Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 17, 2022

عن الربيع العربي والثورات الملونة

من المهم عند تحليلنا الأسباب التي أدت إلى وقوع أحداث الربيع العربي أن نقرأ مابين السطور حتى نفهم المعاني الحقيقة للكلمات البراقة والأحداث التاريخية وما يخفى وراء الأبواب المغلقة خصوصا في عالم السياسة الدولية والجيوبوليتيك. الرئيس الأمريكي باراك أوباما زار مصر سنة ٢٠٠٩ وألقى كلمة في الجامعة الأمريكية في القاهرة ولم يتم السماح للرئيس السابق محمد حسني مبارك حضورها حيث إكتفى بمتابعتها عبر التلفاز في البث المباشر. الرئيس المصري السابق أصبح متأكدا بعد مشاهدته كلمة الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة قد تخلَّت عنه وأن "المتغطي بالأمريكا عريان" كما ذكر في حديثه الى وزير خارجيته أحمد أبو الغيط سنة ٢٠٠٥.  ولكن النوايا الأمريكية كانت موجهة الى عدة بلدان وليس فقط مصر وذلك ما سوف تثبت صحته الأيام.

الربيع العربي هو أحد المصطلحات البراقة التي تمَّ الترويج لها إعلاميا خصوصا من وسائل إعلام غربية وعربية وذلك في سبيل تقديمه الى المشاهدين بطريقة لا تعكس النوايا والأهداف الحقيقية لمن يقفون خلفه ويدعمونه. إنَّ أهداف الربيع العربي في الحقيقة هي نشر الفوضى الخلاقة وهو مصطلح إعلامي أخر برَّاق وتهيئة المنطقة من أجل تقسيمها من جديد فيما أشتهر على تسميته إتفاقية سايكس-بيكو٢. 

بول مايسون وهو صحفي وكاتب بريطاني قام بتأليف كتاب بعنوان "Why it's Kicking off Everywhere" وترجمة العنوان في النسخة العربية هي "ثورات في كل مكان" وذكر أنَّ الفساد والجوع هما أحد الأسباب الرئيسية للربيع العربي. جوليان أسانج المسؤول عن موقع ويكيليكس والذي إختفى الحديث عنه وعن موقعه في وسائل الإعلام لم يترك الأحداث تمر مرور الكرام وصرَّحَ بأنَّ الفضل يعود الى موقعه والوثائق التي نشرها عن الفساد في عدة بلدان عربية في إثارة غضب الشعوب خلال أحداث الربيع العربي. إنَّ جميع من كانوا في الطليعة خلال أحداث الربيع العربي قد قدَّموا إعتذاراتهم أو إختفى ذكرهم في وسائل الإعلام بعد إنتهاء صلاحيتهم حيث جمع بعضهم ثروة صغيرة. 

إنَّ بول مايسون وجوليان أسانج وغيرهم ممن أعتبرهم مهرجين يؤدون دورهم مثلهم مثل غيرهم لم ولن يخبروا أحدا الحقيقة المجرَّدة عن أحداث الربيع العربي ومن يقف خلفها. ولكن بول مايسون يعرفهم جيدا لأنه بريطاني ودولته منحت العديد من الإرهابيين اللجوء السياسي ومنهم الإرهابي أبو حمزة المصري. كما أن الإرهابيين كانوا يزورون بريطانيا ويعقدون اجتماعاتهم فيها بدون أي إعتراض من أجهزة الأمن البريطانية التي تعرفهم جيدا وبالأسماء. أبن كان يقيم الإرهابيون الذين عملوا ضد الدولة الروسية من أجل انفصال الشيشان عن دولة روسيا الإتحادية؟ كانوا يقيمون في العاصمة البريطانية لندن. أين يقع مكتب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟ في العاصمة البريطانية لندن. أين كان يقيم من يخطِّطون للثورات وأعمال الشغب في أوروبا خلال القرن التاسع عشر؟ هم أيضا كانوا يقيمون في العاصمة البريطانية لندن. إذا لندن تحولت الى عاصمة دولية للإرهاب وشركات المرتزقة, إرهاب حسب الطلب معلَّب وجاهز من أجل التوصيل وفي سرعة قياسية. 

أما السبب الرئيسي الذي دفع المواطنين في بلدان الربيع العربي ومستمر في إثارة مشاعر أخرين والذي تحدَّث عنه بول مايسون في كتابه فهو الجوع. إنَّ إرتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية خصوصا الحبوب والذي أدى بدوره الى إرتفاع سعر رغيف الخبز هو سبب رئيسي كما ذكر بول مايسون ووآخرون في كتبهم ومقالاتهم التي ينشرونها. ولكن ذلك فهم سطحي وساذج للأحداث. بول مايسون لن يخبر القراء أنَّ السبب الرئيسي لإرتفاع أسعار الغذاء في الوطن العربي هو السياسات الإقتصادية التي يتبعها بنك الإحتياطي الفيدرالي والحكومة الأمريكية التي تلقي بفوائض الحبوب في البحر بعد شرائها من المزارعين من أجل الحفاظ على أسعارها المرتفعة. كما أنَّ الحكومة الأمريكي تطبع مئات المليارات من الدولارات بدون أي تغطية حقيقة, تطبعها من الهواء, وتصدِّرُ التضخم الى العالم. 

هناك الكثير من الخفايا التي تتعلق بتلك الفترة المظلمة من تاريخ الوطن العربي والتي هي أقرب في الشبه إلى فترات العصور الوسطى المظلمة التي عانت منها أوروبا حيث إنتشرت الفوضى وقطاع الطرق وأمراء الحرب الذين يقتلون وينهبون بدون حسيب أو رقيب. إن حالة دولة مثل ليبيا بعد أن تم إسقاط نظامها الحاكم وقتل رئيسها هو خير مثال على بلد يعيش تلك الحالة من الفوضى المظلمة. الولايات المتحدة تعاونت في ليبيا مع مصطفى بلحاج ومهدي حاراتي وهم أعضاء معروفون في تنظيم القاعدة حيث أنهم لاحقا, هاجموا السفار الأمريكية في مدينة بنغازي وأحرقوها بعد أن هتكوا عرض السفير الأمريكي ثم قتلوه كما فعلوا تماما مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي, إنهم هم الأشخاص أنفسهم.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment