Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, October 23, 2018

هل ضاع دم جمال خاشقجي بين قبائل العربان والقوط الغربيين؟

وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ذكر أن مقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول هو "خطأ فظيع" وأنه سوف تتم محاسبة المتورطين. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذكَّر العالم بصفقات سلاح مع المملكة العربية السعودية تبلغ قيمتها 110 مليار دولار وأنه من المبكر إتخاذ قرار بخصوص فرض عقوبات على السعودية ولو أنه ترك الباب مفتوحا بخصوص ذلك. كما أنه تراجع عن موقفه حول قبوله للرواية السعودية وذكر أنه تحتوي على خداع وأكاذيب.  رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي قام بتوجيه إتهامات مباشرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وطالب بمحاسبته. رئيسة الوزراء الألمانية أوقفت توريد أسلحة للسعودية على خلفية مقتل خاشقجي ولوحت بإجراءات دولية. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يعلن في خطبة يلقيها في البرلمان التركي التفاصيل حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
من الواضح أن قضية مقتل جمال خاشقجي بدأت باتخاذ منحى دولي خصوصا بعد إعتراف الحكومة السعودية رسميا بمقتله داخل قنصليتها في إسطنبول وتبرير ذلك بتجاوز الفريق الأمني المكلف إقناعه بالعودة صلاحياته حيث حدث شجار بينهم وبين الخاشقجي إنتهى بمقتله خنقا. إن مايزيد المتابعين حيرة هو تضارب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يصرح مرة بفرض عقوبات ومرة أخرى بأن الرواية السعودية حول مقتل جمال خاشقجي مقبولة ومرة بأنه قد يفرض عقوبات بشرط عدم تأثر مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية. كما أن قضية مقتل جمال خاشقجي قد دخلت نفقا مظلما من الناحية الإعلامية حيث الحرب الإعلامية القطرية-السعودية مازالت قائمة وقطر وجدتها فرصة ذهبية لا تعوض فقامت بدفع مبالغ مالية طائلة لوسائل إعلامية عربية وأجنبية لنشر أخبار ومقالات وتقارير كاذبة وملفقة حول قضية جمال خاشقجي. مئات الفيديوهات الخيالية ومجهولة المصدر التي لا يصدقها عاقل على وسائل التواصل الإجتماعي وعلى مواقع مشاركة الفيديوهات كاليوتيوب تنتشر انتشار النار في الهشيم وتتحدث عن تقطيع جثته وإرسال رأسه إلى السعودية أو دفنها في غابة في العاصمة التركية من بين السيناريوهات المعروضة والتي تناقض نفسها.
إن ذلك ليس تشهيرا ولكن جمال خاشقجي ليس إلا أداة كغيره من الأدوات التي يتم التخلص منها عند إنتفاء الحاجة إليها أو في أفضل الأحوال إقالتها من المناصب التي تشغلها. جمال الخاشقجي قد خدم نظام الحكم في المملكة العربية السعودية بإخلاص أكثر من ٣٠ عاما, في الثمانينيات, فقد كان يعمل إرهابيا بدوام كامل مع التنظيمات الإرهابية في أفغانستان ثم بعد تقاعده من تلك المهمة, فقد عمل مستشارا للأمير تركي الفيصل والذي شغل مناصب أمنية رفيعة في نظام الحكم في السعودية. جمال خاشقجي من المعارضين العرب الذي تعتبر الانتهازية صفة أساسية يتمتعون بها فهو لا يصف نفسه بالمعارض لنظام الحكم في بلده بل مجرد منتقد لأوجه القصور في ذلك النظام الذي خدمه جمال خاشقجي كل تلك السنين ثم اكتشف بعد ذلك أنه غير قابل للإصلاح وأنه وهابي وديكتاتوري فقرر الهروب للولايات المتحدة حيث تم منحه منبرا إعلاميا في الواشنطن بوست وباقي القصة معروفة.
إن الغرب لايعرف من حقوق الإنسان إلا الإسم ويستخدمها في سبيل تحقيق أجندات سياسية وإقتصادية. كما أن كثير من وسائل الإعلام الأمريكية التي هاجمت السعودية وإنتقدتها في قضية إختفاء ثم مقتل جمال الخاشقجي إما يكون هجومها مدفوع الأجر أو أنها معادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حكومة الولايات المتحدة قامت بقتل مواطنين أمريكيين بدون محاكمة وبدون الإجراءات القانونية وذلك بواسطة طائرات بدون طيار, المسلمون في أفريقيا الوسطى يقتلون على مرأى ومسمع من القوات الفرنسية التي تقتل أيضا المواطنين الأفارقة في دولة مالي, قوات التحالف الدولي قتلت ألاف السوريين وكل ذلك بإسم مكافحة الإرهاب وفي بورما يتم قتل المسلمين بدون أن يحرك ذالك المجتمع الدولي المرهف الإحساس والمشاعر ساكنا ليتحرك من أجل إرهابي سابق تقاعد ليعمل بوظيفة صحفي ثم أصبح معارضا ليدخل قنصلية بلاده ولا يخرج منها إلا جثة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment