Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, December 6, 2022

ثقب الأوزون, التغير المناخي والنفاق الأوروبي

القارة الإفريقية تضم بعضا من أكثر دول العالم فقرا حيث يعيش السكان على دولارين أو أقل في اليوم. حروب, مجاعات, إيدز, كوليرا بالإضافة الى وباء إيبولا القاتل حيث تحاول وسائل الإعلام الغربية ترويج تلك الصورة النمطية عن القارة السمراء والهدف التغطية على أحد أكبر عمليات النهب المنظم للثروات منذ مئات السنين. 

المساعدات الدولية التي يتم تقديمها الى دول إفريقية من منظمات دولية ومؤسسات غير حكومية ومانحين دوليين ورجال أعمال تحولت الى وسيلة من وسائل الحفاظ على سكان القارة الإفريقية تحت السيطرة. دول القارة الإفريقية أدمنت على المساعدات وأصبحت عاجزة عن النهوض بإقتصاداتها المحلية والمساهمة بحصة مؤثرة في الناتج الإجمالي المحلي العالمي.

هناك مؤتمر المناخ الذي عقد مؤخرا في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث قامت الحكومة المصرية بالإهتمام المؤقت المبالغ فيه في المدينة ومرافقها وهو ماسوف يختفي مع إنتهاء أعمال المؤتمر شعارهم:"نحن لا نكذب بل نتجمل" مع إحترامي للمثل الراحل أحمد زكي. إن تلك المؤتمرات والإجتماعات هي أكبر مساهم في التلوث البيئي والتغير المناخي حيث مئات الأشخاص الذين يستخدمون وسائط النقل المختلفة مثل الطائرات والسيارات التي تعمل بواسطة الوقود الأحفوري.

قمة المناخ التي تم عقد إجتماعاتها في مصر أكبر دليل على أن ظواهر مثل التغير المناخي والإحتباس الحراري ليست إلا أدوات سياسية يتم إستخدامها من أجل إبتزاز الدول الأخرى. القارة الإفريقية تساهم بما لايزيد عن ٣% من معدل الإنبعاثات الكربونية العالمي, نسبة لا تكاد تذكر وعلى الرغم من ذلك يتحدثون عن مساهمتها في مكافحة التغير المناخي وتخفيض إنبعاثاتها الكربونية.

هناك الكثير من التناقضات المثيرة للضحك أو الإستغراب حول القضايا المتعلقة بالبيئة وظواهر مثل التغير المناخي والإحتباس الحراري. خلال أزمة فيروس كورونا, إختفى ثقب الأوزون بسبب شبه توقف النشاط الصناعي والحجر المنزلي وحظر التجول في مختلف دول العالم. تخيلوا أن ثقب الأوزون الذي إستغرق مئات السنين حتى يظهر إختفى هكذا في بضعة أشهر. دولة نيجيريا التي تعتبر أكبر منتج للنفط في القارة الإفريقية يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر وبدون كهرباء. دولة النيجر وهي أحد أكبر منتجي اليورانيوم في العالم والذي يتم إستخدامه في تشغيل المحطات النووية التي تنتج الكهرباء في دول مثل فرنسا, يعيش الغالبية من سكانها بدون كهرباء.

المنظمات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ورؤوس الأموال الغربية ترفض تمويل أي مشاريع محلية متعلقة بالوقود الأحفوري في إفريقيا بينما تقدِّم التمويل الى مشاريع الطاقة البديلة وهو ما يثير التسائلات خصوصا أن مساهمة القارة الإفريقية في الإنبعاثات الكربونية العالمية لا يزيد عن ٣%. ولكن التناقض في أن الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة في الوقت نفسه تشجِّعُ الشركات الأمريكية على الإستثمار في مجال التنقيب عن النفط في دول القارة الإفريقية.

الأزمة الأوكرانية ليست أول الأزمات التي سوف تؤثر على إمدادات الطاقة العالمية ولن تكون أخرها والولايات المتحدة ودول أوروبية القت بكل مبائدها حول البيئة ومكافحة التغير المناخي في سلة المهملات عندما تعرضت مصالحها الى الخطر بسبب قطع واردات النفط والغاز من روسيا وتوجَّهت الى دول إفريقيا من أجل البحث عن المزيد من مصادر الطاقة. الولايات المتحدة زادت من صادرات من الغاز المسال الى دول القارة الأوروبية حيث تبيعه بأربعة أضعاف سعر السوق بينما تضع العوائق في طريق الدول التي ترغب في شركاتها في الإستثمار في قطاع الطاقة في دول إفريقية بإستثناء أن تكون الشركة أمريكية أو تسيطر على حصة مؤثرة فيها أحد الشركات الأمريكية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment