Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 22, 2022

فرنسا والإسلاموفوبيا, الحرب على الإسلام

الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام هو مصطلح سياسي وليس علمي يستند إلى أي نظريات ثابتة يمكن التأكد من دقتها وصحتها. الحكومات الأوروبية بدأت في التعبير عن قلقها من تراجع مستوى الولادات في دولها وتنشر بعضها مثل الدانمارك إعلانات حكومية مدفوعة الأجر في مختلف وسائل الإعلام تحث مواطنيها على الإنجاب. الأحزاب اليمينية الأوروبية تستفيد من المناخ السياسي العام في أن تكسب المزيد من النفوذ الذي تعبِّر عنه الأصوات الإنتخابية. ولكن على الرغم من كل ذلك فإنَّ الدول الأوروبية مستمرة في إستقبال الكثير من المهاجرين المسلمين والجميع يتسائل عن الدوافع من ذلك.

في بداية الثمانينيات, وصل الى منصب  الرئاسة في الولايات المتحدة ومارغريت تاتشر الى منصب رئيسة وزراء بريطانيا  حيث كان ريغان وتاتشر من مؤيدي الاتجاه الاقتصادي النيوليبرالي وعدم تدخل الحكومات في الأسواق, الأسعار, التنافسية واتفاقيات التجارة الحرة. إن كل ذلك كان ممكنا بفضل العمالة الرخيصة التي توفَّرت للدول الأوروبية من الهجرة خصوصا المسلمين بينما أصبحت هجرة مواطني أمريكا اللاتينية ظاهرة بارزة في الولايات المتحدة. ولكن الفرق أنه في أوروبا تمكَّن المسلمون من الإحتفاظ بهويتهم الدينية والثقافية كاملة حيث كان يبيعون قوة عملهم بمقابل مادي. ولكن في الولايات المتحدة لم يكن أمام المسلمين سوى الاندماج في المنظومة التي تحكم حياة الشخص وبكل تفاصيلها. في الولايات المتحدة, أنت أمريكي أولا, بينما في أوروبا, كانت الأولوية للهوية الإسلامية والثقافية للبلدان التي صدَّرت الهجرة الإسلامية.

هناك عدة دول أوروبية برزت في مجال محاربة الإسلام والإسلاموفوبيا وعلى رأسها فرنسا التي تعتبر قلعة كاثوليكية في قلب أوروبا. أسباب الحرب على الإسلام هي أنه دين قيم تقليدي تتعارض مع التوجه النيوليبرالي أو القيم المسيحية المعاصرة وفق نظرية صراع الحضارات التي وضع قواعدها المؤرخ الأمريكي صاموئيل هنتغتون. ولكن في الحقيقة فإن المسيحية المعاصرة قد تم استبدالها بمذهب المسيحية-الصهيونية التي ما زالت ترى أن وعد الرب الى بني إسرائيل مازال ساري المفعول وأنه سوف يأتي المسيح المنتظر ويخوض المعركة النهائية ضد الشر ويعتنق من تبقى من يهود العالم المسيحية. إن مايقلق الكنيسة الكاثوليكية أن الخيارات قليلة فيما يتعلق بالإسلام والتواجد الإسلامي في أوروبا, 

فرنسا التي كانت في السابق أحد الإمبراطوريات المهمة التي تسيطر على ما يزيد عن ٨% من مساحة العالم وأحد أقطاب العالم تحولت إلى دولة تحارب الحجاب والثقافة الإسلامية وهي أمور من المفترض أنها ثانوية للغاية وتعتبر حرية شخصية وذلك في سبيل محاول إيجاد مكانها مرة أخرى على الساحة العالمية. الأمر المثير للاستغراب أن من يرفضون أي شكل من أشكال تدخل الدولة في حركة السوق بل وحياتهم الشخصية يشجعون الدول على أن تتدخل في حياة المسلمين ورداء نسائهم. المرأة المسلمة التي ترغب في ارتداء الجينز والتنورة القصيرة, أهلا وسهلا, المسلمون الذي يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور ويسهرون في النوادي الليلية, مسلمون متحضرون و مندمجون في المجتمع الفرنسي. أما المسلمة التي ترتدي الحجاب أو مسلم يربي لحيته, لايجوز لان ذلك يمنع التواصل. 

بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق بينيدكت السادس عشر أعلن أن الإسلام لا يمكنه من الإندماج مع منظومة القيم الغربية وأنه لابد من إصلاحه أو القضاء عليه ثم عاد وتراجع عن تصريحاته وحاول أن يفتح حوارا مع مسلمين معتدلين. المقصود بمنظومة القيم الغربية هو المسيحية-الصهيونية وليس المسيحية التقليدية وهي منظومة قيم تتماثل في الكثير من مبادئها مع الإسلام التقليدي. المشكلة التي تعاني منها النخب الفكرية الأوروبية التي تعتنق فكر الإسلاموفوبيا أنه لا يمكن القضاء على الإسلام لأنه يتمدد ويكتسب المزيد من الأتباع ولذلك لابد من تشويه الإسلام أو إصلاحه بعدة طرق مثل تمويل جماعات إرهابية تقتل بإسم الإسلام أو الترويج إعلاميا للشذوذ بين المسلمين مثل زوجين مسلمين شاذين إفتتحا مسجدا في إحدى المدن الفرنسية أو مسجد آخر تقود الصلاة فيه إمرأة. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment