Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, December 18, 2018

كيف تخدم التنظيمات الإرهابية مصالح الدول الغربية في المنطقة والعالم؟

تنظيم داعش ليس إلا مجرد عصابة من اللصوص وقطاع الطرق الذي قاموا بإستخدام الإسلام وتفسيرات خاطئة للنصوص الدينية لتبرير مستوى غير مسبوق من العنف والأعمال الوحشية والإجرامية بحق السكان المسالمين خصوصا الأقليات الدينية مثل اليزيديين والمسيحيين في كل من العراق وسوريا. كما أنهم في كلا البلدين, قاموا بتنصيب أنفسهم حماة للسنة ضد حكومات وأنظمة يصفونها بأنها طائفية ومستبدة. إن تنظيم داعش يقوم بتمويل أنشطته الإجرامية عبر مبيعات النفط, الخطف من أجل الفدية, ومصادرة الأملاك والأموال للمعارضين له ومن يصفهم بالكفار خصوصا المسيحيين. كما أن التنظيم قام بإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بفاعلية من أجل تجنيد الأعضاء خصوصا من دول أوروبا وجمع التبرعات. لقد نجح التنظيم والذي يعتبر وارثا لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في تأسيس حكمه على أساس من التوحش والرعب ونجح في التسلل إلى دول أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وذلك عبر موجات اللاجئين التي عبرت إلى القارة الأوروبية وتم تنفيذ هجمات دموية راح ضحيتها المئات من الأبرياء. كما أن التنظيم بتحريضة على هجمات الذئاب المنفردة للمتعاطفين معه في الدول الغربية قد جعل مهمة الأجهزة الأمنية في تعقب أتباعه ومحاولة الحد من فاعليتهم أكثر صعوبة.
إن الأفعال التي يقوم تنظيم داعش وتنظيمات أخرى مثل القاعدة, جبهة النصرة والجيش الحر بارتكابها لا تخدم إلا أهداف ومصالح الدول الغربية وليس لها أي علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد. كما أن تلك الأعمال التي تشمل تجارة الأعضاء البشرية, التهريب, بيع وشراء السبايا, تجارة الأثار والسلاح من بين أعمال أخرى ليس لها علاقة بالإسلام وتسيئ لصورة المسلمين حول العالم على أنهم إرهابيون, مجرمون و منحلين أخلاقيا. في سوريا على سبيل المثال, تقوم تنظيمات توصف من قبل دول وحكومات غربية من أنها معتدلة بقطع رؤوس المدنيين والعسكريين على حد سواء وكذلك بعمليات إعدام وقتل بشعة تستخدم فيها الأطفال وتحتجز المدنيين كدروع بشرية. في ضاحية دوما, إحدى مناطق الغوطة الشرقية حيث كان جيش الإسلام يمارس حكم التوحش, تم احتجاز مدنيين مختطفين خصوصا من منطقة عدرا العمالية في أقفاص لمنع تقدم قوات الجيش العربي السوري وتحرير المنطقة. وفي منطقة مخيم اليرموك والتي كانت تحت سيطرة فصائل من عصابات الجيش الحر قبل أن تتنازع تنظيمات جبهة النصرة وداعش السيطرة على المنطقة, تم تنفيذ عمليات إعدام بقطع الرأس, الطعن حتى الموت, إطلاق الرصاص وحرق مدنيين أحياء. أما في العراق, فقد تفوق أعضاء تنظيم داعش على نظرائهم في سوريا حيث تم تنفيذ عمليات إعدام لمئات الأشخاص دفعة واحدة وعمليات خطف من أجل الفدية وعمليات إعدام بشعة خصوصا قطع الرؤوس, والحرق أحياء والإغراق وتجنيد الأطفال للقيام بأعمال قتالية.
إن السياسة الإعلامية الغربية والبروباغندا التي تمارسها وسائل الإعلام في الدول الغربية من محطات تلفزيونية وإذاعية وصحف ومواقع على الشبكة العنكبوتية لا تخرج عن نطاق دفاعها عن إرهاب التنظيمات الأصولية بإسم المعارضة المعتدلة خدمة لأهداف وتوجهات الدول الغربية وسياستها في المنطقة. ولعل الجميع تابع إعلاميا كيف تتصرف دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع أعمال العنف والشغب والتخريب التي ترافق المظاهرات التي يقوم بها المواطنون في تلك الدول. ففي الولايات المتحدة, قد تصل الأحكام بسجن من يشاركون في المظاهرات المرخصة أو الغير مرخصة على حد سواء إلى السجن المؤبد خصوصا إذا رافقتها أعمال تخريب الممتلكات العامة والخاصة أو مقاومة الإعتقال والإعتداء على رجال الشرطة. أما في بريطانيا, فقد تعاملت السلطات بحزم مع كل عمل تخريبي يترافق مع المظاهرات قد تكون أسبابها إقتصادية أو لها علاقة بالبيئة أو ضد العولمة. وكذلك في فرنسا والتي شهدت مظاهرات أصحاب القمصان الصفر احتجاجا على قرارات إقتصادية لحكومة الرئيس ماكرون لعل أهمها زيادة أسعار الوقود. أما إذا إنتقلت تلك الوسائل الإعلامية إلى دول مثل سوريا أو العراق, فسوف تنقلب الصورة إعلاميا ١٨٠ درجة وتتحول التنظيمات الإرهابية إلى معتدلة والمتظاهرين الذي يحملون الأسلحة إلى سلميين ولهم مطالب عادلة. الترويج لتنظيم الخوذ البيضاء الإرهابي هو مثال على تلك النوعية من السياسات الإعلامية المتحيزة حيث أنه ليس عبارة إلا عن  تنظيم مسلح يتبع جبهة النصرة يحمل أعضائه السلاح ويشاركون في تنفيذ عمليات قتالية في الليل بينما في النهار يعملون بدوام كامل لتصوير عمليات إنقاذ أو هجمات مفبركة بالأسلحة الكيميائية.
إن أهداف الدول الغربية من الدعم اللوجستي والإعلامي الذي يتم تقديمه للتنظيمات الإرهابية هو تلميعها وتقديمها للرأي العام العربي على أنها معتدلة وصالحة لتسلم الحكم وفق ديمقراطية يتم تفصيلها على مقاس الدول الغربية وخدمة لمصالحها في المنطقة. تلك المصالح ليس لها أي علاقة بالإنسانية وحقوق الإنسان بل تستخدمها كذريعة للتدخل في شؤون دول المنطقة وخلق خطوط صراع وتقسيم دول المنطقة على أسس مذهبية وعرقية. تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في مصر تلقى دعما إعلاميا وماليا من دول غربية ودول عربية تدور في فلك الولايات المتحدة رغم أن له تاريخا حافلا بالعنف. المرشحة الرئاسية السابقة ووزيرة الخارجية الأمريكية خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما عملت عرابة للانتقال الديمقراطي والسلمي المزعوم للحكم في المنطقة والذي كان يهدف على وجه الخصوص إلى تسليم تنظيم الإخوان المسلمين في دول مثل تونس, مصر, ليبيا وأخيرا سوريا كرسي الحكم حيث سوف تصدر الفتاوي الدينية التي كانت سوف تفصل على مقاس المصالح الأمريكية والغربية. إن الحملة الممنهجة والمعتمدة في وسائل الإعلام الغربية لتشويه صورة الإسلام وتعميم كلمة الإرهاب الإسلامي في المنطقة يخدم كل ما سبق ذكره لتقديم تلك التنظيمات الإرهابية على أنها ممثلة للإسلام والمسلمين وأن أفعالها تعبر عن الإسلام وبالتالي تبرير الحرب على الإرهاب وتقديم الذرائع لاستمرار تلك الحرب وديمومتها. كما أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك التنظيمات في دول أوروبية لا تخدم الإسلام بل تخدم سياسات تلك الدول في مصادرة حريات المواطنين والتجسس على اتصالاتهم الهاتفية ومراسلاتهم عبر الشبكة العنكبوتية بذريعة مكافحة الإرهاب.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment