هل كان دخول الإسلام الى أوروبا سببا في تأخير النهضة والحضارة؟

الحضارة في أوروبا بداية من عصر النهضة(١٤٠٠م-١٧٠٠م) مرورا بما يعرف عصر التنوير(١٧٠٠م-١٩٠٠م) والذي تزامن مع الثورة الصناعية(١٧٦٠م-١٨٤٠م) سببها الرئيسي الإحتكاك مع الإسلام والمسلمين. الأوروبيون خلال الحملات الصليبية(١٠٩٥م-١٢٩١م) شاهدوا بأم أعينهم ثروات المشرق و عاصروا علومه وثقافته وحضارته وعادوا الى بلادهم يحملون رؤية مختلفة بعيدة المدى لما سوف يؤول إليه المشرق في المستقبل.

الحملات الصليبية كانت هي أول حجارة الدومينو التي تساقطت ويليها مباشرة عصر النهضة ثم عصر التنوير, حركة الكشوفات الجغرافية(١٤٠٠م-١٥٠٠م), حركة الإصلاح الديني التي قادها في أواخر القرن السادس عشر الراهب الألماني مارتن لوثر والثورة الصناعية. الإختراعات والإكتشافات العلمية التي طورها الأوروبيون نقلا عن المسلمين ساهمت في نهضة علمية غير مسبوقة حيث عرفت أوروبا البارود نقلا عن الصين في القرن الثالث عشر من خلال طريق الحرير التجاري وذلك بعد مائة سنة من إختراع أول مسدس في الصين. 

الأوروبيون لم يكونوا يعرفون العطور لولا احتكاكهم مع العرب خلال الحملات الصليبية حيث دخلت الى أوروبا في سنة ١١٩٠م تقريبا ثم أضاف إليه الأوروبيون  سنة ١٣٧٠م المواد الكحولية ونجح الفرنسيون في تطوير العطور وانتشر استخدامها في أوروبا والهدف من ذلك كان للتغطية على روائح الأوروبيين الكريهة حيث كانوا لا يستحمون باستثناء بعض المناسبات النادرة منها الزواج على سبيل المثال. ولكن على الحقيقة فإن إختراع العطور كان في بلاد الرافدين ومصر الفرعونية ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد. الشوارع في المدن الأوروبية كانت تمتلئ بمياه المجاري الآسنة والقذارة  وذلك سبب ظهور الأحذية ذات الكعب العالي. مدن مثل قرطبة كانت تضاء ليلا بمصابيح معلقة في الشوارع ويعتبر وجود الحمامات في البيوت والحمامات العامة أمرا طبيعيا وعاديا حيث كانت النظافة الشخصية تعتبر أولوية للمسلمين.

المبادئ الأساسية التي قامت عليها الحضارة الأوروبية منقولة عن المسلمين. مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك و تويتر ومواقع مشاركة الفيديوهات مثل يوتيوب تستخدم خوارزميات مختلفة كان العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي هو قدَّمَ الى العالم مفاهيمها ومصطلحاتها. هناك أدوات جراحية إستخدمها أطباء مسلمون مثل إبن سينا مازالت تستخدم الى اليوم وجامعات أوروبا كانت تدرس كتبه وعلماء آخرين مسلمين في كليات الطب. أوروبا لم تعرف الجامعات حتى كان الإحتكاك أو من الأفضل أن نستخدم كلمة الصدام مع الشرق وحضارته بينما جامعات الأندلس كانت في ازدهار خصوصا قرطبة التي تحولت الى قبلة طلاب العلم وكان سكان الأندلس من الممالك المسيحية يعتبرون التحدث باللغة العربية علامة من علامات الرقي والحضارة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية