حتى نعرف ماهي ملامح مرحلة ما بعد الكورونا, علينا أن نتابع تصريحات السياسيين والمسؤولين الحكوميين الذين يتحدثون عن الوضع المعتاد الجديد(The New Norm). ارتداء الكمامات والتباعد الإجتماعي من ملامح الوضع الإعتيادي الجديد والنتيجة هي تسونامي إجتماعي وكارثة اجتماعية على مستوى غير مسبوق في تاريخ البشرية. كما أن التلقيح الإلزامي هو أحد ملامح المرحلة القادمة. الكثير من الدعاية الحكومية(الغوبلزية) التي تستخدم مصطلحات برَّاقة مخادعة تهدف الى إقناع الرأي العام بقبول ذلك الوضع الإستثنائي ومصادرة حرياتهم تحت تهديد ماأطلق عليه في وسائل الإعلام أنه جائحة كورونا. أنا لست ضد التطعيم من ناحية المبدأ ولست ضد أي دواء يساهم في حماية الأفراد والمجتمع ولكن مايحصل على هامش أزمة فيروس كورونا هو أكبر جريمة يتم ارتكابها ضد البشرية.
إن خيار تلقي لقاح فيروس كورونا من عدمه يجب أن يكون شخصيا وغير خاضع الى عمليات ابتزاز ومساومة مثل تلك التي يتم التخطيط لها حاليا مثل منع معارضي اللقاح من دخول الملاعب والصالات الرياضية من أجل حضور مباراة فريق الهوكي والبيسبول المفضل لديهم, أو دخول صالة التمارين الرياضية, أو السفر عبر شركات الطيران أو حتى تسوق احتياجاتهم اليومية من أحد المتاجر بدون تطبيق رقمي يثبت تلقيهم اللقاح. إن ذلك مايتم التخطيط له بالفعل وليس له أي علاقة بنظريات المؤامرة. بالإضافة الى مخالفة ذلك لأبسط قوانين الحريات الشخصية التي تصونها الدساتير والقوانين, فإنه ليس هناك ما يثبت أن لقاح فيروس كورونا أو من قبله فيروس إنفلونزا الخنازير آمن من دون أعراض جانبية ويساهم في الوقاية من المرض. إن تلك اللقاحات قد تم قبولها بموجب طلبات موافقة طارئة تم التقدم بها وبدون أن تمر على كافة مراحل الإختبارات الضرورية من أجل التأكد من فاعليتها وتحقيقها شروط الأمان المطلوبة. كما أن شركات الأدوية تقوم بتوقيع إتفاقيات إخلاء من المسؤولية مع الدول التي تبيعها اللقاح والتي بدورها تقوم بتوقيع نفس تلك الإتفاقية مع المرضى الذين يقبلون بتلقي اللقاح.
ولكن ذلك ليس إلا قمة جبل الجليد. إن رؤساء وزراء وسياسيين ونجوم برامج تلفزيونية ونخب مجتمعية مثل المثقفين والكتَّاب لايخفون مشاعرهم حول ضرورة إستغلال أزمة فيروس كورونا في تنفيذ أجندات لها علاقة بأمور مثل البيئة والتغير المناخي كما صرح رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو. ولكن أولئك السياسيون يناقضون أنفسهم حيث تمت الموافقة مؤخرا في كندا على خط أنابيب نقل النفط المثير للجدل وهو أمر بالتأكيد يتناقض مع دعوات حماية البيئة. عالم الفيزياء الفلكية نيل تايسون دعا البشرية الى بداية عهد جديد بأن يستمعوا الى العلماء والمختصين. إن ذلك نوع أخر من أنواع الديكتاتورية ومصادر حرية التفكير والرأي الحر. كما أنه هو الأخر يناقض نفسه وقد كان بالأولى أن ينتقد أمورا مثل السماح للمراهقة السويدية غريتا تورنبرغ أن تتحدث عن البيئة وأن تنتقد قادة العالم وتوبيخهم بسبب قضايا التغير المناخي والاحتباس الحراري. هل هي عالمة متخصصة في مجال البيئة حتى يسمح لها بذلك وتتحدث الى قادة العالم وفي الأمم المتحدة؟
لو أننا نستمع الى نظريات المؤامرة لصدقنا أن هناك وباء يحل بالبشرية كل مائة عام والتطابق مدهش الى درجة كبيرة. وباء فيروس كورونا 2020, وباء الإنفلونزا الإسبانية 1920, وباء الكوليرا 1820 وطاعون باريس 1720 والذي كان مرضا محليا معديا ولم يتخذ صفة جائحة عالمية ولكن وسائل الإعلام مازالت تصفه بأنه وباء وذلك يخدم سياسة التخويف والتهويل التي تتبعها وسائل الإعلام الرئيسية. والسؤال هو ما هي فوائد إعطاء الأدوية واللقاحات في بيئة لاتتوفر على أدنى الشروط الصحية والبيئية؟ إن مهمة اللقاح هو تحفيز جهاز المناعة ولكن ماهي أسباب تطعيم أطفال لم يكتمل بناء جهازهم المناعي وهم يستمدون مناعتهم من حليب الأم عبر الرضاعة الطبيعية؟ لايمكن الإعتماد كليا على المعلومات التي تزعم أن إطالة عمر الإنسان والإنخفاض في معدل وفيات المواليد سببه حصريا هو اللقاحات والأدوية. هناك قاعدة مهمة علينا أن نفهمها هو أنه عندما يضرب مرض ما في مكان ما, سوف يضرب بقوة رغم كل اللقاحات والأدوية. طاعون عمواس أصاب البلاد الإسلامية رغم أن النظافة عند المسلمين من الإيمان ولكن عدة موجات من الطاعون أصابت أوروبا بسبب عاداتهم الصحية السيئة حيث كانوا لايستحمون إلا فيما ندر بالإضافة الى قتلهم القطط باعتبارها من رموز السحر والشعوذة. إن الأدوية واللقاحات تساهم في التقليل من نسبة الأمراض السارية والمعدية ولكن الأولوية تبقى لنظافة الجسد والمكان وتوفر مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي وإلا لافائدة من كل الأدوية والمطاعيم المتوفرة في العالم.
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
النهاية
No comments:
Post a Comment