Flag Counter

Flag Counter

Monday, November 25, 2024

الغلاديو

شاهدت مؤخرا فيلمين الأحداث مبنية على قصة حقيقية وأنا أحاول مشاهدة تلك النوعية من الأفلام كلما سنحت لي الفرصة. الفيلم الأول " Vice"  يحكي عن ديك تشيني الذي شغل عدة مناصب أهمها نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن, الفيلم الثاني "Rendition" يحكي قصة مقيم مصري في الولايات المتحدة تعرض الى الإختطاف والترحيل القسري الى بلد آخر أعتقد أنه أحد دول المغرب العربي حيث تعرض للاستجواب بطرق عنيفة للغاية. نصيحتي للجميع بمشاهدة الفيلمين ليس فقط لأنهما يحكيان قصة حقيقية ولكن لأنهما يفضحان تفاصيل تورط الحكومة الأمريكية ومسؤولين أمريكيين في الحرب على الإرهاب واختطاف واعتقال مواطنين أمريكيين خارج إطار القانون وترحيلهم الى بلدان أخرى وتعريضهم للتعذيب.


لم أشعر بالتفائل عند الإعلان عن فوز باراك أوباما في إنتخابات ٢٠٠٨ الرئاسية والسبب أنه أول رئيس أمريكي أسود وبالتالي سوف يكون لديه شيك سياسي على بياض حتى يفعل مايريد. باراك أوباما تصرف مثله مثل جميع الرؤساء الأمريكيين أقرب الى رئيس عصابة منه الى رئيس دولة. الرئيس الأمريكي جون كينيدي كان ما يمكن أن نصفه بأنه اخر الرؤساء المحترمين. باراك أوباما قام بهدوء وبدون إثارة إعلامية على ترحيل أعداد من مخالفي الإقامة يزيد عن الذين قام أو حاول  دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى ترحيلهم. ولكن الإعلام أقام القيامة على الأخير لأسباب المنافسة السياسية. باراك أوباما أصدر أوامر إعدام ضد مواطنين أمريكيين بدون محاكمة أو بدون الحق في الدفاع عن أنفسهم. وقامت طائرات بدون طيار بإغتيال أنور العولقي في اليمن بتهمة الإرهاب ولاحقا إغتالت ابنه المراهق الذي لم يتجاوز ستة عشرة عاما.


وبالعودة الى قصة الفيلمين " Vice" و " Rendition" حيث يتصرف الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن ليس بصفته رئيس دولة ولكن رئيس عصابة مافيا ونائب الرئيس ديك تشيني و وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أعضاء في عصابة المافيا يخالفون الدستور الأمريكي وينتهكون حقوق المواطنين الأمريكيين ويمارسون الإعتقال والقتل خارج إطار القانون. جورج بوش الإبن وعصابته المافيوية ومن خلال التلاعب بالألفاظ والقانون سمحوا لأنفسهم من خلال إطلاق وصف" المقاتلين الأعداء-Enemy Combatant" على أشخاص تعتقلهم الولايات المتحدة خارج إطار القانون وفي أماكن خارج الولايات المتحدة مثل معتقل غوانتانامو وفي ظروف غير إنسانية. أساليب التعذيب الغير قانونية تماما تحولت الى "Enhanced Interrogation Techniques" وأصبحت قانونية بعد تلميعها من خلال تغيير المسمى. إن تلك الأساليب تشمل الإغراق بالماء والحبس في أماكن ضيقة أو أقفاص حيوانات في حرارة الشمس والتعذيب بإستخدام الكهرباء.


الولايات المتحدة وبعد أن قامت بغزو العراق ولم تجد أسلحة الدمار الشامل وأعلنت أنها سوف تعمل على نشر الديمقراطية. الغزو الأمريكي للعراق سنة ٢٠٠٣ ومن قبله الحصار الاقتصادي والعقوبات أدت الى مقتل او وفاة أكثر من مليون عراقي نصفهم من الأطفال. كما أن استخدام أسلحة الدمار الشامل في العراق أدى الى ولادات مشوهة الى يومنا هذا. وعلينا أن لا ننسى السجون الديمقراطية الأمريكية خمس نجوم في العراق خصوصا معتقل أبو غريب  وسجن مطار بغداد و معتقل بوكا حيث تخرج كبار قادة التنظيمات الإرهابية العراقية وحيث إنتهاكات حقوق المعتقلين وإغتصاب نسائهم أمامهم من أجل إنتزاع إعترافاتهم. أفغانستان ليست أفضل حالا من العراق نفس التصرفات المافيوية والسجون مع إختلاف الأسماء.


هناك متلازمة الإرهاب-الولايات المتحدة حيث تمارس إرهاب الدولة ويمكن إعتبار الولايات المتحدة دولة فاشلة لأنها عجزت أو لم ترغب في حماية مواطنيها من تغول المجمع الاستخباراتي-الأمني وانتهاك حقوق المواطنين وحتى قتلهم بدون محاكمة. التنظيمات التي يصفها الإعلام الأمريكي بأنها إرهابية إسلامية مثل القاعدة, قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين, داعش, جبهة النصرة, الجيش السوري الحر, تنظيم خراسان وغيرها ظهرت بعد تدخل القوات الأمريكية في العراق و سوريا وكانت تتلقى السلاح والتمويل من خلال شركات خدمات أمنية خاصة تعمل على تجنيد المرتزقة وتجار سلاح يعملون بمباركة الحكومة الأمريكية ومعرفتها الدقيقة بتفاصيل عملهم. إن تلك التنظيمات ليست عبارة إلا عن غلاديوهات جمع كلمة (غلاديو) وهو تنظيم سري يتبع تحالف الناتو ويعمل في دول القارة الأوروبية خصوصا الغربية على تنفيذ عمليات اغتيال تحت مسمى تنظيمات شيوعية ويسارية.


إن تغيير المسميات لا يعني تغيير الأهداف أو طبيعة تلك التنظيمات. وقد كان هناك تنظيم غلاديو في نيكاراغوا يعمل تحت مسمى (الكونترا) وكانت هناك قضية  كبيرة في وسائل الإعلام الأمريكية بعد أن فضح صحفي أمريكي غاري ويب تورط وكالة المخابرات المركزية(سي آي إيه), المباحث الفيدرالية الأمريكية(إف بي أي) و وكالة مكافحة المخدرات(دي إي أيه) في التعامل مع تنظيم الكونترا وتجارة المخدرات. الصحفي غاري ويب إنتحر بإطلاق رصاصتين أو ثلاثة رصاصات على رأسه وبعد ذلك أحرق منزله عمدا. تنظيم الكونترا كان يقوم بأفعال التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تتخفى خلف صفة الإسلام والجهاد, قطع رؤوس المدنيين والهجوم على القرى والبلدات المعزولة وزرع سيارات مفخخة في أماكن حيوية مدنية وقتل مئات المدنيين. شركة تجنيد المرتزقة (الملحمة تاكتيك) التي يديرها مرتزق من قومية الإيغور في الصين تقوم على تجنيد المرتزقة للقتال في سوريا والعراق وربما مستقبلا في الصين وهي مقابل شركة بلاك ووتر الأمريكية التي تديرها وتشرف على عملها ولو بطريقة غير مباشرة. شركة (الملحمة تاكتيك) تعتبر مدير الموارد البشرية التي تعمل مع الغلاديوهات الإرهابية على اختلاف مسمياتها.


مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والمعرفة


النهاية

No comments:

Post a Comment