Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 17, 2018

قضية إختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي تتجه نحو التدويل

تتجه قضية إختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى التدويل خصوصا مع دخول دول كالولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا على خط الأزمة مطالبة بالكشف عن مصير جمال خاشقجي. السلطات التركية عرضت تسجيل الدخول لجمال خاشقجي إلى القنصلية ولكنها لم تعرض تسجيل الخروج منها. فإذا كان لم يخرج, فمن الطبيعي أن لا يكون ذالك التسجيل بحوزة السلطات التركية ويبقى السؤال عن عدم وجود صورة واحدة أو تسجيل لجمال خاشقجي داخل السفارة السعودية خصوصا أن أي سفارة في العالم تكون مزنرة بكاميرات مراقبة على كافة مداخل ومخارج مبنى السفارة من الداخل والخارج. وقد نقل عدد من وسائل الإعلام من محطات تلفزيونية وصحف تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد فيها المملكة العربية السعودية بعقوبات إن ثبت تورطها في إختفاء الصحفي السعودي والذي تبين أنه يحمل البطاقة الخضراء(مقيم دائم) في الولايات المتحدة مما يسمح للحكومة الأمريكية بالتدخل في حال تعرضه لما يهدد سلامته وأمنه. ولكن ذالك يتناقض مع تصريحات ترامب بأن جمال الخاشقجي قد إختفى في تركيا وأنه ليس مواطنا أمريكيا ثم صحح تلك المعلومة له أحد مساعديه بأن الخاشقجي مقيم دائم في الولايات المتحدة. الرئيس الأمريكي قام بإجراء إتصال هاتفي مع ملك السعودية كما أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قام بزيارة الرياض وإلتقى الملك وولي عهده حيث يشاع على نطاق واسع أن محور المكالمة الهاتفية والزيارة كان قضية إختفاء جمال خاشقجي.
أرغب في توضيح نقطة بداية هي أن الرئيس الأمريكي قد هدد المتورطين في حادثة إختفاء جمال خاشقجي ولم يوجه كلامه للمملكة العربية السعودية مباشرة مما يجعلني أستغرب ردة الفعل السعودية التي تمثلت بمواضيع ومقالات تنشرها اللجان الإلكترونية السعودية في المواقع والمنتديات نقلا عن تصريحات مسؤولين حكوميين سعوديين بان المملكة لن تسكت في حال فرض عقوبات عليها وأنها قادرة على التحكم بالإقتصاد العالمي وأن لديها ٣٠ خيارا للرد في حال فرض أي عقوبات عليها, أحد تلك الخيارات هو تسعير النفط بالعملة الصينية(اليوان) أوالتلاعب بسعر النفط ليصل لمستوى ٢٠٠ دولارا للبرميل عبر تخفيض الإنتاج.
الولايات المتحدة هي أخر دولة يحق لها الحديث عن الحرية وحقوق الإنسان وقضية إختفاء جمال خاشقجي ليست إلا مجرد أداة سياسية لإبتزاز السعودية سياسيا وإقتصاديا خصوصا أنه أبدى عدم إرتياحه مؤخرا للإرتفاع الكبير في سعر النفط. الحكومة الأمريكية قد أصدرت أمرا بإغتيال مواطن أمريكي مراهق يبلغ من العمر ١٦ عاما هو عبد الرحمن العولقي وذالك في غارة طائرة بدون طيار سنة 2011. وسائل إعلام يمنية وأمريكية ذكرت أن الضحية يبلغ من العمر ٢١ عاما وانه كان ناشطا في تنظيم القاعدة في مسعى منها للتعمية على جريمة قتل مواطن أمريكي قاصر بدون محاكمة عادلة وبدون قرار قضائي. أنور العولقي, والد عبد الرحمن,  تم إغتياله بواسطة طائرة بدون طيار بتهمة الإنتماء لتنظيم القاعدة والمساهمة في تنفيذ أعمال إرهابية ضد مواطنين امريكيين ومصالح الولايات المتحدة في اليمن على الرغم من أنها جريمة قتل بدون محاكمة وخارج إطار القانون. لست متعاطفا مع كل من يدعو للفكر المتشدد ويفتي بتكفير وقتل الأخرين ولكنني لست متعاطفا مع جرائم القتل خارج القانون التي تقوم بها الولايات المتحدة لمواطنين أمريكيين بما ينتهك حقوقهم في محاكمة عادلة وتوكيل محام للدفاع عنهم بينما تتهم الدول الأخرى بذالك.
ويبقى السؤال عن الجهة المسؤولة عن إختفاء جمال خاشقجي؟
الجواب على ذالك يكون بالتفتيش عن المستفيد من عملية الإختطاف. الولايات المتحدة هي أحد المستفيدين والمشتبه بهم فهي عبارة عن دولة مصالح وشركات عابرة للقارات لا يهمهم إلا المال ولا تهمهم حياة جمال الخاشقجي ولا غيره مهما علت مكانتهم. تركيا أيضا لها مصلحة مزدوجة في إختفاء جمال الخاشقجي خصوصا وأن العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة لم تكن على ما يرام بسبب قضية القس الأمريكي الذي أفرج عنه في تركيا مؤخرا وعاد للولايات المتحدة, فقد تكون ساومت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية معا لتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية. قطر قد يكون لها دور في تلك القضية بسبب العلاقات السيئة مع المملكة العربية السعودية, الإعلام القطري وذبابه الإلكتروني يعمل ٢٤\٧ في نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات حول تلك القضية حيث تنتشر فيديوهات مجهولة المصدر وبدون أي دليل يثبت صحتها تروج لأخبار مغلوطة تتهم المملكة في تلك القضية. المملكة العربية السعودية هي نفسها لها مصلحة في إختفاء جمال خاشقجي خصوصا وأنه كان صحفيا من المتزلفين للسلطة الحاكمة ثم إنقلب عليها وخان الخبز والملح, جمال الخاشقجي ليس بأول معارض سعودي سواء من المواطنين أو الأمراء يختفي وبعضهم كالمعارض ناصر السعيد لم يظهر له أثر حتى يومنا هاذا.
المضحك المبكي في تلك القضية أن أسامة فوزي, ذالك الصويحف الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة ورئيس تحرير عرب تايمز أصبح ينقل أخباره من مواقع قطرية تتبع المتصهين عزمي بشارة الذي سخر منه فوزي بإطلاق لقب (٤٥ دكيكة عليه) وهي أخبار تدخل في إطار الحرب النفسية والإعلامية ضد السعودية. أحد تلك الأخبار يتحدث عن الساعة الخارقة التي كانت تبث صوتا وصورة لهاتف خاشقجي الذي إحتفظت به خطيبته المزعومة التي ظهرت من العدم لتقفز لواجهة الصدارة في قضيته ويصبح الحديث عنها أهم من الحديث عن الخاشقجي نفسه. كما أن أسامة فوزي تحدث عن سيناريو خيالي متعلق بسقوط الأسرة المالكة في السعودية حيث سوف يحل مكانها نظام جمهوري سوف يكون خاشقجي أول رئيس له وأن ذالك هو سبب إختطافه وقتله.
شخص بمثل أهمية ومكانة جمال خاشقجي يعتبر شخصية عامة ومعارض لنظام الحكم في السعودية ويكتب مقالات في أهم الصحف الأمريكية يقرر الزواج مرة أخرى بدون أن تنشر أي صحيفة ذالك الخبر أو أن تتسرب إشاعة من هنا أو هناك لهو أمر يثير الشك والريبة حول هوية تلك الإمرأة التي تزعم انها خطيبته. كما ان قضية ساعة أبل ووتش التي كان يحملها خاشقجي تقوم في الوقت نفسه بالتسجيل على هاتف خطيبته المزعومة الأحداث التي رافقت دخوله للسفارة من خطفه وتعذيبه وتقطيع جثته, لهي قصة يمكن لطفل صغير أن يفندها ببساطة فتلك الساعة لا تبث للهاتف إلا ضمن نطاق مسافة معينة بالإضافة إلى إمكانية التشويش عليها وهو إجراء امني تتبعه الكثير من السفارات حول العالم بالتشويش على إرسال الهواتف النقالة داخل مبنى السفارة. كما أن الساعة والهاتف يجب أن يكونا على إتصال بشبكة الإنترنت الخاصة بالسفارة أو أي شبكة إنترنت قد تكون موصولة على الهاتف النقال نفسه وهو ما لم يثبت ولم يتم عرض تلك التسجيلات المزعومة حيث لم يثبت وجودها وأن الحديث عنها يدخل في إطار معركة نشر إشاعات يتولى المسؤولية عنها الذباب الإلكتروني القطري وخلايا عزمي بشارة ولجان الإخوان المسلمين الإلكترونية.
جمال الخاشقجي كان يعمل إرهابيا بدوام كامل قبل أن يتحول لصحفي من أذناب نظام الحكم في المملكة العربية السعودية بعد أن أصدرت الولايات المتحدة أوامرها بإنتهاء مرحلة الحرب الأفغانية بعد خروج قوات الإتحاد السوفياتي من أفغانستان وسقوط جدار برلين. وبالتالي, فهو قد دخل عش دبابير بكامل وعيه إرادته وهو يتحمل كامل النتائج إذ إنه على إطلاع على معلومات مهمة لها علاقة بتلك المرحلة وقد لا ترغب أطراف, بعضها دولي, في خروج تلك المعلومات للعلن خصوصا بعد هروب الخاشقجي للولايات المتحدة وتحوله من موالي لنظام الحكم إلى معارض. أما بالنسبة للسيناريوهات الثلاثين التي تهدد المملكة العربية السعودية بها في حال فرض عقوبات عليها بسبب قضية إختفاء جمال خاشقجي فهي غير قابلة للتحقيق لأن اللعب هذه المرة مع الكبار الذين هم قادرون وبقوة على الرد, وأعني الولايات المتحدة. أحد تلك السيناريوهات هي التلاعب بسعر النفط صعودا وصولا لمستوى 200 دولار وسيناريو أخر عن بيع النفط بالعملة الصينية (اليوان) وليس بالدولار الأمريكي وسيناريو أخر بعودة العلاقات الطبيعية مع إيران أو شراء الأسلحة من الصين وروسيا بدلا من الولايات المتحدة. أحد تلك السيناريوهات لوحده سوف يكون السبب في سقوط نظام الحكم في المملكة العربية السعودية وهو أمر لا اتمنى ولا أؤيد حدوثه. إنما الولايات المتحدة قد قلبت أنظمة حكم في طول العالم وعرضه لأسباب أتفه من ذالك بكثير خصوصا في أمريكا اللاتينية في دولة غواتيمالا وخلال أحداث الربيع العربي في ليبيا حيث كان القذافي يخطط لبيع النفط الليبي باليورو بدلا من الدولار.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment