أعلنت وسائل إعلام وصحف منذ يومين عن خبر وفاة الفنان المصري هادي الجيار متأثرا بإصابته بفيروس كورونا حيث تم إسعافه الى أحد المستشفيات إلا أن توفي في اليوم التالي. ما تجاهلته أغلب وسائل الإعلام أن الفنان هادي الجيار قد أجرى جراحة قلب مفتوح قبل فترة مما يؤدي بالفعل الى رح تسائل: هل وفاة الفنان ناجمة عن مضاعفات ناجمة عن العملية التي أجراها أم بسبب فيروس كورونا؟ إن عائلة كورونا تضم عدد من الفيروسات منها تلك التي تسبِّبُ الإنفلونزا الموسمية. كما أن وسائل الإعلام المختلفة ذكرت أن فيروس كورونا هو سبب الوفاة وليس كوفيد-19 أو كوفيد المستجد.
واستمرارا لنشر مسلسل الذعر والخوف من أجل التأثير على العوام ودفعهم الى قبول لقاح كورونا فقد تم الإعلان عن ظهور سلالة جديدة للفيروس في اليابان نتيجة إصابة مسافرين يابانيين قادمين من البرازيل. يعني حتى الآن هناك ثلاثة سلالات جديدة للفيروس في بريطانيا, جنوب إفريقيا والبرازيل. وقريبا جدا سوف يكون لكل دولة سلالة خاصة بها من فيروس كوفيد-19 حيث تجد السلطات المسؤولة سببا إضافيا في استمرار إجرائات الإغلاق والحظر وتدمير الإقتصادية ونفسية مواطنيهم. إن كل تلك الإجرائات الخرقاء لم تمنع تفشي الفيروس منذ بدايته فكيف إذا سوف تمنع تفشي السلالات الجديدة؟
تحور الفيروسات هو أمر طبيعي واعتيادي وهو مانشهده في الإنفلونزا الموسمية أو في الفيروسات التي تصيب الطيور والحيوانات الأخرى. حتى أن بعض الحيوانات قد تصاب بأحد أنواع الفيروسات الذي يبقى ضعيفا بسبب قدرة جهازها المناعي القوية مثل فيروس الإيدز الذي يصيب القرود والشمبانزي. إعدام مئات الآلاف من حيوانات المنك في الدانمرك بسبب تفشي فيروس كورونا وقريبا قد نشهد إعدام ملايين القطط والكلاب حيث ثبت أيضا أن فيروس كورونا ينتقل إليها من الإنسان.
إن كل إجرائات الحظر عبثية ولم ولن توقف الفيروس الذي هو عبارة عن نوع من أنواع الإنفلونزا لايختلف كثير عن الإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا الإسبانية التي فتكت بعشرات الملايين من البشر سنة خلال عشرينيات القرن الماضي. إن عوامل مثل توفر الرعاية الصحية المناسبة والبنية التحتية مثل مياه الشرب النظيفة, تصريف المجاري ومياه الأمطار هي عوامل رئيسية في المساهمة في تقليل نسبة الوفيات والتي لم تكن متوفرة خلال الفترة التي عانى منها العالم من الإنفلونزا الإسبانية. وقد نصح مجموعة من رجال الأعمال المصريين بعدم تطبيق إجرائات الحظر والإغلاق والاكتفاء بتعزيز إجرائات مثل ارتداء الكمامة, التباعد الإجتماعي والنظافة الشخصية لأن ذلك سوف يدمر الاقتصاد وقد تعرضوا للسخرية على الرغم من أنه مع مرور الوقت, تبين أن وجهة نظرهم هي الصائبة.
إن منظمة الصحة العالمية برأي هي الوباء الحقيقي حيث أن التخبط في تقاريرها حول فيروس كورونا المستجد يؤدي الى زيادة حالة الذعر والفزع. على سبيل المثال فقد نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا أن مناعة القطيع لن تتحقق هذا العام وطالبت بعدم التفائل بخصوص ذلك. هو أمر مستغرب خصوصا مع بدء حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في مختلف دول العالم وظهور أدلة على أن نسبة الوفيات المرتفعة نتيجة فيروس كورونا ليست إلا عملية تلاعب بالأرقام والإحصائيات. في الولايات المتحدة يتم إرسال فواتير طبية الى شركات التأمين من المستشفيات والتي لها مصلحة مادية في وضع مرضى على جهاز التنفس حتى لو كانوا مصابين بمرض رئوي ليس له علاقة بفيروس كوفيد-19 أو لا تتطلب حالتهم ذلك. في دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا, كان يتم تسجيل سبب الوفاة فيروس كورونا على الرغم من أن المريض لديه أمراض مسبقة مثل القلب أو السكري أو أمراض رئوية تعرِّضُ حياته الى الخطر بسبب إصابته كورونا المستجد وأن سبب الوفاة الحقيقي قد يكون ذبحة صدرية ولكن على الرغم من ذلك, يتم تسجيل سبب الوفاة بأنها إصابة بفيروس كورونا.
يبدو أن سيناريو فيروس كورونا قد حقق نجاحا باهرا لشركات الأدوية والمنتجات الطبية ويبدو أن مسلسل الفيروسات مستمر حيث تتحدث التقارير عن عدد من احتمالات العدوى الفيروسية التي قد تتحول الى جائحة منها سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور وفيروس غامض في البرازيل.
هناك دول اعتبرت كأن فيروس كورونا لم يكون وهي دول تتميز بشتائها القارس والطويل ولذلك لا تصرف جهدها وطاقتها في الحديث عن موجات من الإصابة بفيروس كورونا لأن ذلك بلا جدوى. السويد هي إحدى هذه الدول من المفيد في ختام الموضوع التحدث عن طريقة السويد في التعامل مع فيروس كورونا. إجرائات السويد اقتصرت على منع التجمع لأكثر من 50 شخص, التأكيد على التباعد الإجتماعي وإبقاء المدارس من 1-16 عاما مفتوحة. النتيجة هي في الإحصائات التالية:
- أقل من عشرة معلمين في مرحلة ما قبل المدرسة و20 مدرسا دخلوا العناية المركزة بسبب إصابتهم بفيروس كورونا أي بما نسبته 20/100000 وذلك حتى 30/يونيو/2020.
- بلغ معدل إصابة طلاب المدارس من سن 1-16 النسبة 1/130000 وذلك يعني 15 طفلا من 1.95 مليون طفل تم إدخالهم الى العناية المركزة بسبب فيروس كورونا وذلك حتى 30/يونيو/2020.
- إن عدد الوفيات لأسباب مختلفة بين في الفئة العمرية 1-16 خلال الفترة من نوفمبر/2019 الى فبراير/2020 بلغ 65 حالة وفاة مقارنة مع عدد وفيات بلغ 69 حالة من مارس/2020 الى يونيو/2020 مما يعني ثبات معدل الوفيات بشكل عام وتسجيل عدد منخفض من الوفيات بسبب فيروس كورونا.
ولكن تلك الإحصائيات تقتصر على القطاع التعليمي ويؤخذ على السويد أنها سجلت أكبر عدد وفيات في الدول الإسكندنافية وأن عدد الوفيات يوميا 5.92 لكل مليون حيث تحتل بريطانيا المرتبة الثانية بمعدل 4.48 لكل مليون. ولكن نصف عدد الوفيات كان من كبار السن وهم الفئة الأكثر تعرضا لمخاطر الوفاة بسبب فيروس كورونا. وهناك نعود الى لعبة الأرقام مرة أخرى. لو فرضنا أن نصف عدد الوفيات اليومية من كبار السن, هل تتوفر إحصائيات لدي من ينتقدون أسلوب السويد في إدارة الأزمة على نسبة من يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والسكري وأمراض أخرى؟ والسؤال الأخير هو كم شخصا في السويد يتمتعون بكامل صحتهم ومن الفئة العمرية الشابَّة كانوا ضحية الوفاة بسبب فيروس كورونا.
روابط مهمة:
Open Schools, Covid-19, and Child and Teacher Morbidity in Sweden
https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMc2026670
Has Sweden’s controversial covid-19 strategy been successful?
https://www.bmj.com/content/369/bmj.m2376
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment