إنَّ تاريخ المسيحية في العصور القديمة حافل بالأحداث التي ساهم بعضها في تغيرات دائمة ومستمرة الى يومنا هذا. أحداث تتمحور حول الخلافات المتعلقة بشكل رئيسي بعقيدة التثليث وطبيعة يسوع المسيح مقارنة مع الله والروح القدس. كما أنه كانت هناك خلافات حول مريم والدة يسوع المسيح التي كانوا يطلقون عليها في عصور المسيحية القديمة "مريم العذراء," وهل هناك شرعية في استمرار ذلك اللقب بعد حملها و ولادتها يسوع المسيح؟ أما بالنسبة الى حملها المعجزة تسائل الكثيرون عن طبيعة ذلك الحمل, هل هو المسيح الإنسان أو المسيح الإله؟
المسيح الإله عقيدة ظهرت الى الوجود في القرن الرابع ميلادي في مدينة الإسكندرية المصرية التي كانت تعتبر مركزا دينيا وثقافيا مهما في المنطقة. ولكن تلك العقيدة لم تظهر هكذا الى الوجود فجأة بل كان هناك خلافات تتخذ طابعا دمويا أحيانا و مجامع مسكونية وتدخلات من الدولة الرومانية متمثلة في شخص الإمبراطور الروماني كما حصل في مجمع نيقية الأول ٣٢٥م. الإنتقال من المسيح المعلم والمبشر الى المسيح الإله استغرق عدة مئات من السنين.
هناك عدة دلائل من كتب العهد الجديد خصوصا الأناجيل على المسيح الإنسان والمعلم وتأكيدا على طبيعته البشرية المحضة وأن يسوع المسيح لم يدعي الألوهية وهذه بعضها:
الشاهد الأول يوحنا ٣٨:١(فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما: «ماذا تطلبان؟» فقالا: «ربي، الذي تفسيره: يا معلم، أين تمكث؟»
الشاهد الثاني يوحنا ٣٠:٥(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني.)
الشاهد الثالث متى ٩:٥(طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون.)
إن تطور عقيدة المسيح الإله كان نتيجة المجامع المسكونية وليس لها أصل في الأناجيل كما ذكرت في الشواهد الثلاثة وهناك شواهد أخرى في كتب العهد الجديد لم اذكرها للاختصار.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
...يتبع...
No comments:
Post a Comment