لا يختلف أسامة فوزي رئيس تحرير صحيفة عرب تايمز في الولايات المتحدة عن غيره من الصحفيين العرب في الوطن العربي وفي بلاد المهجر في البحث عن المصلحة وتجاوز كافة العوائق الأخلاقية في سبيل ذلك. بل لا يختلف حتى عن الصحفيين الأجانب الذي يزور أحدهم دولة ما, فيقومون بإكرامه ويحمل على أكف الراحة ثم ينقلب عليهم بعد عودته الى بلده الأم ليكتب ضدهم ويقول فيهم ما لم يقله الإمام مالك في الخمر. الصحفيون بشكل عام ديدنهم البحث عن المصلحة وحب المال وهم أنانيون في طبعهم يوالون من يدفع لهم أكثر.
ولمن لا يعرف عرب تايمز في أيام عزها ومجدها قبل أكثر من 15 عاما, فقد كان موقعها على الشبكة العنكبوتية يحتوي على منتدى مثل غيره من المنتديات حيث يقوم أي شخص يرغب في التسجيل بذلك ويبدأ بنشر المواضيع ويقوم من يرغب في كتابة تعليق بتسجيل عضوية والقيام بذلك دون الحاجة لموافقة الإدارة والمشرفين ودون التعرض لتعسفهم ومزاجيتهم. ولكن أسامة فوزي الذي كان يحوز عضوية مشرف في المنتدى تم حذفه منه بشكل مفاجئ ومن ثم عاد للتسجيل والكتابة مثله مثل كل الأعضاء الأخرين ومن ثم تم إلغاء المنتدى وتحولت عرب تايمز الى الطريقة المتبعة حاليا حيث يشترط موافقة الإدارة على المقال المرسل اليها وحتى التعليقات قبل نشرها تتعرض لرقابة الإدارة التي تتخذ قرار نشر التعليق من عدمه. والسؤال مازال بدون إجابة عن أسباب إلغاء المنتدى ولماذا تم طرد أسامة فوزي منه ومن ثم عودته للكتابة عضوا عاديا وثم إغلاق المنتدى بشكل نهائي. هل ذلك له علاقة بشراء صحيفة عرب تايمز من قبل جهة ما أو شراء زهير جبر وهو صحفي لبناني يقيم في الولايات المتحدة حصة في صحيفة عرب تايمز.
المحتوى الذي تقدمه حاليا عرب تايمز باهت وسخيف حيث تعرضت سياسة الصحيفة التحريرية لعملية تحول جذري إثر صفقة يقال أنها عقدت بين أسامة فوزي وقطر عن طريق نزار ريان أحد مذيعي قناة الجزيرة. بنود تلك الصفقة تتلخص في أن يتوقف أسامة فوزي عن الكتابة ضد قطر والهجوم عليها ويهاجم خصومها خصوصا السعودية مع حقه في الاحتفاظ بخطه التحريري المتعلق بالأزمة السورية وحصر تهمة دعم الجماعات المسلحة والتنظيمات المتأسلمة مثل داعش وجبهة النصر بالمملكة العربية السعودية. كما موقع عرب تايمز على الشبكة العنكبوتية و تنفيذا للاتفاق بين أسامة فوزي وبين نزار ريان بدأ باقتباس الأخبار من مواقع قطرية تدار من قبل عزمي بشارة خصوصا عربي 21 وحذف فيديوهاته التي ينتقد فيها دولة قطر وفي بعضها مسيء جدا لوالدة أمير قطر وللأسرة الحاكمة القطرية. ومؤخرا, قام موقع عرب تايمز بنشر خبر عن مؤتمر الجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي الذي تحدث فيه أمير قطر متهما الأنظمة التي منعت الحرية, ليس بينها بالطبع النظام القطري, بأنها هي المسؤولة عن أحداث العنف. أمير قطر لم يتناول في هامش المؤتمر تصريحات رئيس وزرائه ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم بخصوص سوريا "تهاوشنا و"الصيدة" فلتت!," وكيف قامت قطر بتوفير الدعم المالي واللوجيستي لمجموعات من العصابات وقطاع الطرق والمجرمين المرتزقة في سوريا تنفيذا لمخططات أمريكية وفرنسية وبريطانية من أجل زعزعة نظام سوريا تمهيدا لقلبه وتسليم الحكم للفوضى الخلاقة وميليشياتها الإجرامية.
