Flag Counter

Flag Counter

Friday, November 29, 2024

خطوط الأنابيب هي السر في حرب غزة

الجميع يعلم الأسباب الحقيقية للأزمة في قطاع غزة والحروب المتكررة التي أهلكت الحرث والنسل ولكن لا أحد يتكلم ولا يخبر المواطنين الذين دفعوا ثمن الحرب من دمائهم. خالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسي في الخارج وأبو عبيدة الناطق بإسم كتائب عز الدين القسام تحدثوا أنهم أفسدوا خطة يهودية من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم بعد أن يقوموا بذبح خمسة بقرات حمراء نجحوا أخيرا في العثور عليها وقاموا باستيرادها من أحد المزارع في ولاية تكساس الأمريكية. ولكن الحقيقة لها وجه آخر.


كنت قد كتبت سابقا عددا من المواضيع عن حروب الموارد والحروب أسبابها بدون إستثناء اقتصادية ولكنها تتخفى خلف قناع الدين تارة والقومية تارة أخرى. الصراعات حول موارد الطاقة تعتبر سببا رئيسيا للحروب والأزمات في العالم. الولايات المتحدة متورطة في تلك الحروب بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا. النفط, الغاز واليورانيوم تعتبر من موارد الطاقة الأساسية بالنسبة الى جميع الدول بدون استثناء. 


فرنسا تدعم عصابات مسلحة تتبع تنظيم القاعدة في مالي حيث هناك مناجم ذهب ويورانيوم بينما الجزائر جارة مالي لديها حقول نفط وغاز يسيل لها لعاب الدول الأوروبية خصوصا بعد أزمة أوكرانيا. المناطق الشرقية في أوكرانيا تحتوي على حقول نفط وغاز خصوصا منطقة حوض نهر الدونتس وذلك معروف بالنسبة الى الدوائر العلمية المتخصصة منذ فترة حكم جوزيف ستالين. الحرب الأمريكية على العراق كانت حرب نفط وليس هناك أسلحة دمار شامل ولا حرية للشعب العراقي. هناك مشاريع خطوط نفط وغاز قطرية-أمريكية تمر من سوريا وحقول نفط و غاز بحرية ضخمة في منطقة الساحل السوري. فلسطين خصوصا قطاع غزة تحتوي سواحلها البحرية على حقول غاز تقدر مبدئيا تريليون قدم مكعب.


الغاز هو مستقبل الطاقة وليس النفط بسبب عدة عوامل لعل أهمها انخفاض ثمنه بسبب وفرته وأضراره البيئية الأقل مقارنة مع النفط. الولايات المتحدة أعلنت سنة ٢٠١٨ خلال فترة حكم باراك أوباما أنها أصبحت دولة مصدرة للنفط ولكن الحقيقة أنه حدثت طفرة في الإعتماد على الغاز والتقليل من إستهلاك النفط وليس زيادة في إنتاجه مما أدى الى توافر كميات تم تصديرها الى عدة دول خصوصا أوروبا. 


فلسطين حكاية أخرى مختلفة تماما حيث هناك غشاء يمنع رؤية الحقيقة عبارة عن مجموعة أساطير دينية عن أرض الميعاد والهيكل المزعوم. وليام غاي كار الذي عمل في إستخبارات البحرية الملكية الكندية ومؤلف كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" تحدث عن ثروات معدنية في فلسطين خصوصا منطقة البحر الميت تقدر قيمتها ٥ تريليون دولار والحكومة البريطانية على معرفة بذلك خلال الفترة التي سبقت وعد بلفور سنة ١٩١٧ وأرسلت مختصين في التنقيب والجيولوجيا الى فلسطين وأكدوا على تلك المعلومات. إذا أصبح من الواضح أسباب وعد بلفور واتفاقية سايكس-بيكو وإصرار بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى على إحتلال فلسطين والوصول إليها قبل قوات الثورة العربية.


عملية طوفان الأقصى أو ٧/أكتوبر هدفها يتجاوز منع اليهود من ذبح خمسة بقرات حمراء لأن تلك الاسطورة وإن كانت من الناحية التوراتية صحيحة ولكنها تبقى خرافة في كتاب روايات شعبية وخيالية ولا يصلح وثيقة تاريخية. إن الحديث عن تلك الأسطورة من قيادات فلسطينية بارزة أمر معيب وضحك على الشعب الفلسطيني. روسيا وأكرر ذلك لها المصلحة في عملية طوفان الأقصى التي أحد أهدافها تخريب مشاريع الغاز الإسرائيلية في سواحل قطاع غزة. دولة الكيان الصهيوني وضعت يدها على مناطق إكتشاف الغاز وطردت شركة الغاز البريطانية(British Gas) حيث تعمل شركات إسرائيلية حصريا في تلك المنطقة. دولة الكيان الصهيوني تسرق غاز قطاع غزة منذ عدة سنين حيث إستنزفت وجففت بالفعل أحد الحقول ويدعى ماري(بي) ويقع في سواحل قطاع غزة الشمالية وتقدر كمية الغاز المنهوبة تريليون ونصف قدم مكعب من الغاز وحاليا تقوم الشركات الإسرائيلية بسرقة الغاز من حقل نوا والتي تقدر ثلاثة تريليون قدم مكعب.


إن سواحل قطاع غزة تحتوي على ثمانية آبار لم غير مكتشفة وغير مستغلة. كميات هائلة من الغاز الطبيعي التي تحتاج إليها أوروبا وتحاول روسيا الاستماتة في منع حصول ذلك. الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات زار موقع التنقيب عن الغاز في مارين(١) و مارين٢ بتاريخ ٢٧/سبتمبر/٢٠٠٠ وقام بافتتاحه رسميا وقام شارون في اليوم التالي مباشرة باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وبدأت انتفاضة الأقصى الثانية. هل ذلك صدفة؟ الإجابة هي (لا). في عالم السياسة, ليس هناك مكان للصدفة.


مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية


النهاية

No comments:

Post a Comment