رغم معارضتي المعروفة لرجال الدين بشكل عام ومايروجونه من أفيون الغيبييات وقتل خلق الله لبعضهم البعض وإحياء أجندات فرق تسد فإن أمة لاتقرأ لايحق لها إنتقاد الأمور العلمية إلا أن تكون على بينة وكلام الشيخ علي المالكي بخصوص اللحوم المستوردة صحيح 200% ولايسري فقط على اللحوم بل على الكثير من المواد الغذائية. اما بخصوص إثبات ذالك فهو مهمة العلماء في الوطن العربي إن وجدوا أو أبدوا إهتماما بتلك الأمور وإن كانت برأي من الأمور المعلومة بالضرورة ولا تحتاج إلى إثبات.
اللحوم المستوردة وخصوصا التي تستخدم في ماكدونالدز وكنتاكي وغيرها من مطاعم الوجبات السريعة مصدرها مزارع أبقار ودواجن تستخدم هرمونات النمو والمضادات الحيوية بكثافة وتلك للأسف تنتقل للمستهلكين من خلال تناول تلك المنتجات. اللحوم التي تستخدمها ماكدونالدز في الكثير من البلدان تتعرض للمعالجة بهيدروكسيد الأمونيوم حيث كانت في الأصل نخصصة لصناعة طعام الكلاب والقطط ولكن يتم غسيلها بمحلول تلك المادة ثم تخصيصها للإستهلاك البشري. إن إستخدام المضادات الحيوية والهرمونات في مزارع الأبقار والدواجن حتى المحلية منها والمبيدات الحشرية المعروفة بأضرارها البالغة في الزراعة بتلك الكثافة يتسبب بضعف مقاومة أجسامنا للأمراض وخصوصا الجرثومية والبكتيرية القاتلة بالإضافة إلى تطوير مقاومة فيروسات حيوانية وبشرية للمضادات الحيوية وحصول طفرات وراثية قد تؤدي لظهور سلالات أشد فتكا وإحتمال إنتقالها للبشر. حتى مايدعى بالنجتس(Nuggets) فإنها تصنع من بقايا الدجاج(جلد, أعضاء داخلية, عظام والدهون) بعد أن يتم خلطها مع بعضها البعض ويتم مضاعفة أثارها الصحية بسبب إستخدام الزيوت في تحضيرها في المطاعم والمنازل والتي قد يكون بعضها أكل عليه الدهر وشرب من الإستخدام.
والمشكلة لا تتوقف على اللحوم أو المنتجات الغذائية أو حتى هي محصورة بالشعب السعودي بل إتجاه عالمي له علاقة بتقليص النمو السكاني على المستوى العالمي وعدد سكان الأرض بين 500 مليون-مليار شخص بهدف سهولة السيطرة على ذالك العدد مقارنة بعدد سكان الأرض الحالي.
حبوب الطعام كيلوج(Kellogg) تحتوي على مواد مثبطة للرغبة الجنسية خصوصا عند الذكور كما أنه هناك مواد كيميائية تستخدم في صناعة الأثاث وكذالك في ألعاب الأطفال وأدوات المطبخ تسبب خلل في هرمونات في الجسم البشري وقد تؤدي مع مرور الوقت للإصابة بعدد من الأمراض بالإضافة إلى تأثيرها على القدرة الجنسية.
المشكلة ليست محصورة بالسعودية أو بأي بلد أخر بل هي كارثة حتى في البلدان الأوروبية التي بدأت مؤخرا للإنتباه لأثارها السلبية والعمل على معالجتها وفي الوطن العربي فإن الكارثة حجمها أفدح بسبب ضعف الرقابة والإهمال وعدم إنتشار الوعي.
الشيخ علي المالكي لايلقى شعبية بسبب تصريحاته ضد المرأة بشكل عام ولكن المسألة التي تكلم فيها مسألة علمية وليست دينية وعلى الرغم من انه محق وهي مسألة حساسة بل بالغة الحساسية فما كان يجب عليه الخوض فيها بدون جمع أدلته وتلك هي عادة رجال الدين خصوصا من يتسرعون إصدار الفتاوي ويبدو أن ذالك يسري على أرائهم في مسائل كثيرة أخرى.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment