Flag Counter

Flag Counter

Friday, April 2, 2021

يا صديقي العزيز, جميعكم تكذبون

عند الحديث عن أي بلد خصوصا حين تكون بلد بأهمية وعراقة مصر, لابد من الحديث عن الإيجابيات والسلبيات. فقد كانت التركيز على مصر مؤخرا بسبب مجموعة من الحوادث لعل أهمها السفينة إيفرغرين(EVERGREEN) التي كانت السبب في إغلاق قناة السويس بضعة أيام. أغلب دول العالم أبدت اهتمامها ومنها دول عربية وغربية وأوروبية وبعضها أرسل سفنا للمساعدة في تعويم سفينة الشحن العملاقة وفتح المجرى الملاحي للقناة. ولكن ذلك ليس له علاقة بالعلاقات الودية والإنسانية بين الدول بل يبدو أن هناك توجه نحو تدويل قناة السويس. السلطات المصري بدأت في التحقيق ولكن الحقيقة سوف تضيع بين ركام الأكاذيب خصوصا رواية أن السفينة جنحت بسبب الرياح كأنها قارب شراعي صغير. 

إن مصر مستهدفة لأسباب عديدة يعرفها الجميع ولا داعي لشرحها. هناك أزمة حصة مصر في مياه النيل حيث يبدو أن أثيوبيا ماضية قدما في خططها بدون أي إعتبار للتهديدات المصرية. وحاليا هناك أزمة قناة السويس التي تحاول بعض الدول تدويلها. وقبل ذلك كانت أزمة المضائق التي كانت بداية أزمة 1967 واستهداف شباب مصر عبر المخدرات التي كان سعرها أرخص من سعر السجائر. ثم كانت أزمة الربيع العربي التي لم تؤدي الى أي نتيجة سوى النتائج السلبية حيث خسرت مصر عشرات المليارات في البورصة والأنشطة الإقتصادية وفي النهاية, رحل رجل القوات الجوية محمد حسني مبارك وحل مكانه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. يعني رحل أحد ضباط الجيش وحل مكانه ضابط جيش آخر.  والحقيقة أن كل ذلك لا يعنيني طالما أنه يتعامل مع تنظيمات الإسلام السياسي ومحطاتها الفضائية وقنواتها الإعلامية حيث أوقف بعضها وأجبر البعض الآخر على تعديل خطابه وبرامجه.

المشكلة الحقيقية هي في الإعلام المصري لأنه كاذب وذلك أمر ليس بجديد منذ أيام جمال عبد الناصر حيث كانت الأداة الرئيسية إذاعة صوت العرب والمذيع أحمد سعيد. الإعلام المصري كذب على المصريين خلال حرب 1967 وأنور السادات كذب على الرئيس السوري حافظ الأسد وخدعه خلال حرب 1973 وقدَّمَ له خططا حربية مزيفة حيث كادت أن تسقط دمشق لولا أن نجحت القوات السورية في إيقافها وتكبيدها خسائر بالغة مما أدى الى تراجعها. وحاليا, يشغل الإعلامي المصري عمرو أديب مكان أحمد سعيد في ممارسة الكذب ولا يخجل من الاعتراف بذلك. ولكن الذي لايريد أن يفهمه البعض أنه في مصر هناك منظومة وأنه خلال فترة حكم محمد مرسي, تم عقد إجتماع عن مشكلة سد النهضة وكان الإجتماع يبث على الهواء بدون إخبار المشاركين فيه حيث قدَّمَ بعض المشاركين إقتراحات مخجلة وبعضهم الاخر كادت أن تؤدي إقتراحاته الى أزمة دبلوماسية مع أثيوبيا.

وخلال أزمة فيروس كورونا تسببت السياسة المصرية في أزمة مع دولة الكويت التي بدأت في ترحيل العمالة المخالفة ومنهم مواطنين مصريين. الإعلام المصري والذي هو أشبه بإعلام الراقصات حيث يتم ممارسة الفجور وهتك الأعراض ضد الخصوم بدأ في مهاجمة الكويت وتذكيرهم بأفضال مصر عليهم خصوصا مشاركة الجيش المصري في تحرير الكويت والمدرسين المصريين الذين يعملون في المدارس والجامعات الكويتية. السلطات المصرية كانت ترفض إستقبال مواطنيها بذريعة فيروس كورونا وتطبيق شروط الحجر الصحي 14 يوما على نفقة المواطنين العائدين أو قيام السلطات الكويتية بدفع ثمن تذاكر الطيران والحجر الصحي للمواطنين المصريين المخالفين العائدين من الكويت. الحكومة المصرية قبضت مليارات الدولارات من الكويت ثمن مشاركتها قواتها الرمزية التي لم تلعب دورا رئيسيا أو ثانويا في تحرير الكويت وتم إعفاء مصر من مليارات الدولارات من الديون. أما بالنسبة الى المدرسين المصريين في الكويت فإنهم يقبضون رواتب وعملهم ليس مجاني ولذلك ليس لهم مِنَةٌ على أحد وليس لأحد مِنَةٌ عليهم.

العديد من الممارسات السلبية دخلت الى عالمنا العربي خلال فترة حكم جمال عبد الناصر خصوصا سينما المشاهد الجريئة وهي إنتشرت على وجه الخصوص خلال الفترة التي أعقبت هزيمة 1967 من أجل التغطية على الهزيمة وإلهاء الجماهير. مشاهد جنسية مخجلة وأفلام ثلاثة ارباعها يتم تصويره في غرف النوم عن زنا المحارم والخيانة الزوجية وشبكات دعارة تورط فيها فنانون وفنانات وصلاح نصر الذي كان يجبر الفنانات على مواعدة شخصيات عامة وسياسيين ودبلوماسيين ويقوم بتصوير اللقائات الجنسبة بهدف الإبتزاز أو حتى بيع تلك الأفلام لمن يدفع أكثر. إن أشهر من تورط في شبكة صلاح نصر هي الفنانة سعاد حسني التي تم قتلها في العاصمة البريطانية بعد أن كانت على وشك كتابة مذكراتها ويقال أنها بالفعل كتب أجزاء منها إختفت مع إقفال التحقيق في قضيتها على أنه إنتحار.

إن أي شخص يجلس على كرسي الحكم إما أن يكون رئيس دولة أو عازف غيتار. وفي الحالة الثانية عليه أن يترك منصبه لمن هو قادر على أن يحكم. إن كل الأخطاء التاريخية والكوارث التي وقعت في مصر لا تعفي أي رئيس حكم في أي فترة من تاريخ مصر من المسؤولية خصوصا عن تكرار الأخطاء بدون إيجاد حلول مما قد يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها. ولا توجد دولة أو مملكة فاضلة وفي عالم السياسة والحكم, لا مكان للملاكة. كل حقبة تاريخية لها إيجابياتها وسلبياتها وكل حاكم له إيجابياته وسلبياته, من يمَجِّدُ ويمدح أبدا, فهو منافق, ومن يذم وينتقد أبدا, فهو كاذب.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment