Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, May 4, 2022

الحفلة التنكرية انتهت وتوقفت الموسيقى

إنَّ أكثر ما تتميز به المرحلة الحالية التي يمر بها العالم هي أنَّ الحفلة التنكرية قد إنتهت, فقد توقفت الموسيقى وسقطت الأقنعة عن وجوه الجميع. الولايات المتحدة وهي دولة ذات طبيعة استعمارية, توسعية وعدوانية للغاية قد تم تأسيسها على قاعدة المصالح الذاتية والأنانية التي تأصَّلت وترسَّخت في شخصية المواطنين الأمريكيين على الرغم من إختلاف منابتهم وأصولهم. النفاق السياسي للمؤسسات الدولية السياسية, الإقتصادية والرياضية تتم ممارسته علنا وأمام الجميع بدون أن يخشى المسؤولون من مساءلتهم ومحاسبتهم أو من الصحافة التي من المفترض أنها السلطة الرابعة ولكنها أصبحت تخضع الى أسياد المال الذين نجحوا في تقليم أظافرها.

المؤسسة الرياضية الدولية الأكثر شهرة وهي الفيفا أصبحت من أكثر المؤسسات الرياضية فسادا في العالم. كأس العالم 2022 سوف يقام في موعده على الرغم من فضيحة الرشوة والفساد التي تم إثباتها في تصويت المسؤولين في الفيفا على الملف القطري. وكما أنَّ السياسة متداخلة مع كل جوانب الحياة ومناحيها فإنَّ منظمة الفيفا التي أصبحت تخضع الى الضغوطات السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة بشكل رئيسي قد سمحت بالدعاية السياسية في المناسبات الرياضية الى جانب أوكرانيا وضدَّ دولة روسيا بينما كانت تعاقب من يقوم بممارسة حرية الرأي في المناسبات الرياضية ويعلن تأييده ووقوفه الى جانب قطاع غزة المحاصر دائما وأبدا.

الأمم المتحدة هي منظمة دولية أخرى أصابها الترهل الإداري والفساد وعدم الفاعلية أو القدرة على تنفيذ التزاماتها أو الأهداف التي تم تأسيسها من أجلها حيث فقدت الاحترام خصوصا في دول آسيا والعالم الثالث. الأمين العام للأمم المتحدة تحول الى منصب شرفي أو مايشبه الشحاذ حيث أنَّ الولايات المتحدة لا تفي التزاماتها المالية للأمم المتحدة والتي تزيد عن مليار دولار وتستخدم ذلك وسيلة للضغط على المنظمة. إنَّ وسائل إعلام غربية تثير مسألة حق النقض(الفيتو) وأنه السبب في عدم الفاعلية للمنظمة الدولية ولكنهم في ذلك يشيرون الى الفيتو الصيني والروسي أو حتى الفرنسي والذي يحرم الولايات المتحدة أحيانا من الغطاء الدولي للجرائم التي ترتكبها في حق دول بأكملها. إنَّ أي قرار ضد دولة الكيان الصهيوني سوف يتم إستخدام الفيتو الأمريكي وحتى البريطاني وأي قرار مؤيد للحق الفلسطيني لم ولن يتم تنفيذه حتى بدون إستخدام الفيتو أو إمتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

قضايا مثل حقوق الإنسان والمثليين والمعارضين السياسيين هي أيضا أصبحت مكشوفة للرأي العام في أنها تستخدم لأهداف سياسية وأدوات ابتزاز ضد الدول التي تعارض مصالح الدول الغربية خصوصا الأمريكية والبريطانية. إنَّ ذلك كان واضحا في قضية المعارض السياسي الأمريكي إدوارد سنودان الذي تم وصمه بالخيانة والمطالبة بتسليمه من دولة روسيا التي تمكَّن من الفرار اليها حاملا معه حقيبة أسرار ومعلومات لا تقدَّرُ بثمن. إنَّ مقارنة بسيطة بين قضية إدوارد سنودان والمدوِّن السعودي رائف بدوي تكشف المدى الذي وصل اليه الكذب والشعارات الإنسانية الزائفة. إنَّ كل ماقام به رائف بدوي هو تأسيس منتدى للحوار والنقاش. رائف بدوي لم يكن في يوم من الأيام مسؤولا حكوميا أو موظفا رفيع المستوى لديه حقيبة أسرار يُخشى من أن يفر بها إلى دولة أجنبية. قضية رائف بدوي لم تتحول الى قضية دولية كما يحصل مع معارضين سياسيين في دول تصفها الولايات المتحدة بأنها مرقة أو تعارض المصالح الأمريكية. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





No comments:

Post a Comment