وأخيرا صدر التقرير الأمريكي حول مقتل جمال خاشقجي حيث حمَّلَ ولي العهد السعودي مسؤولية مقتله. وقد تم تأجيل نشر التقرير بضعة أيام ريثما تم التشاور نع الحكومة السعودية حيث صدر التقرير مخففا ويحمل صفة الاستنتاج ولم يتم إضافة الأدلة التي بحوزة الولايات المتحدة منها الكثير. وعلينا أن لا ننسى أن قانون جاستا مازال قائما ويمكن إستخدامه في أي لحظة.
السياسة الخارجية السعودية تثير استغرابي وهي أشبه برقاص الساعة. ليس هناك أي خطط طويلة المدى للتعامل مع المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم غير التورط في صراعات عبثية في اليمن, سوريا والعراق. خلال الحملة الإنتخابية الأمريكية 2016, قامت وسائل إعلام وشخصيات سعودية خصوصا الوليد بن طلال بشن هجوم على المرشح الرئاسي دونالد ترامب وذلك أمر لا يتم من دون موافقة ملك السعودية أو ولي العهد. ثم حين فاز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة 2016, خرجت مظاهرات ضخمة معارضة له يقال أنه تم تمويلها من رجال أعمال سعوديين وأمريكيين. ومن ثم زار دونالد ترامب السعودية في أول زيارة خارجية له وخرج منها بصفقات تزيد قيمتها عن 500 مليار دولار.
المشكلة أن مركب الديمقراطيين لا تسير وفق ماتشتهيه أشرعة السعودية وباين ليس أوباما وهيلاري كلينتون. بداية عهد جون بايدن أنه سمح بنشر تقرير مقتل جمال خاشقجي والذي أكَّد تورسط رسمي سعودي على مستوى ولي العهد. وقد لوَّح بايدن خلال أكثر مناسبة بملف حقوق الإنسان أمام السعودية حيث كانت النتيجة إطلاق سراح عدد من معتقلي الرأي مثل لجين الهذلول. بل وأنه خلال مكالمة مع ملك السعودية, توعَّدَ بايدن السعودية بمحاسبتها فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.
وسائل الإعلام السعودية والذباب الإلكتروني السعودي سارعوا على عادتهم في النفي والتكذيب أو محاولة التخفيف من الخبر وأن السعودية ترفض التقرير وأن ملك السعودية طالب الرئيس بايدن بالأدلة الى أخره من الهراء الإعلامي الذي ليس له قيمه. محطة الجزيرة التي تبحث عن جنازة حتى تشبع فيها من اللطم سارعت الى تحليل الخبر كلمة كلمة وسطرا سطرا وإستضافة مذيعين وبرامج من أجل التحدث عن التقرير كأنه تقرير يوم القيامة. ومحطة الجزيرة متخصصة في الهجوم على الدول العربية خصوصا السعودية ولا تنشر أي إنتقاد عن قطر.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment