الحديث عن فيروس كورونا أصبح يشغل مساحة واسعة من صفحات وسائل إعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي حيث تحول كل من يملك صفحة فيسبوك أو قناة يوتيوب الى طبيب متخصص في نشر الإشاعات والمعلومات المغلوطة, والأهم التفاهة. الفيروس بدأ في الصين في مدينة ووهان ثم انتشر في العالم بأكمله مع استثناءات قليلة مثل جمهورية الجبل الأسود والسلفادور التي سارعت وفور ظهور الوباء في الصين الى تطبيق إجرائات مشددة ولم تنتظر وصوله الى أراضيها وخروجه عن السيطرة. هناك دول لم تأخذ الأمر بجدية مثل إيطاليا, إسبانيا وفرنسا, والآن تعتبر بؤرا للوباء. في إيطاليا, تجاوز عدد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا الصين التي لم تسجل حالات إصابة محلية لليوم الثاني على التوالي. الإجرائات التي اتخذتها الصين أثبتت فعاليتها على الرغم من شدتها حيث هناك دول الآن سوف تبدأ أو قد بدأت في تطبيق إجرائات الحظر الصحي الجماعي وحظر التجول وإن كان ذلك متأخرا.
هناك مجموعة تطورات ومعلومات مهمة فيما يتعلق بفيروس كورونا. بداية, هناك تفشي الإصابات في بعض البلدان مقابل تراجعها في بلدان أخرى. بينما هناك بلدان مثل كوريا الجنوبية تراجع فيها عدد الإصابات ثم عاد وارتفع من جديد. عدد الوفيات مرتفع في بلدان مقابل انخفاضه في بلدان أخرى. دول مثل إيطاليا وإسبانيا تأخرت في تنفيذ إجرائات الحجر الصحي ربما خوفا على قطاع السياحة أو بسبب اللامبالاة والنتيجة آلاف الإصابات والوفيات. الفئات الأكثر عرضة للمرض والتي تعتبر حالات حرجة هم كبار السن(+60), النساء الحوامل, الأطفال, ذوي المناعة الضعيفة والأهم من لديهم ظروف صحية مسبقة مثل أمراض القلب والأهم أمراض الجهاز التنفسي. هناك عدد كبير من الأشخاص قد يصاب بفيروس كورونا ولا تتطور الأعراض لديه ولا يحتاج الى الذهاب للمستشفى وبالتالي يشفى من دون الحاجة الى عناية خاصة. هناك دعوات تعتبر أنه محاصرة الفيروس سوف تؤدي الى ظهوره مرة أخرى والحل بالتالي إصابة أكبر عدد من المواطنين(مناعة القطيع) وتكون لديهم حصانة. إن تلك دعوات خاطئة تبناها عدد من القادة الأوروبيين مثل رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون دول أوروبية مثل السويد. وتلك الدعوات خاطئة لأنه هناك حالات قد أصيبت مرة أخرى بالفيروس بعد شفائها وتعافيها التام وليس هناك دليل علمي أو فحوصات أجريت على أشخاص تم شفائهم وأثبتت عدم إصابتهم بالفيروس مرة أخرى.
وحتى نجيب على السؤال حول ظهور الفيروس وأسباب انتشاره, علينا أن نفتش عن المستفيد.
هناك تصريحات متبادلة بين الرئيس الأمريكي ومسؤولين صينيين أن الصين هي المسؤولة عن إنتشار الفيروس حيث وصف الرئيس الأمريكي كورونا بأنه (فيروس صيني) ورد عليه مسؤول حكومي صيني بأن الجيش الأمريكي هو المسؤول عن نشر الفيروس خلال دورة ألعاب عسكرية اولمبية في مدينة ووهان في الصين. الرئيس الأمريكي عرض مبالغ خيالية على شركة دواء المانية(كيور فاك) مقابل انتقالها الى الولايات المتحدة والهدف هو إحتكار لقاح كورونا التي أوشكت الشركة على اكتشافه. المسؤولين الصينيين ذكروا أنه سنة 2015, مجلة طبية أمريكية هي (Nature Medicine) ذكرت أن علماء أمريكيين تمكنوا من تطوير نسخة من فيروس كورونا له تأثير خطير على الإنسان. إذا, خطوط البحث جميعها تتقاطع في مدينة ووهان في الصين حيث بدأ الفيروس من سوق لبيع الحيوانات وذلك أفضل سيناريو للتغطية على الفاعل الحقيقي والهدف من نشر الفيروس. الصينيون ومنذ عقود يأكلون جميع أنواع الحيوانات الغريبة ومنها الخفافيش ولم تظهر تلك الأمراض لديهم. وعلينا أن لا ننسى أن إنفلونزا الخنازير ظهر في بلدة مكسيكسة صغيرة لايوجد فيها خنازير ورغم ذلك أطلقت عليه تلك التسمية في محاولة تضليل إعلامي حول منشأ وأصل الفيروس.
ماكينة إعلامية هائلة تعمل بتنسيق وتناغم ضد الصين بدأت بتوجيه الاتهامات الى الحكومة الصينية بأنها إفتعلت أزمة فيروس كورونا من أجل تأميم الشركات الأجنبية العاملة في الصين وشرائها بمقابل منخفض. كما تم التركيز من قيام شركات صينية للاستحواذ على شركات أجنبية أو حصص مؤثرة فيها خارج الصين مستغلة إنهيار سوق الأسهم والبورصات. مع الأخذ بالملاحظة أن تلك الأخبار لم تذكر أي معلومات تفصيلية عن تلك الاستحواذات ولا أسماء الشركات التي تم الاستحواذ عليها. وكما أن الصين قادرة على إستغلال تلك الفرصة, شركات وول ستريت وبنوك غربية قادرون على استغلالها وذلك ليس غريبٌ عليهم حيث لهم سوابق في التاريخ.
شركات الأدوية وأغليها شركات أمريكية أوروبية هي المستفيد الأكبر حيث ارتفعت قيمة أسهمها في وقت تشهد فيه البورصات تراجعا ملحوظا بسبب الركود الاقتصادي بسبب تطبيق إجرائات مكافحة فيروس كورونا التي تقيد حرية الحركة والسفر. شركات صناعة المستلزمات الطبية حققت مبيعات خيالية خصوصا شركات صناعة المعقمات والكمامات حيث نفذت من الأسواق تلك المستلزمات الضرورية. حتى شركات صناعة المنظفات حققت أرباحا خيالية بعد أن أصبحت الأيدي تتلقف بضائعها من الرفوف بمجرد وضعها عليها. البحث عن المستفيدين ماديا سوف يقود الى اكتشاف من يقف وراء نشر فيروس الكورونا مع التركيز على حركة بيع وشراء الأسهم في البورصات وأسواق الأسهم المعروفة حيث سوف يكون هناك حركة بيع وشراء إستثنائية تسبق أي أزمة إقتصادية أو أزمة عالمية مثل أزمة فيروس كورونا. والعرب تكاد لا تجد لهم ذكرا في أزمة كورونا إلا عند الحديث عن عدد المصابين والوفيات, لا أبحاث طبية ولا لقاحات ولا علاجات ضد فيروس كورونا ولا غير كورونا, وكما تحدث عنهم محمد الماغوط:"والعرب يغسلون الصحون."
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية
No comments:
Post a Comment