Flag Counter

Flag Counter

Friday, January 13, 2023

ماذا يريد تنظيم الإخوان المسلمين من سوريا؟

سابقا, كانت سياسة الدولة العميقة, المجمع العسكري-الصناعي ومجمع الاستخبارات في الولايات المتحدة هي عدم وصول الإسلاميين الى الحكم والسلطة في الدول العربية وذلك يعود الى مجموعة أسباب لعل أهمها الحرب الباردة حيث كانت التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين هم عصا الغرب الغليظة من أجل مواجهة التيارات الشيوعية والناصرية والاشتراكية التي كانت تستمد شعبيتها من الجماهير العربية. ولكنَّ ذلك بدأ في التغيُّر مع سقوط جدار برلين وإنهيار الإتحاد السوفياتي(١٩٨٩-١٩٩٢) حيث حدث تحول في تاريخ العلاقة بين الإسلاميين والغرب أو ما يطلق عليه صراع الحضارات, مصطلح أنتجته معامل اللغة ومعاهد الأبحاث والمفكرين الغربيين على رأسهم برنارد لويس, صاموئيل هنتنغتون, زيغينو بريجنسكي وهنري كيسنجر.

إن إنهيار الإتحاد السوفياتي قد كانت له نتائج جيوسياسية منها بداية نظام القطب الواحد حيث الولايات المتحدة هي القوة المسيطرة على مجريات الأحداث في العالم وعلى المنظمات الدولية. الولايات المتحدة وهي دولة اقتصادها قائم على الحروب والنزاعات أصبحت في حاجة الى عدو مصطنع وذلك لأن الخارطة السكانية للولايات المتحدة تتألف من مئات الأعراق والأجناس والثقافات التي لا يجمع بينها عامل مشترك وتعاني من مشاكل داخلية متعدِّدة تهدِّدُ وجودها وكيانها. السياسة الخارجية الأمريكية تغيرت مع تغيُّر مجريات الأحداث وأصبح التوجه القائم هو تمكين الإسلاميين من الوصول الى السلطة والحكم وذلك سوف يؤدي الى كشف عيوبهم وعجزهم أمام الجماهير وحصول حالة من الفراغ سوف يتم إستغلالها من أجل وصول أنظمة حكم بديلة ولائها بسبب الضغوط الدولية التي سوف تكون موالية للولايات المتحدة. 

سوريا هي أحد ضحايا الربيع العربي والفوضى الخلاقة وهي مصطلحات أمريكية تم تطبيقها على أرض الواقع منذ سنة ٢٠١٠ والهدف هو تحقيق المرحلة الأولى من وصول الإسلاميين الحكم وفي مرحلة لاحقة تصفية القضية الفلسطينية من خلال فتاوى سوف تصدرها الأحزاب الإسلامية وشيوخها ومن ثم تصفية الأحزاب الإسلامية نفسها وبداية مرحلة جديدة. سوريا كانت أكبر داعم للقضية الفلسطينية وعلى علاقة وثيقة مع حركات المقاومة في فلسطين ولبنان منها حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي وحركات فلسطينية أخرى. الإخوان المسلمون كانوا رأس حربة المشروع الأمريكي في سوريا من خلال ما يسمى الجيش السوري الحر والذي لاحقا تسرب عدد من عناصره وبتعليمات أمريكية ليشكلوا نواة تنظيم جبهة النصرة ومن ثم داعش الذي كان عناصره يشنون هجماتهم من معسكراتهم في المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية التي كانت توفر لهم الحماية والإمدادت.

الحرب الإعلامية-على سوريا هي جزء من المشروع العدواني الأطلسي ضد دولة مسالمة, مستقلة وعضو معترف به في الأمم المتحدة. وسائل إعلام أمريكية وعربية منها قناة الجزيرة القطرية والعربية السعودية ساهمت ولا تزال في محاولة محمومة من أجل إخفاء حقيقة التدخل الأمريكي في سوريا وشيطنة القيادة السياسية السورية والجيش العربي السوري. فداء السيد وهو أحد كوادر الإخوان المسلمين في سوريا والمقيم حاليا في دولة السويد كان ينشر على صفحته في الفيسبوك نعوات عن إستشهاد عناصر التنظيم أثناء المعارك مع القوات الحكومية السورية. كما أن زوجته كانت تنشر تدوينات عن عمليات تفجير في دمشق وغيرها من المدن السورية قبل حدوثها بفترة تصل الى ٢٤ ساعة وهي تفجيرات كان يتم إتهام القوات الحكومية السورية والأجهزة الأمنية بتدبيرها. 

الولايات المتحدة قامت بتجربة جميع السيناريوهات المحتملة والبحث عن ذرائع من أجل تبرير عملية تدخلها العسكري في سوريا. سيناريو استخدام أسلحة الدمار الشامل كان أحدها وهو سيناريو تم استخدامه بنجاح في العراق. الصحفي الأمريكي ريز إرليخ وفي كتاب "داخل سوريا, قصة الحرب الأهلية وما على العالم أن يتوقع," وهو متحيز إلى المعارضة السورية ولكنه على الرغم من ذلك ذكر أن هناك الكير من الشكوك تحيط بقضية إستخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيميائية. لجنة الجامعة العربية ولجنة أخرى من الأمم المتحدة تم إرسالهما الى سوريا ومع ذلك لم يتم إثبات مزاعم إستخدام أسلحة كيميائية من الجيش العربي السوري ضد المدنيين أو حتى ضد المتمردين من المعارضة المسلحة وقد كان ذلك سوف يساعد على حسم سريع للمعارك في مناطق ذات تضاريس صعبة للغاية مثل وادي اللجاة قرب محافظة السويداء وهو عبارة عن منطقة جبلية وكهوف ومغارات وخالي من السكان المدنيين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment