Flag Counter

Flag Counter

Monday, June 3, 2019

اليابان من وجهة نظر عربية

هناك أسئلة دائما ما كانت تخطر على بالي وهو لماذا يحق للعرب ما لا يحق لغيرهم؟ لماذا يشعرون أنهم مميزون عن باقي البشر؟ لماذا يحق للعرب والمسلمين إنتقاد الآخرين وليس العكس؟
خلال موضوعي السابق عن اليابان وخواطر أحمد الشقيري, البرنامج المتميز, تلقيت عددا من الردود التي أظهرت لي حجم الهوة التي تفصلنا عن نمط التفكير المنطقي والعقلاني وطريقة التفكير التي نستخدمها في تحليلنا للمواقف والأحداث التي نمر بها.
أحد الردود يتحدث عن الهوس الجنسي في اليابان بطالبات المدارس وإنتشار محلات التدليك. ولكن لمن لا يعلم فإن بعض الدول العربية مثل مصر كانت تسمح بالدعارة المقننة حيث يتم تخصيص منطقة للبغايا في كل مدينة ويتم إستخراج تصاريح طبية لهم وتجرى لهم فحوصات بإنتظام. ولكن تلك ليست المشكلة الوحيدة حيث تنتشر السياحة الجنسية في دول عربية يسافر إليها أثرياء عرب بلغوا من العمر أرذله ليتزوجوا لفترة معلومة بفتيات صغيرات في السن قد تبلغ أعمار بعضهم 13 عاما. وحدث ولا حرج عن قوافل الحج الى تايلند وسنغافورة وماليزيا بهدف السياحة الجنسية. أغلب الطلاب العرب الذين يسافرون الى الخارج للإبتعاث يقومون بزيارات منتظمة لمحلات بيع الخمور والتعري منذ أن تطأ أقدامهم أماكن إقامتهم الجديدة. وفي الوطن العربي لديهم هوس جنسي بالنساء ذوات الشعر الأصفر والبنات من أعمار قد لا تزيد عن 9 أو 10 سنين. المصيبة أن الهوس الجنسي بالأطفال نسخه المسلمون عن روايات في كتب الحديث مشكوك في صحتها ودقتها تاريخيا. في الدول التي تحترم حقوق مواطنيها وتحترم عقولهم قدر الإمكان, يطلقون على تلك الممارسة بيدوفيل(Pedophilia) ولا يضحكون على مواطنيهم في الإعلام بأن تلك هي أوامر إلهية للأنبياء والرسل.
شخصية العربي منفصمة ومنقسمة على نفسها. العربي يشرب بول البعير ولبن الحمير ويغتصب فتيات بعمر 9 أو 10 سنين ثم يردِّد أنه الحمدالله على نعمة الإسلام. ولكن الإسلام تم تخريبه منذ دخل عليه أمثال إبن تيمية وتلميذه إبن القيم الجوزية بفتاوى سفك الدماء والقتل على الهوية وكذلك كتب الأحاديث المزورة والملفقة. على كل حال فتلك ليست مشكلة أشغل بها سطور الموضوع, في اليابان هم واضحون مع أنفسهم, لديهم أمور سخيفة وغير مقبولة أخلاقيا ولكنهم لا يمارسونها بإسم الله والدين والأنبياء.
الأخلاق هي مسألة مهمة في نشوء ونهضة الأمم والدول وازدهارها. العرب أكثر الأمم تدينا وأكثرهم في الفساد الأخلاقي. خلال مرحلة الحكم الملكي ومن ثم الناصري في مصر, كان الشعب المصري يتمتع بالطيبة والتدين بالفطرة وكانت الحياة طبيعية وبسيطة حيث يرتدي طلاب وطالبات الجامعات أحدث الأزياء خصوصا الجينز والتنانير ولكن حالات التحرش كانت في أقل معدلاتها. وفي السعودية, كانت الحياة تجري ببساطة حتى دخلت مفهوم الصحوة الى السعودية على يد دعاة الإخوان المسلمين الهاربين من الحكم الناصري. تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث يمكن تقسيمه إلى مرحلتين: ما قبل الصحوة ومابعد الصحوة. والآن في كلا البلدين, بفضل إيقاظ الناس من غفلتهم وجهلهم بالدين, يتم التحرش بالنساء علنا وفي الشوارع في عمليات أشبه بالإغتصاب الجماعي على الرغم من القوانين المغلظة للعقوبة خصوصا في السعودية. بل وصلت وقاحة الأجيال المعاصرة أنها تقوم بتصوير تلك المخازي وبثها على وسائل التواصل الإجتماعي والتفاخر بها, أجيال أصبح لديها مناعة ضد العقوبات حتى لو كانت متشدِّدَة وتصل الى عقوبة الموت.
عصابات الياكوزا اليابانية المشهورة بالعنف والدموية لديها معايير أخلاقية صارمة في تعاملها بين أعضائها ومع المجتمع. خلال الزلازل والكوارث الطبيعية, يقوم أفراد العصابات بتقديم المعونات والمواد الإغاثية للسكان ويعاقبون أي فرد من أفراد العصابة أو من صغار اللصوص يقوم بمحاولة إستغلال حالة الفوضى للسرقة أو لإبتزاز السكان المحليين.
المواطن الياباني يمكنه من تجديد جواز سفره من خلال أجهزة أشبه بالصرافات الآلية وتنتشر في أكثر من مكان ولا يحتاج الى موافقات أمنية وتحقيق واستجوابات وكعب داير على الدوائر الحكومية قد تستغرق في بعض الدول شهورا وقد لا يمنح الموافقة ويبقى حبيس سجن كبير إسمه وطن. المواطن الياباني لا يطرق الأمن بابه خلال ظلام الليل ليوقظوه ويروِّعوا أسرته وأطفاله ويأخذوه الى حيث لا يحتفظون بسجلات لأسماء الداخلين الى زنازينهم. الحكومة اليابانية لا تلاحق مواطنيها على تويتر وتهددهم بالاعتقال  بتهم مثل الإسائة لعجلة التنمية أو التأمر أو انتقاد نظام الحكم.
أما عن العنصرية في الوطن العربي فحدث ولا حرج ولا يحق لنا انتقاد اليابانيين على بعض التصرفات الفردية لأن التمييز العنصري والقبلي في الوطن العربي ممنهج مما يجعله يتحول من تصرفات فردية إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة. الإسلام حرَّم أي نوع من أنواع التمييز إلا بناء على التقوى. ولكن في المملكة العربي السعودية, تحكم المحاكم الشرعية بالطلاق بناء على عدم تكافئ النسب على الرغم من أن الزواج تم بموافقة ولي أمر الفتاة. ولكن أبناء عمها على سبيل المثال لهم الحق في رفع تلك النوعية من الدعاوى, ربما الموضوع ليس له علاقة بتكافئ النسب بل بعدم رضاهم عن المبالغ المالية التي عرضت عليهم حتى يقبلوا بذلك الزواج ولا يعترضوا عليه. العنصرية في الوطن العربي تنتشر بناء على المذهب الديني(السنة والشيعة) أو بين سكان المدينة وسكان الريف أو بين أبناء الأسر والقبائل التي قد لا يزوج بعضها البعض بسبب العنصرية مما يحتاج تفصيله الى كتب على الرغم من أن الإسلام كما ذكرت سابقا يمتلئ بالروايات التي تدعمها آيات قرآنية تحرِّم تحريما قاطعا تلك السلوكيات.
اليابان متقدمة في التكنولوجيا والأخلاق بمئات السنين عن الوطن العربي وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها وليست كما يقول البعض عقدة نقص. اليابان بلده مثل غيره من البلدان لديهم الإيجابيات والسلبيات. في الوطن العربي لدينا كل تلك السلبيات ولكننا نعيب على اليابانيين, حالات الانتحار وجرائم الشرف أمثلة على ذلك. وفي الوقت نفسه, لدينا القليل من الإيجابيات التي لدى اليابانيين خصوصا أنهم شعب منظم ومجتهد ولديهم وعي إجتماعي وإحساس بمشاكل بلدهم. خلال الفترة التي أعقبت كارثة المفاعل فوكوشيما, أصدرت الحكومة تعميما بخصوص ترشيد إستهلاك الكهرباء وإستجاب المواطنون اليابانيون طوعيا لذلك.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment