Flag Counter

Flag Counter

Saturday, April 17, 2021

لمحات من التاريخ الأسود للإخوان المسلمين

إن تاريخ العلاقة بين تنظيم الإخوان المسلمين والدول الغربية قديم يعود الى تاريخ تأسيس التنظيم في مدينة الإسماعيلية حيث تبرعت شركة قناة السويس البريطانية بمبلغ 500 جنيه مصري من أجل بناء أول مسجد للجماعة. ولكن إستمرار الدعم المالي البريطاني المباشر للجماعة كان أمرا سوف يضعها في موقف محرج حيث تتلقى التمويل من شركة تتبع بلدا أجنبيا تحتل قواته المسلحة مصر. الحل كان في أن تنتقل مهمة تمويل التنظيم بطريقة غير مباشرة الى السعودية التي كان حسن البنا يزورها بانتظام ويلتقي الشيخ محمد سرور, من أصول سودانية, والذي كان يشغل منصب نائب وزير المالية والمسؤول عن ملف العلاقة المالية مع تنظيم الإخوان المسلمين. 

إن أهداف عبد العزيز آل سعود من العلاقة مع تنظيم الإخوان المسلمين كانت في نشر المبادئ الوهابية مرتدية طرابيش الإخوان المسلمين في العالم وفي دول الجوار التي فشلت قواته في السيطرة عليها عسكريا. أما الولايات المتحدة وبريطانيا فقد كانتا ترغبان في استغلال التنظيم ضد الحركات القومية والشيوعية التي كان نفوذها يتصاعد بشدة خلال تلك الفترة ويسبب الكثير من الصداع خصوصا للحكومة البريطانية الاستعمارية. وقد كان حسن البنا يلتقي ضباطا من القسم السياسي في السفارة الأمريكية في السعودية خلال زياراته المتكررة من أجل تلقي التمويل لصالح تنظيمه.

الولايات المتحدة كانت تقوم بالاستطلاع وجمع المعلومات في المنطقة خصوصا مصر حتى سنة 1950 تقريبا ولم تلعب أو تحاول أن تلعب دورا رئيسيا في المنطقة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث بدأ الإهتمام بالمنطقة وثرواتها خصوصا النفط. الولايات المتحدة قدمت الدعم الذي كانت تحتاجه بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية مقابل تخلي بريطانيا عن مستعمراتها وتقليص نفوذها الخارجي. الولايات المتحدة وقعت صفقة للتنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية سنة 1933 عبر شركة سوكال التي تحولت لاحقا الى أرامكو. كما أن رئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت التقى الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1945 على يخت الرئيس الأمريكي قرب قناة السويس خلال عودته من مؤتمر مالطا الذي قرر الحلفاء من خلاله تقسيم غنائم الحرب العالمية الثانية.

سعيد رمضان, صهر حسن البنا وسكرتيره الشخصي ومؤسس تنظيم الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا عبارة عن شخصية محورية في دائرة النفوذ البريطانية والأمريكية في الشرق الأوسط خصوصا مصر. سعيد رمضان تلقى تمويلا ضخما من المملكة العربية السعودية مقابل تقوية نفوذ الإخوان المسلمين من أجل مواجهة الشيوعيين والقوميين خصوصا جمال عبد الناصر في مصر والذي كان يكتسب المزيد من الشعبية في الوطن العربي. كما أن تقارير السفير الأمريكي في القاهرة وصفت تنظيم الإخوان المسلمين بانهم حليف محتمل ولا يشكل تهديدا للمصالح الأمريكية في المنطقة. سنة 1945, افتتح سعيد رمضان أول مكتب يتبع تنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين والذي تحول لاحقا الى تنظيم حماس. وبحلول سنة 1947, كان هناك 25 مكتب للإخوان المسلمين في فلسطين وأكثر من 12 ألف عضو. وخلال الفترة التي قام الملك فاروق بحظر جماعة الإخوان المسلمين في مصر, لجأ سعيد رمضان الى باكستان حيث أقام علاقات قوية مع أبو العلاء المودودي وساهم في تنظيم ميليشيات الجماعة الإسلامية وتحضيرها للصراع مع خصومها خصوصا في الجامعات الباكستانية.

وقد حلَّ سعيد رمضان ضيفا على البيت الأبيض سنة 1953 ضمن مجموعة من الضيوف الآخرين في مؤتمر حول الإستشراق وعدد من اللقائات حول الإسلام تم تنظيمها من جامعة برينغتون حيث تضمن البرنامج رحلة الى العاصمة الأمريكية التقى خلالها سعيد رمضان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور. برنامج الرحلة ونفقات سعيد رمضان والمشاركين الآخرين تمت تغطيتها من موازنة وزارة الخارجية الأمريكية على الرغم من أن سعيد رمضان كان معروفا بأجنداته التي تدعو الى العنف. السفير الأمريكي في القاهرة جيفرسون كافري أرسل سنة 1953 خلال الفترة التي سبقت عقد المؤتمر تقريرا سريا للغاية الى الحكومة الأمريكية يقترح دعوة رمضان مع تجاهل ارتباط رمضان بجماعة تدعو الى العنف واستخدمت العنف ضد خصومها.

الإسلام كان حاضرا دائما في أذهان واضعي الخطط والسياسات في بريطانيا والولايات المتحدة منذ سنة 1945. بريطانيا قامت بتأسيس الجامعة العربية ولكنها كانت ضعيفة نوعا ما بسبب عدم إنضمام دول مثل باكستان وتركيا. وقد كان هناك إقتراح بتحويلها الى منظمة إسلامية ولكنه لم يرى النور. وقبل ذلك, كان هناك حلف بغداد الذي لقي مقاومة عنيفة من التيارات القومية والشيوعية في الوطن العربي وفشل في النهاية. تنظيم الإخوان المسلمين وعبر سعيد رمضان ولاحقا إبنه طارق سعيد رمضان, نجح في إختراق الجامعات في دول مثل الولايات المتحدة وكندا عبر ما يعرف باتحاد الطلاب المسلمين(MSA) والذي يتبع تنظيميا الإخوان المسلمين. الولايات المتحدة أطلقت عدة حملات دعائية في الوطن العربي موجهة ضد الشيوعية والاتحاد السوفياتي حيث تم التركيز على أن الشيوعية ضد الأديان خصوصا الإسلام وأن الولايات المتحدة دولة محايدة وليس لها ماضٍ استعماري في الوطن العربي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment