Flag Counter

Flag Counter

Monday, September 29, 2025

خارطة طريق لحل أزمة السويداء, ولكن أين الطريق؟

الإتفاق الذي وقع في الأردن بهدف حل أزمة السويداء ولد ميتا, مرفوض شعبيا ومرفوض من قيادات الدروز في المحافظة. إن ذلك الإتفاق تذكرني بإتفاق خارطة طريق السلام للقضية الفلسطينية ولكنه أيضا ولد ميتا متوفي دماغيا. خارطة طريق ولكن أين الطريق؟ حكمت الهجري رفض الإتفاق جملة وتفصيلا. المفاوضات السورية-الإسرائيلية فشلت وكان من المفترض توقيع إتفاق بين الطرفين في نيويورك. زيارة الرئيس السوري المؤقت الى نيويورك أحاطت بها علامات إستفهام بداية من القاعة شبه الفارغة, تفتيش الوفد السوري تفتيش شخصي دقيق و أنصاره المتظاهرين خارج المبنى الذين هددوا خصومهم بقطع رقابهم وحلاقة شواربهم. 


الحقيقة أن الحمار سوف يبقى حمار حتى لو سافر الى أمريكا ولن يصبح غزال. إن تلك حقيقة الشعب السوري, مجموعة من الحمير في زريبة والأن خرجت وبدأت في رفس كل من حولها. التقسيم لا ينفع في سوريا وأنا ضد التقسيم ولكن ذلك قرار دول كبرى لا يهمها رأي أو رأي غيري أو حتى رأي الشعب السوري. 


التقسيم والانفصال ينفع في الدول المتحضرة والشعوب التي تحترم وتتفهم الطرف الأخر. جنوب السودان انفصل عن الشمال والأن تتقاتل جماعات مختلفة في جنوب السودان على الكرسي والسلطة والوضع في الشمال ليس أفضل حالا ولا داعي للحديث عما هو في حكم المعلوم من الضرورة. إسكتلندا حصل فيها إستفتاء بهدف الانفصال عن المملكة المتحدة وكانت النتيجة ضد الانفصال وعادت الأمور الى طبيعتها حكوميا وشعبيا بدون مشاكل. مقاطعة كيبيك في كندا حصل في استفتاء على الانفصال مرتين وليس مرة واحدة وفشل أنصار الإنفصال بفارق بسيط وعادي يعني عادت الحياة الى طبيعتها حيث لم نسمع أن أنصار الإنفصال هاجموا أنصار البقاء ضمن الدولة الكندية وقتلوهم أو هددوهم بالقتل.


سوريا مقسمة بالفعل منذ وقت طويل وكل منطقة لها خصوصيتها التي تجعلها متميزة وجاهزة لتحقيق دولة مستقلة. الأزمة التي استمرت ١٤ عاما زادت من تلك الانقسامات والخصوصيات الثقافية التي أصبحت أكثر وضوحا. قسد في شرق الفرات, داعش كانت تسيطر على مناطق استولت عليها لاحقا قسد تحت مسمى الحرب على الإرهاب, دمشق وحلب والساحل تحت سيطرة الحكومة السورية, إدلب وأجزاء من ريف حلب تحت سيطرة المعارضة السورية, قوات روسية في حميميم وطرطوس, السويداء عمليا خارج سيطرة القوات الحكومية, قوات أمريكية في التنف وقوات من الجيش التركي في مناطق عفرين وماحولها. بشار الأسد كان يعلم أن القوات التركية والأمريكية لن تخرج من سوريا بدون حرب عالمية أو إقليمية. سوريا منذ ما قبل سقوط بشار الأسد وفراره الى موسكو كانت عمليا مقسمة على الأرض والأمر أصبح لا يحتاج إلا الى قرار أممي دولي يضع النقاط على الحروف في السطور المكتوبة من مصير سوريا.


الوضع الحالي في سوريا لم يتغير كثيرا منذ ما قبل سقوط النظام باستثناء سيطرة المعارضة على الحكم وإسقاط الأسد. ولكن سوريا مازالت مقسمة بنفس المقدار, قوات روسية في حميميم وطرطوس والآن في القامشلي, قسد في شرق الفرات, قوات أمريكية في التنف, قوات تركية في عفرين, الحكومة المركزية في دمشق وحلب وإدلب وحمص وحماة, السويداء عمليا خارج سيطرة الحكومة المركزية وميليشيات الحرس الوطني الدرزي تستعرض علنا في شوارع السويداء. التقسيم قام وتلك أجندات قوى دولية كبرى لا تهتم للذباب الإلكتروني ومطبلجية يوتيوب وفيسبوك وحتى رؤساء دول لا تهتم لهم ومن يعترض سوف يدبرون له فضيحة أو حتى يقتلوه.


تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية

No comments:

Post a Comment