كنت قد أوشكت على الإنتهاء من قراءة كتاب "التحالف الغامض - Dark Alliance" الذي صدر سنة ١٩٩٨ من تأليف الصحفي الأمريكي الاستقصائي غاري ويب الذي تحدَّث عن تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(سي آي إيه) في تسهيل تجارة المخدرات لأشخاص ينتمون إلى تنظيمات مسلحة كانت تعمل على إسقاط حكومة الساندينيستا الشرعية في نيكاراغوا, وذلك حين تذكرت لا أعرف السبب عن الصحفي ورسام الكاريكاتير المعارض السوري علي فرزات.
على فرزات هو رسام كاريكاتير سوري معارض تلقى علقة ساخنة من أشخاص مجهولين وكانت النتيجة إصابته برضوض وكسر أحد أصابعه. الواد محروس بتاع الوزير أو علي فرزات أو إصبعه المكسور حتى أكون أكثر دقة تحول الى رمز ثوري عالمي وأيقونة ثورية اختصرت معاناة الثورة السورية والثوار السوريين وذلك بإصبع علي فرزات المكسور.
على كل حال فقد نسي الثوار السوريون أو مشغليهم وداعميهم ومموليهم علي فرزات ورسوماته الساخرة ومواقفه السياسية وأصبح إسمه بالكاد يذكر في وسائل الإعلام مع استثناء بعض الضجة الإعلامية التي يثيرها بعض أعضاء الائتلاف السوري المعارض مثل نائبة رئيس الائتلاف ربا حبوش وأنصارها ممن يمارسون ديمقراطية الخيار والفقوس حيث لم تعجبهم أحد رسومات فرزات التي انتقد من خلالها الحسناء نائبة رئيس الإئتلاف وأن جمالها وشعرها الأشقر هما مؤهلاتها من أجل شغل ذلك المنصب.
على كل حال وبالعودة الى كتاب "التحالف الغامض" والصحفي غاري ويب الذي لا يزال الجميع يتذكرونه ويتذكرون تحقيقاته الصحفية الشهيرة وكتابه وجائزة البوليتزر وحياته التي دفعها ثمن مواقفه حيث فضح تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودورها في تجارة المخدرات داخل أحياء السود في مدينة لوس أنجلوس وإنتشار وباء مخدر الكراك في المدينة في ثمانينيات القرن العشرين.
الصحفي الشجاع الذي ترفع له القبعة والذي إنتحر بإطلاقه بنفسه رصاصتين في الرأس أو هكذا كانت وسائل الإعلام المغرقة في السفالة والإنحطاط تريد أن توحي رحل عن الدنيا حيث خسر منزله وأسرته وعمله وتوفي مفلسا ورغم كل أنواع الضغوطات, لم يتراجع عن مواقفه أو يغير في التحقيقات التي كتبها سطرا واحدا.
سوف أعود إن شاء الله في موضوع منفصل الى الصحفي البطل غاري ويب وكتاب "التحالف الغامض" وتفاصيل أكثر عن فضيحة الكونترا وتجارة المخدرات في أحياء السود في مدينة لوس أنجلوس ومدن أمريكية أخرى.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment