Flag Counter

Flag Counter

Thursday, December 29, 2022

العدوان الأمريكي على سوريا, حرب مصطلحات وتضليل إعلامي

إنَّ غسيل العقول وشراء الضمائر هو أحد أكثر المهمات نجاحا التي حقَّقتها الولايات المتحدة من خلال تدخُّلها في سوريا. وقد كنت حذَّرتُ في السابق مماهو قادم من كوارث مع إنتخاب باراك أوباما في منصب رئيس الولايات المتحدة وأنَّهُ سوف يكون لديه شيك سياسي على بياض من أجل القيام بما ترغب به النخب والمصالح واللوبيات التي أوصلته الى منصبه. ربيع الشر العربي هو أحد إنجازات باراك أوباما الرئيسية خلال ٨ سنين قضاها في البيت الأبيض.

عملية التدخل الأمريكي في سوريا هي جريمة عدوان دولي واضح على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة ولكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. إرسال وتجنيد مئات الآلاف من المرتزقة والمجرمين ومدمني المخدرات وتدريبهم وتسليحهم وعلاج جرحاهم هي مهمة ذات طابع دولي تولى أعبائه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتقديم التمويل كانت من مهمة المملكة العربية السعودية وقطر بشكل رئيسي حيث قدَّمت الأخيرة عشرات المليارات من الدولارات ودعمت بقوة ما أصبح يعرف بأنه "الجيش السوري الحر" والذي تم تغيير إسمه لاحقا الى جبهة النصرة.

وسائل الإعلام الأمريكية والعربية المتخمة من الدولارات والريالات التي تفوح منها رائحة النفط تقوم بشن حرب مصطلحات ضد سوريا في إطار عملية تضليل إعلامية موسعة يتم ممارستها بطريقة احترافية وفعالة. كان من الممكن أن يكون مقبولا إطلاق تسمية الجيش الكوبي الحر على الثوار الكوبيين الذين يقودهم الثلاثي فيديل وراؤول كاسترو وتشي غيفارا في أدغال جبال سييرا مايسترا ولكن الجيش السوري الحر ليس له من الحرية إلا التسمية بينما أعضائه في غالبيتهم من الأجانب ومن المجرمين ومدمني وتجار المخدرات والمختلين عقليا.

الولايات المتحدة تروِّجُ إعلاميا أنَّ هدفها من التدخل في سوريا هو حماية المدنيين ولكنهم هم المدنيون أنفسهم الذين يدفنون تحت ركام منازلهم بسبب قصف الطائرات الأمريكية وهم المدنيون أنفسهم الذين تفرض عليهم مختلف أنواع العقوبات التي تزعم أنَّها تستهدف الرئيس السوري وأركان حكمه وهم المدنيون أنفسهم الذين تسرق الولايات المتحدة نفطهم وقمحهم.

المثير للضحك أن الولايات المتحدة تروج من خلال وسائل إعلام عربية فاسدة مثل قناة الجزيرة القطرية والعربية السعودية للحرب الأهلية في سوريا لأن ذلك يجعل من عملية التدخل الدولي أمرا أكثر سهولة ولكن الحقائق على الأرض تتعارض مع ذلك. إن الغالبية من أعضاء الجيش السوري الحر ومن يلعب الدور الرئيسي في المعارك هم من الأجانب واستمر ذلك بعد أن تم تغيير المسمى من الجيش السوري الحر الى جبهة النصرة وأي تسمية أخرى وهي ليست إلا لعبة مصطلحات.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment