Flag Counter

Flag Counter

Monday, May 9, 2022

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يثير عاصفة دبلوماسية

أثار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عاصفة دبلوماسية على مستوى العالم بتصريحة أنَّ هتلر(قد) يكون من أصول يهودية وأنَّ معاداة السامية هي أمر مارسه اليهود قبل غيرهم. تصريحات لافروف جائت في لقاء مع التلفزيون الإيطالي حيث أجاب على سؤال حول التناقض بين أصول رئيس أوكرانيا اليهودية وأهداف روسيا في القضاء على النازيين الجدد في أوكرانيا. وسائل إعلام غربية بدأت في تلفيق الأخبار المضلِّلَة أن وزير الخارجية الروسي إعتذر عن تصريحاته في إتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وإستغلوا المناسبة في شن حملة إعلامية ضد روسيا والتهمة هي معاداة السامية. وقد توتَّرت العلاقات الروسية-الإسرائيلية بعد ظهور مرتزقة إسرائيليين في أوكرانيا وإتخاذ دولة الكيان الصهيوني موقف الولايات المتحدة من الأزمة.

سيرغي لافروف وزير خارجية دولة عظمى وليس عازف غيتار ولا يتكلم كلاما عشوائيا ولا يلقي التهم جزافاً. خلال الفترة التي سبقت الأزمة الروسية-الأوكرانية, قامت قناة آر تي(RT) من خلال برنامج الإعلامي خالد الرشد "رحلة في الذاكرة" ببث حلقتين على الأقل إستضاف خلالها البروفيسور الكساندر بوريسوف الذي تحدَّث حول التعاون بين الولايات المتحدة ممثَّلة في مصرفيي وول ستريت وشركات مثل جنرال الكتريك والمانيا النازية حيث أقامت الشركات الأمريكية فروعا لها في المانيا وساهمت في نهضة الصناعات الحربية الألمانية وفي الإقتصاد الألماني وأنه لولا ذلك التعاون فإنه لم يكن أبدا بمقدور أدولف هتلر أن يخوض الحرب العالمية الثانية وأن يحقق كل تلك الإنتصارات. 

إن المعلومات التي نقلها خالد الرشد في برنامجه لها أساس من الصحة لأنها مدَّعمة بالوثائق والمستندات خصوصا تلك التي نشرها عالم الإقتصاد والباحث التاريخي الأمريكي البروفيسور أنتوني ساتون في كتابه "وول ستريت وصعود هتلر إلى السلطة." مصدر الوثائق التي في الكتاب هي محاكمات نورمبرغ خلال الفترة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية حيث قبض على عدد من القادة النازيين من الألمان ومن بلدان مختلفة كانت حليفة لألمانيا. المعلومات التي وردت في الكتاب أكثر من صادمة وتثبت بما لا يدع مجالا للشكوك التعاون القائم وبمعرفة حكومة الولايات المتحدة وبريطانيا بين الشركات الأمريكية والألمانية رغم قيام هتلر بعمليات إضطهاد منهجية ضد اليهود ومصادرة أملاكهم وأموالهم خصوصا في "ليلة الزجاج المكسور."

إنَّ سبب عداء هتلر لليهود يحتاج الى موضوع منفصل حيث أنه في بداية حياته كان على علاقة جيدة معهم خصوصا طبيب والدته التي عالجها في مرضها قبل أن تتوفى. حتى أنه هناك الكثير من الشكوك حول أصول هتلر اليهودية من ناحية والده الذي قد يكون إبنا غير شرعي أنجبته جدَّةُ هتلر من ثري يهودي كانت تعمل خادمة في منزله. كما أنَّ الإشاعات حول أصول هتلر اليهودية قديمة منذ أيام هتلر نفسه الذي أمر بإجراء تحقيق سري حول تلك المزاعم والإشاعات. أمر أخر هو أن الكثيرين يستدلون على أصول هتلر اليهودية بأنه كان على علاقة أو حتى تزوج سراً من إبنه أخته حيث لا تحرِّمُ الديانة اليهودية زواج الفتاة من شقيق والدته, ولكن تلك معلومة غير صحيحة ولم تثبت سواء من خلال الوثائق أو من خلال المختصين والباحثين التاريخيين.

إنَّ أحد أهم المعلومات برأي الشخصي التي ورد ذكرها في الكتاب والتي تثبت كلام وزير الخارجية الروسي في أن اليهود هم الأشد معاداة للسامية وأنهم إرتكبوا جرائم ضد يهود أخرين هي المعلومة التي تتعلق بشركة آي جي فاربان في المانيا والتي تحولت الى عملاق صناعي عالمي ودولة داخل الدولة وذلك بقضل التمويل من بنوك وول ستريت والتكنولوجيا التي تم نقلها من شركات أمريكية. شركة آي جي فاربان كانت تصنِّع أقراص زيكلون ب(Zyklon B) التي كان يتم إستخدامها في معسكرات الإبادة الجماعية الألمانية وأنه كان لديها علاقات شراكة مع عدة شركات أمريكية وأن من المستحيل إخفاء أنشطتها عن شركائها الذين استمروا في التعاون معها على الرغم من ذلك.

هناك الكثير من التفاصيل التي سوف أتحدَّث عنها في حلقات سوف أنشرها تباعا نقلا عن كتاب "وول ستريت وصعود هتلر إلى السلطة" وهو أول مجهود على مستوى الوطن العربي من أجل ترجمة ولو أجزاء من الكتاب أو المعلومات الهامة للغاية التي تحتويها صفحاته وذلك إلى اللغة العربية. إن ما ورد في الكتاب ينفي تماما تهمة معاداة السامية عن خصوصا عن العرب والمسلمين وهي التهمة التي يتم إستخدامها من أجل تحصين ماتقوم به دولة الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والجرائم التي يتم ارتكابها يوميا ضد الشعب الفلسطيني.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment