Flag Counter

Flag Counter

Saturday, March 11, 2023

التاريخ الأسود للولايات المتحدة في العراق

الولايات المتحدة قتلت خلال حربها على العراق(١٩٩١-٢٠٠٣) أكثر من مليون مواطن عراقي بينهم نصف مليون طفل بسبب القصف الجوي والحصار الإقتصادي وإستخدام الأسلحة المحرمة دوليا والتي تتضمن اليورانيون المنضب الذي يدوم تأثيره عشرات السنين ويؤدي الى ولادة أجنة مشوَّهة. كما أنها تلاعبت بالشعب العراقي طائفيا وأثارت الفتن من خلال عملائها في منظمة بلاك ووتر الذين كانوا يعملون من خلال غطاء يوفره لهم تنظيم القاعدة.  حادثة تفجير قبَّة الجامع في سامراء هي من العمليات التي أشرفت عليها الولايات المتحدة من خلال عناصر بلاك ووتر وقام بتنفيذها عناصر تونسيون من تنظيم القاعدة. الحادثة أدت الى أحد أكبر الفتن الطائفية في تاريخ العراق حيث كان عدد الضحايا من قتلى ومفقودين بالآلاف.

الحاكم الأمريكي الذي تم تعيينه للعراق بول بريمر أصدر أولى القرارات بتسريح جميع عناصر الجيش والشرطة والأمن في العراق. بول بريمر والمراكز البحثية ومؤسسات المجتمع الأمني الاستخباري في الولايات المتحدة كانت تعرف بدقة نتائج وعواقب قرار بريمر, مئات الآلاف من العناصر المدربين المسلحين بدون عمل يقتاتون منه ويطعمون أسرهم وبالتالي فإن انضمامهم الى تنظيم القاعدة او تعاونهم مع التنظيم هي مجرد مسألة وقت. وقد بدأت بالفعل وخلال فترة قصيرة من إصدار بول بريمر قراره المشؤوم عمليات نوعية للمقاومة العراقية حيث الدقة في التنفيذ وعدد الضحايا خصوصا بسبب العبوات الناسفة التي كانت قدراتها التدميرية تزداد مع مرور الوقت.

الإدارة الأمريكية قامت باتهام العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع تنظيم القاعدة في أحداث ١١/سبتمبر وهي اتهامات لم تتمكن من إثبات صحتها. مصدر المعلومات حول أسلحة الدمار الشامل كان المعارضين العراقيين خصوصا أحمد الجلبي وعراقيين تقدموا بطلبات لجوء الى المانيا و قاموا بالإدلاء بإفادات كاذبة في سبيل حصولهم على اللجوء. أما بالنسبة الى المسؤولية عن أحداث ١١/سبتمبر فإن مصدرها الرئيسي كان أحد عناصر تنظيم القاعدة وهو ليبي إعتقلته الولايات المتحدة ونقلته الى مصر بموجب برنامج الترحيل حيث تم التحقيق معه هناك أدلى بإفادته تحت الضغط والتعذيب والإكراه. السجون التي أقامتها القوات الأمريكية في العراق مثل أبو غريب ومعتقل بوكا كان يتم فيها التحقيق بإستخدام وسائل عنيفة والتعذيب والصور التي تم تسريبها كافية من أجل توضيح ذلك. أحد وسائل الضغط والتعذيب الشائعة في السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق كان بإحضار أقارب المعتقلين أو زوجاتهم والتحرش بهم والتهديد بإغتصابهم أمام السجناء وحتى إغتصاب السجناء انفسهم.

أبو مصعب الزرقاوي الذي كان معتقلا لدى القوات الأمريكية في سجن بوكا سيئ السمعة قام بتأسيس تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إنطلاقا من مناطق كردستان العراق تحت سمع وبصر القوات الأمريكية وبإشراف الصهيوني برنارد هنري ليفي عراب ثورات الربيع العربي. تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين كان يضم خصوصا في بداياته مقاتلين من الأكراد والعرب والأجانب وعراقيين من الجيش والقوات الأمنية التي قام بول بريمر بتسريحهم. عناصر من القوات البريطانية تم القبض عليها من الشرطة العراقية في مدينة البصرة خلال قيامهم بزرع عبوات ناسفة وتم إحتجازهم في أحد المخافر حيث تم حصار المخفر خلال ساعات وإخراجهم منه.

الهدف من الغزو الأمريكي للعراق كان النفط وقيام الرئيس العراق بيع النفط العراقي مقابل اليورو وليس الديكتاتورية وحقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل. إنَّ أول عمل قامت به القوات الأمريكية بعد دخولها بغداد كان السيطرة على مبنى وزارة النفط العراقية وهو ربما المبنى الوحيد في العراق الذي لم يتعرض الى النهب خلال عمليات الفوضى التي أعقبت الغزو. احتياطي العراق من الذهب نهبته القوات الأمريكية  والآثار من المتاحف والتنقيب عن الآثار في المواقع الأثرية وسرقتها ونهب المخطوطات النادرة التي لا تقدر بثمن, أكبر عملية نهب منظمة في التاريخ الحديث.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment