Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, October 30, 2018

ثورة الإعلام الرقمي في عصر الرأسمالية وقوى التدمير الخلاق

في عصرنا الحالي, تحول الإعلام إلى سلاح فتاك من الممكن بواسطته إزعاج الخصوم وإسقاط الأنظمة والقيام باعمال الدعاية السلبية ضد الأعداء بدون خوض الحروب وجها لوجه حيث العدد الكبير من الضحايا والخسائر المادية. ولكن وسائل الإعلام التقليدية التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: مرئية كالتلفاز, مسموعة كالاذاعة ومكتوبة كالصحف على إختلاف أنواعها من يومية أو أسبوعية, قد بدأت بالإندثار لصالح إعلام الشبكة العنكبوتية, المدونات ووسائل التواصل الإجتماعي. فقد أصبح في متناول أي شخص إنشاء حساب على الفيسبوك أو تويتر, أو نشر فيديوهات على مواقع كاليوتيوب أو إنشاء مدونة على أحد مواقع المدونات وهي متعددة وتوفر خيارات متنوعة.
إن الشبكة العنكبوتية قد فتحت أفاقا جديدة أمام الراغبين في دخول مجال الصحافة بعيدا عن سلطة وسائل الإعلام التقليدية حيث أصبح من الممكن بمعدات بسيطة وبأقل الإمكانيات تأسيس محطة إذاعية على الشبكة العنكبوتية وجذب شريحة أكبر من المتابعين ضمن رقعة جغرافية أوسع ممن لديهم إمكانية إستخدام الإنترنت وهم بالتأكيد أكثر من متابعي محطات الإذاعة التقليدية المحصورة في بقعة جغرافية ضيقة. وسائل الإعلام التقليدية والتي تواجه منافسة شرسة من نظيرتها الرقمية بدأت بخسارة مواقعها ولكن بعضها بدأ بالتكيف مع ذلك الواقع حيث بدأت بعض الصحف ووسائل الإعلام المكتوبة, بعضها مجاني وبعضها الآخر يتطلب اشتراكا شهريا مدفوعا,  بإنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية بينما أعلن بعضها الأخر خططه للإنتقال للعالم الرقمي بشكل دائم. حتى أن بعض الصحف بدأ بنشر لقائات مرئية وتقارير مصورة على مواقعها في الإنترنت وبالتالي خرجت من الصورة النمطية التي عرفت بها الصحف بكونها وسيلة إعلامية مكتوبة. وسائل الإعلام المسموعة بدأت كذلك بالتكيف مع منافسة نظيرتها الرقمية بالبث المباشر صوتا وصورة على شبكة الإنترنت والنقل المباشر للأحداث والأخبار وبالتالي فقد بدأت بالتحول التدريجي إلى ما يشبه المحطات التلفزيونية مما فتح لها آفاقا جديدة ومجالات واسعة من العمل الإعلامي. إن تلك الثورة في مجال الإعلام وبروز وسائل التواصل الاجتماعي شغلت دورا رئيسيا فيما يعرف بثورات الربيع العربي وذلك من خلال تحشيد المتظاهرين وتبادل المعلومات حول أماكن التظاهر ونصائح حول كيفية تجنب رجال الأمن والتعامل مع الغاز المسيل للدموع.
الإقتصادي الأمريكي من أصل نمساوي جوزيف شومبيتر تحدث عن "التدمير الخلاق" وترجمتها بالإنجليزية (Creative Destruction) وأن الرأسمالية تجدد نفسها وتتكيف مع المستجدات الزمانية والمكانية وتطور قدراتها على النجاة في عالم سريع الإيقاع يتبدل ويتغير باستمرار. وحتى نفهم كيف تعمل قوى التدمير الخلاق فعلينا أن نذكر فن التصوير التقليدي كأحد ضحايا قوى التدمير الخلاق. فقد أدى التطور التكنولوجي في صناعة الكاميرات وعدسات التصوير إلى بداية ظهور الهواتف النقالة التي يمكنها من التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو التي قد لا تزيد مدتها عن عشرة ثواني. كما أن ذلك التطور في مجال التصوير قد صاحبه تطور موازي في مجال برمجيات تخزين الصور ومعالجتها وحتى طباعتها بواسطة طابعات متخصصة أسعارها جعلتها في متناول شريحة واسعة من المستهلكين ممن يقومون بإلتقاط صورهم ومعالجتها وطباعتها بأنفسهم حيث يلعب عامل الحفاظ على الخصوصية دورا مهما. ومع التقدم التكنولوجي في مجال صناعة الهواتف النقالة, فقد أصبحت بعض الهواتف تمتلك ذاكرة تمكنها من الاحتفاظ بآلاف الصور وعدة ساعات من مقاطع الفيديو وبجودة عالية مع إمكانية زيادة ذلك بشريحة ذاكرة إضافية تضاف إلى جهاز الهاتف وتباع بشكل منفصل. وانتقل ذلك التطور لكاميرات التصوير التي أصبحت تلتقط الصور الرقمية وكذلك مقاطع الفيديو وتمتلك سعة تخزين مرتفعة ويمكن زيادتها كذلك بواسطة شرائح ذاكرة إضافية.
في عالم الإعلام الرقمي وتقدم وتطور تقنيات وتكنولوجيا التصوير, أصبح النقاش حول الخصوصية يحتل حيزا واسعا في وسائل الإعلام. مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا موقع فيسبوك شغلت المواقع الإخبارية مؤخرا بقضايا متعلقة بانتهاك الخصوصية, الإتحاد الأوروبي يحقق في إنتهاك موقع الفيسبوك لقوانين حماية الخصوصية و يقرر فرض غرامات باهظة في حال ثبوت تهمة الإهمال في حماية بيانات المستخدمين. كما أن هناك قضية لها علاقة بإستخدام شركة كامبريدج أناليتيكا بيانات ٧٨مليون مستخدم لموقع الفيسبوك تم الحصول عليها بطرق تنتهك خصوصية المستخدمين وذالك لصالح حملة دونالد ترامب الرئاسية. إن الأمن السيبراني(أمن الشبكات) قد تحول مع مرور الوقت إلى مسألة حيوية ومهمة حيث تتزايد مخاطر قراصنة المعلوماتية الذين يكتسبون مهارات جديدة بشكل مستمر. الحكومات تسعى دائما لمراقبة مستخدمي الشبكة العنكبوتية خصوصا في دول كالولايات المتحدة وبريطانيا التي تراقب بواسطة كاميرات الشوارع المواطنين البريطانيين.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment