العالم تحول الى ميدان معركة. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الحرب على العالم من خلال فرض رسوم جمركية على ١٨٠ دولة وأعلن عن نواياه ضم غرينلاند الى الولايات المتحدة, الإستيلاء على كندا وبنما. كما قام بإلغاء الوكالة الأمريكي للمساعدات(USAID) وفصل عشرات الآلاف من الموظفين من عملهم وأصدر أوامره الى الطائرات الأمريكية بقصف اليمن حيث يقتل يوميا عشرات المدنيين حيث قصفت مؤخرا تجمعا لمواطنين يمنين كان عبارة عن حفل زفاف وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية أنه كان تجمعا لمقاتلين حوثيين. الولايات المتحدة ينطبق عليها تعريف الدولة الفاشلة والمارقة وكل تلك المصطلحات التي تعبر عن تاريخ عريق من الإجرام, قتل وترويع مواطنين أمريكيين داخل و خارج الولايات المتحدة وقتل المدنيين الأبرياء في كل بقعة من بقاع الأرض. الديمقراطية الأمريكية المحمولة جوا عبر حاملات الطائرات أو صواريخ كروز وتوماهوك تصل إليكم في بيوتكم. ليس هناك بقعة آمنة في الكرة الأرضية من إجرام الولايات المتحدة.
أفغانستان قاهرة الإمبراطوريات, اليمن السعيد, الصومال, والعراق وغيرهم من الدول لديهم ذكريات مؤلمة مريرة مع الولايات المتحدة أو كما يقول المثل "بينهم ما صنع الحداد." هناك مقولة للفيلسوف والمفكر الفرنسي فولتير:"ممنوع أن تقتل وبسبب ذلك فإن القتلة يعاقبون إلا إذا قتلوا بأعداد كبيرة وعلى وقع أصوات الموسيقى." الرئيس الأمريكي باراك أوباما أو الشيطان الأسود كان أول رئيس من ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة وشعار حملته الإنتخابية كان "أمل-Hope" ولكن ذلك لم يكن سوى دعاية خلبية مخادعة و بروباغندا كاذبة. باراك أوباما أصدر أوامره بإغتيال مواطنين أمريكيين بدون محاكمة أكثر من جورج بوش الإبن أو بيل كلينتون. عمليات القتل خارج إطار القانون والمحاكمة خلال فترة حكم باراك أوباما كانت أكثر من أي رئيس سابق. الإغتيال تحولت الى أحد أدوات مايسمى الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي الأكثر أهمية بالنسبة الى الحكومة الأمريكية و أذرعها الأمنية.
الحرب الأمريكية على الإرهاب خلال الفترة التي أعقبت أحداث ١١/سبتمبر جعلت من العالم بأكمله ساحة معركة و رسوم ترامب الجمركية لعبت الدور ذاته. ترامب ضد العالم كما كان في السابق جورج بوش الإبن ضد العالم, من ليس معنا فهو علينا. الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن وقع تاريخ ١٧/سبتمبر/٢٠٠١ مرسوما تنفيذيا مصنف سري منح بموجبه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية صلاحية اعتقال واحتجاز عناصر التنظيمات الإرهابية المشتبه بهم في أي مكان من العالم مما أدى الى ظهور ما يعرف بإسم "المواقع السوداء" خارج إطار القانون أو أي مراقبة من أي جهة أو منظمة حقوقية. كما أن ذلك المرسوم التنفيذي سمح بتنفيذ السي أي إيه إغتيالات ضد "إرهابيين" بدون توقيع أمر رئاسي كما كانت التعامل مع تلك الحالات في السابق. وقد ظهر أيضا خلال الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر الإرهابية برنامج الترحيل القسري(The Rendition Program) للمعتقلين وإستجوابهم خارج أراضي الولايات المتحدة في دول تتعامل معهم بقسوة بهدف انتزاع الاعترافات وتلك ممارسات لا تسمح بها القوانين على الأراضي الأمريكية.
الولايات المتحدة قصفت حفل زفاف في اليمن مؤخرا تحت مسمى الحرب على الإرهاب الحوثي وقتلت عشرات الأشخاص المدنيين ولكن تلك ليست أول حادثة من نوعها. ١٧/ديسمبر/٢٠٠٩ , أطلقت القوات الأمريكية صواريخ توماهوك من أحد غواصات الأسطول الأمريكي الذي يعمل قرب سواحل اليمن وقتلت ٤٠٠ شخص تقريبا جميعهم من رعاة الأغنام البدو في منطقة المجلة في محافظة أبين. الهدف كان معسكر تدريب يتبع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حيث يتواجد عدد من القيادات على رأسهم محمد صالح علي الحازمي زعيم التنظيم الذي كانت وحدة عمليات هيئة الأركان المشتركة(JOC) في الجيش الأمريكي تلاحقه منذ شهور. غارة قامت بها قوات هيئة الأركان المشتركة(JOC) في منطقة غارديز في ولاية باكتيا في أفغانستان ليلة ١٢/فبراير/٢٠٠٩ حيث أغارت على منزل ضابط شرطة أفغاني كان يقيم إحتفالا بتسمية مولوده الجديد. إن إطلاق إسم المولود في اليوم السادس من ولادته تعتبر عادة أفغانية حيث يتم دعوة أفراد العائلة المقربين, أقارب العائلة و موسيقيين محليين. القوات الأمريكية قتلت سبعة أشخاص, محمد داوود شارب الدين ضابط شرطة أفغاني, شقيقه زاهر, إبنة صديق الله عمره ١٥ عاما وثلاثة من نساء العائلة.
هناك عشرات حوادث القتل العمد والمجازر التي ترتكبها قوات أمريكية في عدد من الدول خصوصا أفغانستان, العراق, اليمن وغيرها. الجيش الأمريكي يتصرف في أي مكان يتواجد فيه كأنه قوة إحتلال وجنوده خارج إطار المحاسبة والمساءلة ولا تنطبق عليهم القوانين المحلية ولا يحق للمحاكم المحلية محاكمتهم. العراق كانت ميدانا مفتوحا مارست فيه القوات الأمريكية جميع انواع الانتهاكات وعمليات الإعدام والقتل خارج إطار القانون. السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق في بوكا و أبو غريب وغيرها تشهد على ذلك وعلى جميع انتهاكات ضد القانون مارسها الجيش الأمريكي. الولايات المتحدة كانت وسوف تبقى في حرب مع العالم وعندما تنجح في السيطرة على الجميع فعندها سوف تبدأ الحرب مع نفسها وتنهار داخليا لأنها لن تجد عدوا حتى تحاربه.
دمتم بخير وعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment