Flag Counter

Flag Counter

Sunday, April 13, 2025

محمد عبده

محمد عبده الذي سوف أتحدث عنه ليس المقصود به المطرب السعودي الشهير محمد عبده ولكن جاسوس و عميل بريطاني كانت أفكاره وأستاذه ومعلمه جمال الدين الافغاني حجر الأساس الذي بنيت عليه جميع التنظيمات السلفية والتكفيرية والإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين والحركة السلفية وحزب التحرير الإسلامي. محمد عبده تحت إشراف اللورد كرومر في مصر وضع حجر الأساس لما أصبح يعرف لاحقا "الحركة السلفية" أو السلفيين, العودة الى جذور الإسلام الأساسية. كان معاديا للقومية والقوميين خصوصا حركة البطل الوطني والقائد في الجيش المصري احمد عرابي. محمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده قام بتأسيس مجلة المنارة التي كانت ناطقا بإسم السلفيين ومعبرا عن فكرهم في مصر.


محمد عبده وأستاذه جمال الدين الأفغاني توثقت علاقتهم خلال (١٨٧١م-١٨٧٩م) وعملوا معا وازداد عدد أتباعهم خصوصا في مصر وبلاد الشام. جمعية مصر الفتاة السرية قام بتأسيسها مجموعة من أتباع عبده والأفغاني في مصر. كما نجح الأفغاني وتلميذه محمد عبده في تأسيس قاعدة من الأتباع المخلصين في الجامع الأزهر. إن تلك الفترة الزمنية شهدت تصاعد نفوذ محمد عبده. سنة ١٧٧٨م, رئيس وزراء مصر رياض باشا قام بتعيين محمد عبده أستاذا في دار العلماء, مدرسة إسلامية حديثة التأسيس وأستاذ اللغة والأدب في مؤسسة تعليمية أخرى. ولكن تصاعد نفوذ القوميين في الجيش المصري وثورة أحمد عرابي أدت الى تقليص نفوذهم, جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومغادرتهم مصر حتى نجاح البريطانيين في القضاء على عرابي وثورته واحتلال الأراضي المصرية احتلالا عسكريا مباشرا.


الحكومة البريطانية التي كانت تراقب الحملة الفرنسية على مصر والمقاومة التي قادها الأزهر الشريف وصلت الى إستنتاج أن توجهات محمد عبده تخدم أهدافها ومصالحها في مصر وأن إضعاف شعبية ونفوذ الأزهر يعتبر مسألة مهمة للغاية وبالتالي لا بدَّ من فصل رئاسة الأزهر عن منصب المفتي حيث كان شيخ الأزهر سابقا يشغل منصب مفتي الديار المصرية وقامت بتعيين محمد عبده في ذلك المنصب سنة ١٨٩٩م بعد سنتين من وفاة جمال الدين الأفغاني. إن محمد عبده كان يميل الى مهادنة الإحتلال البريطاني والوصول الى توافق بين الإستعمار البريطاني ومبادئ القوميين. محمد عبده كان معاديا للعمل العسكري والحركات القومية في مصر. إن معارضة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبد للحركة القومية المصرية ومبادئها سبقوا في ذلك تنظيم الإخوان المسلمين في معاداتهم الرئيس المصري جمال عبد الناصر. جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده كانوا متهمين بتأسيس مجموعة سرية شبه عسكرية مؤلفة من شباب بلطجية في مقاربة لما قام به الإخوان المسلمون لاحقا من تأسيس تنظيم الكشافة الذي تطور لاحقا الى التنظيم الخاص, تنظيم عسكرية كان يقوم بإغتيال معارضي الإخوان المسلمين وكل من يقف ضد مصالحهم. جمال الدين الأفغاني وقبل أن تقوم الحكومة المصرية بطره, أصدر بيانا موجها الى أتباعه بأن تلميذه محمد عبده هو وريثه وخليفته في مصر. محمد عبده تعرض الى النفي مؤقتا الى قريته في مصر ثم سافر ملتحقا بالأفغاني في باريس. لاحقا سنة ١٨٨٨م, عاد محمد عبده الى مصر برعاية ممثلي الحكومة الإستعمارية البريطانية خصوصا  المستشار السياسي اللورد كرومر وكانت بداية تعيينه في مجموعة من المناصب, رئيس لجنة إعادة تنظيم الأزهر, مدير تحرير الصحيفة الحكومية الرسمية, عضوية المجلس التشريعي ومفتي مصر.


سنة ١٨٨٤م, أصدر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده مجلة العروة الوثقى في العاصمة الفرنسية باريس. إن تقارير بريطانيا وصفت تلك المجلة بأنها غطاء هدفه إخفاء حقيقة تنظيم سري يحمل الإسم ذاته. إن تقارير عن مصادر تمويل العروة الوثقى ذكرت أنه ربما كان الحكومة الفرنسية التي تعاون معها جمال الدين الأفغاني بعد طرده من مصر ورفض حكومة الهند البريطانية أفكاره بتأسيس تحالف من دول إسلامية في مواجهة روسيا القيصرية. كما قام جمال الدين الأفغاني بتأسيس تنظيم في مكة هدفه إقامة نظام حكم الخلافة الذي سوف يضم جميع البلدان الإسلامية.إن مجلة العروة الوثقى لم تصدر سوى ثمانية عشرة عددا وقامت الحكومة الفرنسية بإغلاقها حيث سافر الأفغاني وعبده الى لندن بهدف إقناع الحكومة البريطانية بتأسيس تحالف إسلامي هدفه التصدي للثورة في السودان التي كان يقودها محمد أحمد الملقب (المهدي) والذي نجحت في هزيمة القوات البريطانية والسيطرة على الخرطوم وقتل القائد الإنجليزي الجنرال تشارلز غوردان. جمال الدين الأفغاني الذي كان يسعى الى الحفاظ على صورته بوصفه داعيا الى الوحدة الإسلامية عرض خدماته على محمد أحمد بعد إنتصارها ولكنه عمل ضد مبادئها وأهدافها سرا.


دمتم بخير وعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية


No comments:

Post a Comment