Flag Counter

Flag Counter

Sunday, April 13, 2025

الأزمات الاقتصادية والحروب


إنَّ الهدف من الأزمات الإقتصادية هو إعادة توزيع الثروة وهيكلة الإقتصاد العالمي. هناك البعض من يعتقدون أن الأزمات الإقتصادية تعتبر حادثة طبيعية نتيجة دورات اقتصادية من الإنكماش, الكساد, الركود والتضخم. النظام الاقتصادي القائم على الدين, الاقتراض منخفض التكلفة هو السبب الرئيسي في ظهور فقاعات اقتصادية التي تتحول الى أزمات اقتصادية عالمية. الأزمة الإقتصادية تبدأ في الولايات المتحدة ولكن أعراضها قد تظهر في أي دولة وتمتد حتى تشمل الاقتصاد العالمي. أزمة ١٩٢٩م كان سببها التلاعب في أسعار العقارات في ولاية فلوريدا وصناديق إئتمانية تورط فيها مستثمرون وبنوك أجنبية. أزمة ٢٠٠٨ سببها قروض الرهن العقاري منخفض الجودة التي تم توريقها, تحويلها الى أدوات مالية مثل المشتقات ومن ثم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة مدفوعة بتصنيف مضلل من وكالات التصنيف الائتماني. الاقتصاد العالمي حاليا مرهون بعدد من المشاكل منها أدوات مالية مماثلة لتلك التي كانت السبب في أزمة ٢٠٠٨ ولكن مع تغيير الأسماء. كما أنه هناك أيضا مشكلة الديون السيادية المتفاقمة خصوصا الولايات المتحدة التي تزيد عن ٢٠ تريليون دولار.


بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي وخلال الفترة (١٩٢٩-١٩٣٣) رفع سعر الفائدة عندما كان الاقتصاد الأمريكي والعالمي في حالة انكماش وبداية ركود مما أدى الى أزمة إقتصادية عالمية. الدولة الوحيدة التي نجحت في المرور من خلال أزمة (١٩٢٩-١٩٣٣) كانت الإتحاد السوفياتي الذي لم يكن منخرطا في ممارسات الرأسمالية الغربية بسبب نظام الحكم الشيوعي. سنة ٢٠٠٨, حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر فائدة منخفض يقترب من الصفر رغم التحذيرات منذ سنة ٢٠٠٤ من فقاعة اقتصادية بدأت في الظهور. الاقتصاد العالمي حاليا سنة ٢٠٢٥ في بداية انكماش وتحذير من ركود عالمي مع نهاية السنة بسبب رسوم ترامب الجمركية والإجراءات المضادة الإنتقامية التي بدأت بعض الدول في إتخاذها. بنك إن الجميع ينتظرون ما سوف يكون قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم رغم أن التصريحات تشير الى تثبيت سعر الفائدة وعدم تخفيضها.


الحرب تندلع على خلفيتها الإقتصادية عندما لا يكون هناك منافسين أو مجال للمنافسة حيث تسعى كل دولة منفصلة الى أن تفرض سيطرتها وتحمي مصالحها. كانت المنافسة التجارية والعسكرية بين بريطانيا و ألمانيا القيصرية أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى بينما كان سبب اندلاع الحرب العالمية الثانية المنافسة التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا والأهم معاهدة فرساي و  ديون وتعويضات الحرب العالمية الأولى. الرأسمالية حاليا وصلت الى طريق مسدود حيث لا مجال للتوسع والمنافسة والحل ربما هو الحرب. وقد كانت هناك محاولات في سبيل تأجيل ذلك خصوصا أزمة فيروس كورونا, الحرب في سوريا التي استمرت أكثر من ١٤ سنة والأزمة الأوكرانية وهي ليست عبارة إلا عن حرب عالمية ثالثة مصغرة في محاولة من أجل تسوية الحسابات بين الدول.


حاليا, فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن بداية حرب عالمية ثالثة حيث فرض رسوم جمركية على ١٨٠ دولة دفعة واحدة مع التركيز على الصين التي كان نصيبها ٥٤% ثم زادها ترامب ٥٠% بسبب رسوم جمركية انتقامية مضادة فرضتها الحكومة الصينية. كما أنه أعلن أنه سوف يرد على إجراء الحكومة الصينية فرض رسوم جمركية ٣٤% على البضائع الأمريكية من خلال زيادة الرسوم على البضائع الصينية مرة أخرى. الهدف الرئيسي من الحرب التجارية التي أعلنها ترامب هو أن يجعل دول العالم الأخرى تدفع ثمن مغامرات الولايات المتحدة العسكرية حول العالم. الدين السيادي الأمريكي تخطى حاجز ٢٠ تريليون دولار والسبب هو الإنفاق العسكري والقواعد العسكرية والمغامرات العسكرية التي تخوضها الولايات المتحدة ولكن فقراء الهند, بنغلاديش وفيتنام عليهم أن يدفعوا ثمن ذلك.


النظام الإقتصادي العالمي مصيره الإنهيار السريع بسبب إدمان الديون وذلك سوف يكون كارثيا وبشعا للغاية. الفقراء سوف يدفعون الثمن والأغنياء سوف يجنون الأرباح. الأزمات الإقتصادية قد تكون السبب في خسارة البعض بينما يكسب البعض الأخر, المصرفيون, أرقاما فلكية لا يمكن تحقيقها سوى في الأحلام. كارل ماركس الي كان يتلقى التمويل من المصرفيين في إنجلترا خلال تأليف كتاب "رأس المال" وذلك بهدف تحميل أصحاب المصانع مسؤولية الحرب الطبقية واتساع الرقعة بين الفقراء والأغنياء والعيوب الهيكلية في النظام الإقتصادي بينما الحقيقة وعلى أرض الواقع أن المصرفيين وأصحاب البنوك هم المسؤولين وتقع عليهم المسؤولية الحقيقية في كل ما يحدث من أزمات إقتصادية عالمية.


دمتم بخير وعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية

No comments:

Post a Comment