من إستخدام العنف وتكفير المرشحين الأخرين من أجل أن تكون تلك الإنتخابات ديمقراطية على طريقة التنظيمات الإسلامية. وقد كانت الولايات المتحدة في السابق تحاول أو تخشى من وصول الإسلاميين الى السلطة خصوصا عبر صناديق الإقتراع ولكن ذلك تغير فيما بعد وإنعكست الآية واصبح التيار السائد هو دخولهم معترك الحياة السياسية بل وتقديم الدعم اللوجستي والإعلامي لهم. 

ولكن ماهو هدف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة ودول غربية من ذلك؟ 

الإجابة هو توريط الإسلاميين في مشاكل السُّلطة وأعبائها وإظهار عجزهم عن مواجهة ذلك وإيجاد الحلول المناسبة مما سوف يدخل المنطقة في حالة من الفوضى. الشعوب التي تعتقد أنها تعيش عصر الديمقراطية سوف تعارض الإخوان المسلمين وتطالبهم بأن يتنحوا بسبب عجزهم عن إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الحياتية والمعيشية اليومية. بينما سوف يقاوم الإسلاميون ذلك لانهم يعتقدون يقينا أن الله هو من أوصلهم الى السلطة وأن ذلك مقدَّر ومكتوب في اللوح المحفوظ. وعندما هذه النقطة سوف نتذكر إنتخابات الجزائر 1991 التي فاز فيها فرع الإخوان المسلمين في الجزائر (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)  وتم الغائها حيث بدأت أحداث العشرية السوداء وقام أحد المتعاطفين مع الجبهة بإغتيال الرئيس الجزائري محمد بوضياف سنة 1992. الولايات المتحدة ودول أوروبية لم يعترضوا على إلغاء نتائج تلك الانتخابات ولم تفرض العقوبات على الجزائر. ولكن في الوقت نفسه قاموا باستضافة أعضاء من تنظيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ هاربين من الجزائر حيث تم منحهم إقامات وجوازات سفر بوصفهم لاجئين رغم تاريخهم المعروف في التورط بأعمال إرهابية وإستخدام العنف. وسنة 2006 رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بانتخابات تم إجرائها في فلسطين وفاز فيها فرع تنظيم الإخوان المسلمين(حماس) رغم أنَّ المجتمع الدولي وحتى الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وصفوها بأنها نزيهة. حماس استغلت ذلك حيث انقلبت على شرعية الإنتخابات وسيطرت على قطاع غزة بالقوة المسلحة والذي أصبح عمليا مفصولا عن الضفة الغربية.

ولكن مرَّة أخرة تفاجئ الولايات المتحدة الجميع عبر تقديم الدعم لتنظيمات الإسلام السياسي من خلال أحداث الربيع العربي في تونس, مصر, ليبيا وسوري بل وتحذير أوباما المبطَّن الى رؤساء عرب بأنه إما الإخوان المسلمين أو الفوضى. فقد بدت الحماسة الأمريكية ظاهرة خلال الإنتخابات التي فاز فيها مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي والتي شابتها شبهة تزوير الأصوات, بينما كان الفائز فيها على أرض الواقع مرشح الجيش الفريق أحمد شفيق. ومن قبلها في تونس حيث برز بقوة فرع الإخوان المسلمين(حزب النهضة) بقيادة راشد الغنوشي. وكما قدَّمت الدعم الى تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا رغم التحذيرات من تغلغل عناصر الجبهة الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج. فقد كان بلحاج بالتعاون مع مصطفى عبد الجليل متورطين في إغتيال عبد الفتاح يونس الذي يعتبر أبرز قائد عسكري للتمرد الليبي ضد معمر القذافي. كما أن عناصر الجبهة الليبية المقاتلة تورطت في الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي وقتل السفير الأمريكي وعدد من طاقم السفارة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment