Flag Counter

Flag Counter

Thursday, November 28, 2024

قصة تأسيس تنظيم داعش من البداية وليس هناك نهاية

إن داعش ليست إسلامية و استخدام مصطلح الدولة الإسلامية في وصف داعش من وسائل إعلام مشبوهة ليس إلا محاولة من أجل ترسيخ صورة نمطية في عقول المواطن الغربي والإساءة الى الإسلام والمسلمين على العموم.  وقد يستغرب البعض عند الحديث عن منشأ داعش وأصولها وجذورها حيث يحاول بعض المستشرقين العودة بتاريخ داعش الى المسلمين الأوائل والقرآن وتلك محاولة مكشوفة من أجل رسم صورة نمطية للإسلام وأنه منبع الإرهاب. داعش هي دمغة, كليشية, تهمة جاهزة ضد أي مسلم لا يتفق أو يعارض أجندات ومخططات النخب السياسية والعسكرية في الغرب. تنظيم داعش صناعة أمريكية ومساهمة من بريطانيا والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحدث صراحة عن ذلك وأن داعش صناعة باراك أوباما وهيلاري كلينتون التي اعترفت بذلك في جلسة لأحد لجان الكونغرس للأمن القومي.


هناك وثيقة مسربة من أرشيف جهاز المخابرات العراقي مؤرخة ٢٠٠٣ بضعة شهور سبقت الغزو الأمريكي عن اليهودي الصهيوني برنارد هنري ليفي وهو يحاول تشكيل تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إنطلاقا من المنطقة الكردية في شمال العراق التي كانت تحميها طائرات أمريكية وبريطانية وتفرض منطقة حظر طيران. ولعل الجميع يذكر أن أبو مصعب الزرقاوي(فضيل نزار الخلايلة) إنطلق في تأسيس تنظيمه من منطقة شمال العراق ثم امتد الى بغداد وباقي مدن العراق. تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي كان تأسيسه منفصلا نوعا ما عن التبعية الى تنظيم القاعدة لم يكون يقوم بعمليات أو هجمات في المناطق الكردية على الرغم من أنها تحتوي على تواجد عسكري غربي وقواعد عسكرية أمريكية.


أبو مصعب الزرقاوي لديه ملف إجرامي حافل, قضايا سرقة ومخدرات وبلطجة, سجن في الأردن ثم سافر الى أفغانستان و قبضت عليه القوات الأمريكية في العراق ثم أطلقت سراحه والرواية أنهم لم يتعرفوا عليه وهي رواية كاذبة. بروفيسور الكتابة الإبداعية وخبير مقارنات الأديان الأمريكي رضا أصلان أجاب على سؤال مذيعة محطة سي إن إن أن الإسلام ليس دين سلام أو عنف وإنما يعتمد على طبيعة الشخص وتصرفاته التي سوف تعكس ذلك من خلال ممارساته اليومية وتدينه. أبو مصعب الزرقاوي لم يكن يعرف إستعمال الأسلحة وفي أحد الفيديوهات التي كان يطلق النار من سلاح آلي, تعطل السلاح ولم يعرف كيف يصلحه وساعده أحد المقاتلين على ذلك.


الهدف من تأسيس تنظيم أبو مصعب الزرقاوي كان الفتنة الطائفية السنية-الشيعية التي تستخدمها الولايات المتحدة في محاولة إضعاف العراق وبلدان أخرى استخدمت فيها الأداة ذاتها. إن ذلك يحقق هدف سهولة السيطرة على العراق ونهب ثرواته النفطية وثروات أخرى مثل أموال البنك المركزي العراقي وسبائك ذهبية تقدر قيمتها مئات الملايين من الدولارات عثرت عليها القوات الأمريكية وتبخرت في الهواء. لجان تحقيق أمريكية أصدرت تقارير عن فساد وهدر مليارات الدولارات خلال فترة حكم الأمريكي بول بريمر العراق. عمليات تنظيم أبو مصعب الزرقاوي كانت في غالبيتها ضد الشيعة, تفجيرات انتحارية في أسواق شعبية وسيارات مفخخة وبعض العمليات الإعلامية هنا وهناك ضد قوات الإحتلال الأمريكي. ولعل أهم عملية هي تفجير المراقد الشيعية في سامراء التي كانت نتيجتها أكبر موجة قتل طائفي ونزوح في العراق.


بول بريمر أصدر قرار سنة ٢٠٠٣ تسريح جميع أفراد الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في العراق وحرمانهم من جميع رواتبهم وإمتيازاتهم وذلك يشمل المتقاعدين مما ادى الى حرمان مئات الآلاف من العراقيين من مصدر دخلهم. وسائل الإعلام الأمريكية تعرف أن صانع القرار يعلم ومتأكد من نتائج ذلك القرار وأن الهدف من اتخاذه معروف ومقصود وهو خلق حالة تمرد واسعة في العراق مما سوف يؤدي الى بيع الجنود المسرحين خدماتهم لمن يدفع أكثر وكثير منهم خصوصا أعضاء الأجهزة الامنية كانت لديهم خبرات عسكرية وملفات مهمة ومعلومات استفادت منها الولايات المتحدة بوصفها قوة محتلة. هناك الكثير من الجنود وأفراد الأجهزة الأمنية المسرحين من الخدمة انضموا الى التنظيمات المتطرفة الصاعدة حديثا أو أنهم أنفسهم شكلوا مجموعات تحت مسميات إسلامية مثل المقاومة الإسلامية في العراق و جيش رجال الطريقة النقشبندية التي كان يقودها شخصيا نائب الرئيس العراقي صدام حسين ويدعى عزة الدوري أو حتى أنهم كانوا يعملون مستقلين يتلقون مقابل مادي عن كل عملية زرع قنبلة على جانب الطريق أو تفخيخ سيارة أو تفجير هنا أو هناك يقومون به.


الرئيس العراقي صدام حسين عندما استشعر أن سقوط نظامه وشيك وأن الولايات المتحدة وضعت مخططات قابلة للتطبيق من أجل إسقاط نظامه, قام بإطلاق الحملة الإيمانية في الجيش والأجهزة الأمنية حيث سمح بممارسة الصلاة وإطالة اللحية في الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة. كما أعلن عن تأسيس ميليشيات تحت مسميات مختلفة مثل فدائيي صدام, جيش القدس وفدائيي عدي وغيرها من التنظيمات التي كان يتم تدريبهم بقسوة ودموية خصوصا على السجناء والمعتقلين في السجون. وقد شاهدت فيديو انتشر في ذلك الوقت ولكنه نسب زورا الى اليمن وسجون علي عبدالله صالح ولكنه في الحقيقة كان من العراق حيث يظهر أفراد ميليشيات صدام حسين وهم يلقون سجناء من أسطح عمارات مرتفعه ويقطعون رؤوس سجناء أو يبترون أطراف سجناء آخرين. إن ذلك يذكر بتصرفات وممارسات أعضاء تنظيمات داعش وحتى الجيش السوري الحر قام بتلك الممارسات.


إن الذي يؤكد على كل ما سبق هو أن قادة داعش في عملية الاستيلاء على الموصل يونيو/٢٠١٤ في غالبيتهم كانوا من قادة الجيش العراقي والأجهزة الأمنية الذين سرحهم بول بريمر سنة ٢٠٠٣. كما ان فيديوهات عمليات استيلاء داعش على الموصل يظهر فيها عناصر مدربين محترفين في تحركاتهم وأحاديثهم وتنفيذ عمليات اغتيال مدروسة بدقة لايمكن تنفيذها من مجرد تنظيم مسلح أو عناصر مرتزقة. كانت هناك معلومات استخبارية متوفرة على أعلى مستوى ودقة ومراقبة ورصد تحركات الأهداف. تنظيم داعش أطلق على عملية الاستيلاء على الموصل غزو أسد الله البيلاوي وهو قائد قوات داعش في المعركة وكان يشغل منصب نقيب في الجيش العراق(١٩٩٣-٢٠٠٣) وينتمي الى عشيرة البوبالي التي تعتبر أحد عشائر قبيلة الدليم وهي من أكبر قبائل العراق(السنية) وأكثرها نفوذا. جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي كان يقوده عزة الدوري نائب صدام حسين والعشائر قاتلوا مع قوات داعش ضد الجيش العراقي في معركة الاستيلاء على الموصل. داعش ظهرت بقوة سنة ٢٠١٢ ومن ثم بدأت في التسلل الى سوريا في وقت متأخر من تلك السنة تقريبا وبدأت في عملياتها المسلحة ضد الجيش العربي السوري والمواطنين السوريين وصولا الى تدمير بنيتها العسكرية الرئيسية وانحسار عملياتها في سوريا والعراق حيث يعمل عناصر التنظيم انطلاقا من مناطق تحت حماية قوات الإحتلال الأمريكي خصوصا في قاعدة التنف في سوريا والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق.


مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية



النهاية


No comments:

Post a Comment