Flag Counter

Flag Counter

Thursday, December 8, 2022

هل فشل الربيع العربي في تحقيق أهدافه؟

إنَّ الإجابة على ذلك السؤال تعتمد على الزاوية التي ينظر من خلالها الى الأحداث والأهداف التي كان يسعى القائمون عليها الى تحقيقها. هناك من يعتقد ويروِّج أنَّ الربيع العربي الذي تصفه وسائل الإعلام بأنها ثورات هي أحداث عفوية بسبب تراكم مجموعة من الأسباب الإقتصادية, الإجتماعية والسياسية ولكن ذلك يتعارض مع الواقع.

الولايات المتحدة كانت تسعى الى تحقيق مخطَّط الشرق الأوسط الكبير الذي كان يتم الترويج له من خلال أشخاص مثل هنري كيسنجر و زيغينو بريجنسكي و معاهد الأبحاث والتفكير مثل معهد راند و هيرتيج فاونديشين(The Heritage Foundation) ومنظمات غير حكومية(NGO) يتم تمويلها من خلال رجال أعمال وأثرياء مثل اليهودي الأمريكي من أصول مجرية جورج سوروس. الهدف كان السيطرة على مصادر الطاقة وخطوط الأنابيب التي تضمن سيطرة الولايات المتحدة على الإقتصاد العالمي.

الرئيس المصري محمد حسني مبارك والذي كان يعتبر حليفا للولايات المتحدة وساهم بقوات مصرية في حرب الخليج الأولى(١٩٩٠-١٩٩١) وعلى الرغم من ذلك فقد عارض مخطَّط الشرق الأوسط الكبير وكان يرفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية في مصر مما أدى الى وضعه على قائمة المستهدفين منذ سنة ٢٠٠٥ وهو ماصرَّحَ به الى وزير خارجيته أحمد أبو الغيط بأنَّ "المتغطي بالأمريكان عريان." إن مصير محمد حسني مبارك وزين العابدين بن علي لم يكن بأفضل من شاه إيران محمد رضا بهلوي حيث تم اسقاطهما بالتعاون مع قائدة رئيسيين في الجيش وعلى رأسهم وزراء الدفاع في كلا البلدين. الرئيس الليبي معمر القذافي كان يعتقد أن قبوله تسليم برنامج ليبيا النووي كان سوف يحميه من الغضب الأمريكي إلا أنه كان مخطئا. الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان حليفا مقربا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب إلا أنه أيضا تم إسقاطه بل ومحاولة إغتياله بصاروخ أمريكي موجه تم إطلاقه من طائرة بدون طيار.

السيناتور الأمريكي من الحزب الجمهوري ريتشارد بلاك أدلى خلال مقابلة مع معهد شيلر الألماني للأبحاث بتصريحات خطيرة للغاية حول دور الولايات المتحدة في الأحداث في سوريا و أوكرانيا. الولايات المتحدة قامت باحتلال مناطق إنتاج القمح والنفط بهدف تجويع الشعب, إغلاق نظام النقل وزيادة معاناة السوريين خلال فصل الشتاء وتلك كانت الخطة البديلة بعد نجاح الجيش العربي السوري وحلفائه روسيا, إيران وحزب الله في تحقيق إنتصارات رئيسية في الحرب ضد الإرهاب في سوريا. وسائل الإعلام الغربية تنتهج سياسة شيطنة نظام الحكم في سوريا وتحميل الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية كاملة بينما يتم تجاهل دور الولايات المتحدة حيث قامت بتجنيد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وأرسلت عناصر من المخابرات المركزية الأمريكية الى سوريا من أجل التنسيق مع العناصر المتطرفة ومحاولة إسقاط نظام الحكم الشرعي.

إن الأسباب التي ساهمت في تأجيج الإحتجاجات والتي تعيدها وتكرِّرها وسائل الإعلام الغربية ليست إلا سراب وتضليل هدفها السيطرة على الجماهير وتوجيه غضبها في إتجاه مختلف يخدم الأهداف والمصالح الأمريكية وتنفيذ مخطَّط الفوضى الخلاقة. الفساد وتآكل الحريات وحقوق الإنسان هي ظواهر لا يخلو منها أي بلد في العالم بما فيها الولايات المتحدة ودول أوروبا وحتى كندا. الولايات المتحدة قام مباشرة بعد أحداث ١١/سبتمبر بإصدار قانون باتريوت الذي يسمح للسلطات بأن تعتقل المواطنين الأمريكيين وتتجسَّسَ على هواتفهم وبريدهم الإلكتروني بدون الموافقات القضائية المناسبة. موقع ويكليكس ليس إلا عملا استخباراتيا أمريكيا يستغل واجهة مزيفة هي جوليان أسانج الذي تم تسليط أضواء الإعلام عليه بهدف إقناع الجماهير بأنه بطل مناصر للحريات وضد الفساد. بينما على العكس تماما يتم إتهام موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن بأنه خائن.

الربيع العربي نجح في تحقيق أهدافه من وجهة نظر الولايات المتحدة إعلام دولة الإحتلال الصهيوني. ولعله من المفيد أن نلاحظ أن جميع الدول التي إشتركت أو ساهمت في حرب رمضان ١٩٧٣ قد تعرَّضت على مراحل الى عمليات التدخل الأمريكية تحت مسمى الثورات الملونة أو الربيع العربي. تونس, مصر, ليبيا, الجزائر, المغرب والعراق قدَّمت الدعم الى سوريا ومصر سنة ١٩٧٣ وجميعها الآن تعاني من إضطرابات سياسية وإقتصادية يتم العزف فيها على وتر الأقليات الدينية والعرقية والتلاعب بمشاعرها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment