Flag Counter

Flag Counter

Saturday, April 10, 2021

المغرب, التاريخ والحضارة والفروسية

هناك صورة نمطية تسعى أجهزة الإعلام في الدول الغربية الى ترسيخها في عقولنا حول مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والأحكام المسبقة وتساندها للأسف أجهزة إعلام عربية متصهينة تعمل ليل/نهار في خدمة الأجنبي وأجنداته في المنطقة. هناك عملية ممنهجة للغزو الفكري والثقافي أشبه بغسيل دماغ وبإستخدام أدوات مختلفة خصوصا إعلامية مثل الصحف والمسلسلات والكتب وعبر التلاعب في المناهج الدراسية بإشراف اليونسكو وجعلها خالية من أي قيمة تاريخية أو حضارية. الأجيال الناشئة مستهدفة بشكل مباشر حتى الأطفال لم تسلم من ذلك عبر مسلسلات الكرتون التي يحمل بعضها كل قيمة منافية للعادات العربية الأصيلة ومغالطات تاريخية وتلاعب بالعقول. 

المغرب هو بلد عربي ومسلم من مجموعة بلدان يطلق عليها المغرب العربي وهو بلد غني بتنوعه الثقافي والحضاري بسبب انتمائه العربي/الأمازيغي, لغته العربية وموقعه حلقة وصل بين الوطن العربي, إفريقيا وأوروبا. كما أن المغرب يشرف على أحد أهم المضائق المائية وهو مضيق جبل طارق بين إسبانيا شمالا وسواحل المغرب جنوبا. وقد كان المغرب وعلى مر العصور التاريخية المختلفة مطمعا للدول الأوروبية مثل البرتغال, فرنسا وإسبانيا. وهناك سبب آخر وهو دور المغرب في مقاومة الزحف الاستعماري الغربي على الوطن العربي ومن قبله دوره في حماية الأندلس وتأخير سقوطه مئات السنين. 

ويقال أن المغاربة يولدون على ظهور الخيل وأنهم معروفين بالفروسية والشجاعة حيث تصدى أهل المغرب العربي ودولة المغرب بشكل خاص وهم معروفون بأنهم أهل فروسية وقتال للاستعمار الإسباني/البرتغالي والفرنسي. وهناك الى الآن بقايا من ذلك الإستعمار في مدينتي سبتة ومليلية التي تتمتعان بالحكم الذاتي تحت الإدارة الإسبانية حيث سيطرت عليها البرتغال عبر الخديعة خلال الفترة التي تلت سقوط دولة بني الأحمر في الأندلس. 

ولا أحد ينكر فضل المغرب على إستمرار الحكم الإسلامي في الأندلس ثمانمائة عام حيث عبرت جيوش طارق إبن زياد الى الأندلس وكان من بينها عدد كبير من أهل المغرب العربي ومن ثم عبرت جيوش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين وإنتصرت على جيوش الممالك الصليبية في أكثر من موقعة لعل أهمها معركة الزلاقة(23/أكتوبر/1086) ومن ثم دولة الموحدين التي خلفت المرابطين وخاضت عدة معارك ضد الممالك الصليبية والدول الأوروبية في الأندلس. ولعل أهم معركتين خاضتها دولة الموحدين هما معركة قلعة الأرك(18/يوليو/1195) ومعركة حصن العقاب(16/يوليو/1212) وهي المعركة التي كانت بداية النهاية للحكم الإسلامي في الأندلس حيث لم يتبقى للمسلمين سوى غرناطة وإشبيلية وماحولهما.

ولكن ذلك لم يعني إنتهاء دور المغرب العربي في مقاومة الإستعمار الصليبي حيث استمرت الدولة السعدية في محاربة الإحتلال البرتغالي للمغرب ونجحت في طرد البرتغاليين من مراكش(1525), أغادير(1541) وفاس(1549) حتى نجحوا في القضاء على التواجد البرتغالي في المغرب بعد معركة وادي المخازن(1578) باستثناء مدينتي سبتة ومليلية التي انتقلت السيطرة عليهما الى إسبانيا إثر ضم البرتغال ثم استقلالها بموجب معاهدة لشبونة 1509م. وقد برز في المغرب في مقاومة الإستعمار الفرنسي والإسباني المجاهد والزعيم المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي الذي زاره المناضل الأممي الأرجنتيني تشي غيفارا في المنفى في مصر حتى يتعلم منه فنون الثورة وحرب العصابات. في معركة أنوال التي قادها الخطابي بنفسه رفقة عدد قليل من المقاتلين لا يزيد عن 200-3500 مقاتل, انتصرت قوات المقاومة المغربية على قوات إسبانية مؤلفة من 25-30 ألف جندي منهم  23 ألف جندي نظامي حيث بلغت خسائر القوات الإسبانية 13-15 الف جندي و 700 أسير وعدد كبير من الجرحى وبلت خسائر قوات الخطابي 1000 شهيد.

الدول الأوروبية وريثة الحملات الصليبية والاستعمار الصليبي مازالت تحاول إستهداف المغرب وإضعافه في كافة المجالات خصوصا الترويج أن المغرب أصبحت قبلة للسياحة الجنسية الأوروبية بكافة أنواعها. كما تحاول افتعال المشكلات للمغرب مرة بسبب مضيق جبل طارق ومرة أخرى فيما يتعلق بمدن سبتة ومليلية ومجموعة من الجزر المغربية التي تحتلها إسبانيا أو الهجرة الغير شرعية حيث تقوم وسائل الإعلام الغربية بتصوير المغربي على أنه يستجدي عطف الدول الغربية من أجل أن تسمح له بالسفر إليها ويبذل في ذلك كل ما يمكنه من أجل الهجرة الى الغرب والعمل في مهن متدنِّية. وعلينا أن نتذكر أن الغرب لا ينسى وأنهم في إسبانيا يخرجون راية الموحدين التي غنموها في معركة حصن العقاب حيث يطوف بها أفراد من الجيش في إستعراض عام حيث كانت تلك المعركة هي بداية النهاية للحكم الإسلامي في الأندلس.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment