Flag Counter

Flag Counter

Friday, December 28, 2018

ماهو تأثير وسائل الإعلام على العقل العام وطريقة تفكيره وطبيعة القرارات التي يتخذها

هناك نقاش يدور بشكل مستمر بين المتخصصين في مجال الدعاية والإعلان وخبراء التسويق محوره طبيعة النفس البشرية, وهل يمكن أن تتغير وتتبدل؟ هل سوف تكونة مرنة تستجيب للتغيرات أم تتصف بالعناد وغير قابلة للتكيف مع الظروف والمستجدات الطارئة؟ إن الرأي العام قابل للتحول والتأثر بعاملين اثنين: الأول هو عامل داخلي يتمثل في تأييد الرأي العام لقضايا معينة بسبب توافقها مع أهواء ورغبات النفس البشرية. الثاني هو عامل خارجي يتمثل بتأثير الأسرة, المدرسة أو وسائل الإعلام المختلفة.  عالم الأحياء الأحياء الشهير د.بروس ليبتون(Bruce Lipton) شرح في إحدى المقابلات الأهمية التي تمثلها وسائل الإعلام خصوصا البرامج التلفزيونية التي تؤثر على طريقة حياتنا خصوصا في أول سبعة سنين من عمر الطفل بنسبة 95% حيث يستمر ذلك التأثير لفترة زمنية غير محدودة حتى بعد بلوغه سن الرشد.
هناك ثلاثة أراء فيما يتعلق بتأثير وسائل الإعلام المختلفة على العقل العام(Public Mind). الرأي الأول يقول بأنه لا يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر في العقل العام وفي القرارات التي يمكن أن يتخذها أو ردات الفعل التي يبديها تجاه قضايا معينة. وإن كان برأي الشخصي, فذلك يجانب الصواب ولكن لكل قاعدة إستثناء. ويمكن أن نتخذ من الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها رجل الأعمال دونالد ترامب مثالا على صواب وجهة النظر تلك. فقد كانت أغلب الصحف الأمريكية والمحطات الإذاعية وعدد كبير من المشاهير والشخصيات العامة يعارضون دونالد ترامب ولكن الرأي العام لم يتأثر وفاز على منافسته هيلاري كلينتون التي كانت تتمتع بتأييد كبير من وسائل الإعلام المختلفة. هناك الكثير من الأمثلة الأخرى والتي يمكن أن نجدها في أي دولة حول العالم حيث يفوز بالإنتخابات أشخاص لا يتمتعون بأي تأييد من وسائل الإعلام وقد يخسر أشخاص الإنتخابات على الرغم من تلقيهم الدعم من عدد كبير من وسائل الإعلام المؤثرة. الصحفي والناقد الإجتماعي الأمريكي هنري لويس منكن(H. L. Mencken) قد صرح في إحدى مقالاته التي نشرها سنة 1914 بأن الرجل المثقف والمتعلم لا يأبه بما ينشر في الجرائد والصحف. الرأي الثاني هو أن الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ليست إلا مرآة تعكس وجهات النظر التي يمثلها العقل العام وردات فعله تجاه قضية ما و ذلك برأي تحليل غير منطقي ويجانب الصواب خصوصا حيث أنه قد يساوي بين طريقة تفكير الفرد والجميع, بين الرأي العام الفردي والرأي العام الجمعي(رأي الجماهير). ولكن هناك رأي ثالث يرى أن وسائل الإعلام تترك تأثيرا على العقل العام وطريقة تفكيره وإتخاذه للقرارات وأن تلك أمور يمكن قياسها وتقديرها بشكل مسبق وبنسبة كبيرة من الدقة.
وبالنسبة إلى مستشار العلاقات العامة, الأمر لا يتعلق بمجرد رواية الحقائق حول قضية ما لجذب إنتباه المتابعين أو سلعة ما لجذب مشترين محتملين, بل بالكيفية التي سوف يتم عرض تلك الحقائق بحيث تلقى قبولا لدى الجماهير. وفي سبيل تحقيق ذلك, على مستشار العلاقات العامة القيام بدراسة شاملة لوسائل الإعلام المختلفة وكيفية الإستفادة منها والطريقة التي يمكن من خلالها طرح قضية ما أو الترويج لسلعة ما وأي من وسائل الإعلام يمكن إستخدامها لتحقيق أفضل عائد مقابل الجهد والوقت المبذول في سبيلها. مثال بسيط هو الإعلانات المتعلقة بالحد من النسل أو موانع الحمل حيث لا يمكن أن تلقى تلك الأراء أي شعبية أو ردة فعل إيجابي حتى لو قبلت بالدعاية لها مقابل المال وسائل إعلام محافظة سوف تخاطر في تلك الحالة بخسارة جمهورها المحلي ودخلها من عائدات الدعاية والإعلان من الشركات التي تتبع التوجه المحافظ. إن القدرة على تحقيق أقصى استفادة من الطريقة التي يعتمد عليها العقل العام في إتخاذ القرار تتطلب من مستشار العلاقات العامة المهارة في قياس ردة الفعل وتوقع النتائج المترتبة عليها وتلك عملية تراكمية حيث تزداد خبرات من يعمل في ذلك المجال مع مرور الوقت وازدياد عدد القضايا التي يعمل عليها كما ونوعا.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية


النهاية

No comments:

Post a Comment