Flag Counter

Flag Counter

Monday, December 8, 2025

تعال احكيلك عن سوريا (٣)

هناك حقيقة مهمة في سوريا على الجميع الاعتراف بها وهي أن الأكراد تعرضوا الى ظلم كبير منذ أيام حافظ الأسد واستمر ذلك أيام ولده الهارب الى موسكو بشار الأسد. التفاصيل معقدة ولها علاقة بحرمانهم من الجنسية وأنهم لاجئون من تركيا قبل سنة ١٩٦٣, السنة التي وصل فيها حزب البعث الى كرسي الحكم, وبالتالي هم ليسوا مشكلته وبقي الأكراد كما هناك مقولة شعبية "لا معلقين, ولا مطلقين." إن فكرة القومية العربية التي كان جمال عبد الناصر زعيمها الأوحد ومؤسسها الحقيقي كانت السبب في أضرار كثيرة لفكرة المواطنة في الدول العربية, أنت عربي مواطن نخب أول وغير ذلك مواطنون نخب ثاني أو درجة ثانية. معاملة فئة من السكان بتلك الطريقة سوف تفتح الباب أمام تدخل قوى أجنبية وتجنيدهم لخدمة مصالح تلك القوى. 

المواطنة تعني تساوي الجميع في الحقوق والواجبات وفكرة القومية العربية تجعل من ذلك أمرا غير ممكن تطبيقه من الناحية العملية. التقسيم فكرة فرضها واقع الأحداث التي مرت بها سوريا منذ نهاية سنة ٢٠١٠ وهي فرصة ضعفت فيها الدولة وإستغل كثيرون ذلك وكل له أسبابه. الدروز لا اعلم مشكلتهم تحديدا ولكنهم كانوا دوما وأبدا منذ بداية الأحداث ضد الدولة. هناك جيل طموح من السياسيين الشبان أو شيوخ عقل يحاولون البحث عن موطئ قدم لهم وبالتالي شجعوا المطالب الانفصالية. الأكراد كان لديهم مشكلة منذ أيام ١٩٦٣ والحقيقة أن مطالبهم منطقية ومعقولة, الجنسية وأن يعيشوا في سوريا مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات. ولكن الأكراد يطالبون باللامركزية والفيدرالية وغير ذلك من مسميات وذلك مقدمة للانفصال عن سوريا. 

سوريا خسرت الكثير بسبب سياسات بشار الأسد الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ولم يعرف كيف يحافظ على إرث والده. الهدف كان تدمير سوريا وليس إسقاط بشار الأسد أو إغتياله. الدول الكبرى وقوى إقليمية مثل إيران عملت على تحقيق ذلك. الأقليات تتعرض الى الإستغلال من الدول الكبرى والقوى الإقليمية ولكن مستوى الوعي لديهم لم يصل الى إدراك ذلك. الأقليات هي الطريق الذي يجعل من الممكن على الدول الكبرى أن تحقق مصالحها وسوريا خير مثال. الدروز كانوا ضد بشار الأسد منذ ماقبل الأزمة والسبب غير مفهوم. النظام كان يحميهم من جماعة لبت لبت والفزعات أو قبائل البدو حتى أكون أكثر تحديدا. مشكلة البدو أنهم لا يعترفون بحدود ملكية الأخرين ولديهم مبدأ الماء والكلأ. كما أنهم متقلبون ليس لديهم ولاء لجهة محددة. عندما كان النظام قويا, كان البدو بعثيين, عندما ظهرت قسد الى الوجود تحولوا الى شيعة وهجموا على قسد بأموال وأسلحة إيرانية, عندما سيطرت داعش على مناطق من سوريا والعراق رفعوا لافتات أنهم يقفون مع مجاهدي الدولة الإسلامية, والأن تحولوا الى جماعة فزعات ولبت لبت يريدون أن يسيطروا على سوريا بالدشداشة والعقال.

المشهد في سوريا مسخرة بكل ماتحمله الكلمة من معنى,  سيرك سياسي. وكما يقول المثل "كثرت الجيوش وقلَّت الهيبة." الجنرال مظلوم عبدي يطالب باللامركزية وهناك إتفاق وقعه مع الحكومة السورية يبدو أن هناك عدم اهتمام مشترك بتطبيق بنوده. أمريكا زعيمة الناتو تمول قسد وتوفر لها غطاء جوي بينما تركيا عضو مهم في الناتو تمول وتدعم ما يسمى الجيش الوطني الذي يعمل ضد قسد والمتهم بالتورط بأحداث الساحل مارس/٢٠٢٥. الحكومة المؤقتة في سوريا لديها جيش الجمهورية العربية السورية نصفه أجانب. الوضع الأمني في دمشق وحلب ترللي. الخطف في مناطق الساحل السوري مازال مستمرا وحتى في مدن مثل دمشق وحلب ولكن الإعلام يتجاهل ذلك. إستعراضات عسكرية لقوات تكفي طائرة مسيرة إسرائيلية واحدة حتى تجعل المشاركين كل يركض في اتجاه خوفا على حياته. 

الشعب السوري بينهم وبين بعضهم وسخ والدليل أحداث الساحل والمجازر في قرى ومدن الساحل خصوصا جبلة حيث كان المسلحون لديهم معلومات تفصيلية عن أملاك العلويين ومنازلهم وحتى سياراتهم وهي معلومات غير ممكن الحصول عليها من دون تعاون سكان الساحل من السنة. النازحون من مدن حلب ودمشق وحماة وحمص ومناطق أخرى من سوريا لجأوا الى مدن الساحل ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي وكان يردون المعروف بخطف نساء الساحل والإعتداء عليهم وأمور أخرى أحاول أن لا أصدقها حتى لا أصل الى قناعة بأن ذلك شعب الحل معه هو استبداله بشعب من اليابان أو المانيا وأن من يطلقون على أنفسهم أو يعتقدون أنهم سنة, كانوا مثل الأفعى التي ما أن أحست بالدفء حتى لدغت. السوريون يبدو أنهم قرروا الإستمرار في ذبح بعضهم البعض أربعة عشرة سنة أخرى.

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية


No comments:

Post a Comment