كما أن حسابا مشبوها على أحد المنتديات بإسم عرب تايمز(Arab Times) نشر مقالا ركيكا وسطحيا يقوم فيه بالتشبيه بين عملية إغتيال عملاق الأدب والعمل الصحفي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني وعملية إغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا. بداية فإن إغتيال جمال خاشقجي جريمة بكل المعايير والمقاييس بغض النظر عن المتورط ومن يقف وراء الجريمة والتي قد تكون للسلطات التركية يد طولى فيها خصوصا بعد فضيحة زرع كاميرات مراقبة داخل مبنى القنصلية من قبل الأمن التركي وعدم تدخلهم في الوقت المناسب لإنقاذ جمال خاشقجي رغم علمهم بما قد يحصل له. ولكن الفرق بين غسان كنفاني وجمال خاشقجي هو فرق شاسع ما بين السماء والأرض ولا يوجد وجه شبه للمقارنة الرخيصة التي قام بها حساب عرب تايمز والتي تأتي ضمن حملة مدفوعة الأجر ضد السعودية يتم تمويلها من خصومها خصوصا قطر وتركيا. غسان كنفاني هو الذي يستحق الوصف في عبارة "شهيد الكلمة الحرَّة" فهو الذي لن ولم يغير أو يبدل مواقفه من فلسطين والقضية الفلسطينية رغم المغريات التي تعرض لها من قبل جهات فلسطينية وعربية كانت مهتمة بشراء موقف وذمة شخصية عملاقة مثل غسان كنفاني. ولكن جمال خاشقجي سليل أسرة فاسدة حتى النخاع منها سمسار السلاح والنساء عدنان خاشقجي. وهو, أي جمال, ترعرع في كنف النظام السعودي وعاش في ظله مكرما مترفا ولكنه قرر لسبب ما الهروب من السعودية معارضا لبلده يشتَمُّ من كتاباته تأييده لأفكار الإخوان المسلمين ودولة قطر الذي يبدو أنها تدفع مقابل يسيل لها لعاب من يزعمون أنهم أصحاب مواقف ومبادئ راسخة رسوخ الجبال.
أسامة فوزي يعطي الأولوية في نشر المقالات المكتوبة خصيصا من أجل صحيفته ولكنه في الوقت نفسه لا يدفع مقابلا ماليا بسبب ظروف الجريدة المادية كما يزعم, فهو يقوم بالتحجير على ظهور كتاب موقع صحيفته ببلاش. كما أنه يعطي الأولوية للمقالات الموقعة باسم كاتبها الصريح. وذلك فخ منصوب لكل من يكتب في عرب تايمز فتكون شخصيته مكشوفة للأجهزة الأمنية في بلده حتى تعتقله وتزجه في السجون. ولا يتجرأ على التوقيع بإسمه الصريح في عرب تايمز إلا المعارضين العرب ممن يعلمون بأنه لا أمل لهم بالعودة الى بلدانهم حتى لو كانت تلك العودة زيارة قصيرة للمشاركة في عزاء أحد الأقارب. كما أن أسامة فوزي ومشرفي الموقع يمارسون نفس الرقابة على المقالات والتعليقات وبطريقة تعسفية وبإزدواجية وقحة بينما ينتقدون أجهزة الرقابة في الوطن العربي والتسلُّط الذي تمارسه على الكتَّاب والمثقفين. أسامة فوزي ليس إلا نموذجا انتهازيا للصحفيين فهو يمدح اليوم ويشتم غدا أو يشتم اليوم ويمدح غدا وكله بثمنه.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment