Flag Counter

Flag Counter

Monday, April 26, 2021

خيار السلفادور, جيوش الغلاديو وتنظيم الإخوان المسلمين

التسميات لا تهم لأن كل الطرق تؤدي الى روما. الغلاديو, داعش, جبهة النصرة, الجيش السوري الحر أو التنظيم الخاص هي عبارة عن اسماء تنظيمات إرهابية دولية تسفك دماء الأبرياء لأهداف جيو-سياسية ومصالح إقتصادية لعل أهمها النفط. الإرهاب الدولي دخل في مفهوم العولمة حيث تحول الى صناعة تدر مبالغ مالية ضخمة حيث تقوم جماعات إرهابية لها توجهات وأهداف غامضة بتنفيذ عمليات قتل, تجسس ومحاولات اغتيال حيث تنتحل تلك التنظيمات واجهة دينية أو وطنية أو قومية حسب الحالة المطلوب التعامل معها. 

الوسيلة المفضلة للولايات المتحدة للتدخل في دول أمريكا اللاتينية خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات كانت عبر تدريب وتمويل وتسليح تنظيمات إرهابية محلية فيما يعرف بأنه الحالة السلفادورية أو خيار السلفادور حيث تم تمويل جماعات مسلحة قامت بأعمال قتل دموية ومجازر جماعية نسبتها الى خصومها من التنظيمات اليسارية والشيوعية في إطار الحرب الباردة. وقد تم تكرار ذلك السيناريو في نيكاراغوا حيث تم تمويل ميليشيات الكونترا ضد حكومة الجبهة الساندينية للتحرير الوطني والتي كانت تتمتع بالشعبية بسبب برامج التأميم والإصلاح الزراعي والرعاية الطبية.  وقد حاولت الولايات المتحدة تكرار ذلك السيناريو في كوبا ولكن فشل فشلا ذريعا في عملية خليج الخنازير.

وخلال الحرب الأهلية اللبنانية ظهر عدد لا يعد ولا يحصى من جيوش الغلاديو منها جيش لحد الجنوبي وتنظيم حراس الأرز.  ولكن أشهرها وأكثرها إنتشارا هم تنظيم الإخوان المسلمين الذي كان ومازال في خدمة الأجندات الاستعمارية الغربية في أفغانستان, البلقان, العراق, سوريا ودول أخرى عبثت فيها أصابع الإدارة الأمريكية بعد تصنيفها بأنها دول مارقة. إن تنظيم الإخوان المسلمين هو أشبه بالأخطبوط حيث يستخدم عدة مسميات وطرق مختلفة في تحقيق أهدافه. داعش, جبهة النصرة, الجيش السوري الحر هي مسميات مختلفة تطلق على جيوش الغلاديو الأمريكية في الوطن العربي. البداية كانت التعاون بين أسامة بن لادن وزيغينو بريجنسكي الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال فترة حكم رونالد ريغان في الولايات المتحدة. وقد أثمر ذلك التعاون عن تنظيم القاعدة الذي تطور لاحقا الى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين والذي تطور لاحقا الى جبهة النصرة التي انقسمت على نفسها و تشظت الى عدة تنظيمات لعل أشهرها داعش وتنظيم حراس الدين.

ولكنني لم أتخيل أن تكون تلك الحالة قد وصلت الى الدول الأوروبية التي تصف نفسها بأنها ديمقراطيات خصوصا في إيطاليا حيث تم تأسيس الناتو الذي كان يشرف على عمل أحد أشهر منظمات الغلاديو التي كانت تقوم بعمليات إغتيال وتصفية شخصيات سياسية وشخصيات عامة في أوروبا حيث يتم نسب تلك الحوادث الى تنظيمات يسارية وذلك في إطار مكافحة الشيوعية والحرب الباردة. ويبدو أنه مع مرور الوقت سوف تتكشف لنا المزيد من الوثائق مهمة تلقي الضوء على حقبة تاريخية مهمة وهي مرحلة الحرب الباردة وبعض الأساليب التي تم استنساخها من تلك الحقبة وإعادة إستخدامها مع بعض التعديلات حسب متطلبات المرحلة الزمنية المعاصرة والحالة السياسية والإقتصادية للدول العربية في إعادة تنفيذ مخططات بيرنارد لويس أو ما يعرف سايكس-بيكو 2.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment