Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, February 16, 2021

الهدف من الربيع العربي هو التخريب والتدمير والتقسيم وليس إسقاط الأنظمة

الأحداث التي مرَّ بها العالم العربي منذ سنة 2010 ليست عشوائية وفي عالم الجيوبوليتكس والسياسة الدولية, تلك كلمة محذوفة من القاموس. القضية ليس لها علاقة بنظرية المؤامرة, هناك مخطط الشرق الأوسط الكبير أو مايعرف بمخطط سايكس-بيكو2 أو مخطط برنارد لويس. التسميات لاتهم ولكن الهدف النهائي هو تقسيم البلدان العربية خصوصا تلك التي يمكن اعتبارها خطرا على أمن الكيان الصهيوني. إن تصنيف أنظمة الحكم في الوطن العربي ليس له علاقة بكل تلك الأحداث لأن نظام الحكم ممثل بشخص رئيس أو ملك أو رئيس وزراء لا يحمل إلا أهمية رمزية حيث لا يعتمد نجاح المخطط على سقوط نظام حكم أو رئيس أو ملك, بل على كمية التدمير والتخريب والتلاعب بالعقول ووعي الشعوب.

التاريخ يتحدث حيث هناك مراحل من أجل تقسيم أي بلد ولكن المرحلة الأولى والأهم هي التلاعب بعقول ووعي مواطني ذلك البلد وهي مرحلة قد تستغرق من الأعوام 40 سنة, يعني جيلا أو جيلين. ويحكي لنا القرأن عن تيه بني إسرائيل في صحراء سيناء 40 سنة وسبب ذلك هو عصيانهم حيث أراد الله إستبدال الجيل الفاسد بجيل صالح. وسائل الإعلام في الوطن العربي مثل قناة الجزيرة القطرية لعبت دورا رئيسيا في التلاعب بوعي المواطن العربي والتمهيد للتطبيع مع العدو الصهيوني وأنه العربي هو عدو العربي وأن الصهيوني ليس هو العدو. قناة الجزيرة أدخلت الصهيوني عبر شاشتها الى كل منزل عربي وذلك بذريعة سماع رأي الطرف الأخر كأن المحتل أصبح له رأي يستحق أن تسمعه الشعوب. قناة العربية السعودية تم إنشائها من أجل منافسة قناة الجزيرة ولكنها فشلت في ذلك وإن كانت ومازالت تلعب دورا مهما في تزوير الحقائق والتلاعب بعواطف المشاهدين. الفرق الوحيد بين قناة الجزيرة والعربية هو أن الكذب الذي تمارسه قناة الجزيرة أكثر إتقانا و إقناعا حيث تنفق قناة الجزيرة بدون حساب ولديها ميزانية تمويلية ضخمة جدا.

المرحلة الثانية هي التمهيد من أجل أحداث إقتصادية معينة بهدف إضعاف البلد وتهيئته من أجل الدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة. ومن خلال الشواهد والقرائن يتبين دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وصنائعهم الذين يتسللون الى المناصب القيادية في عدة دول عربية. وهناك شاهد تاريخي وإن كان ليس له علاقة مباشرة مع الوطن العربي وهو حرب البلقان وتقسيم يوغسلافيا حيث لعبت المؤسسات المالية الدولية دورا محوريا في بلورة بدايات الأزمة وإن كان ذلك الدور يتم التعتيم عليه إعلاميا. وفي دول قد يستغرق ذلك فترة أطول من دول أخرى. على سبيل المثال فإن المرحلة التي يطلقون عليها الإصلاح الإقتصادي بدأت مع بداية فترة حكم السادات وظهرت نتائجها من سنة 2008 الى سنة 2011 بداية الأحداث في مصر. الأمر في سوريا كان مختلفا قليلا حيث بدأت الأحداث في في لبنان مع قيام جهات دولية بتدبير اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري ثم ممارسة الضغط على سوريا من أجل خروج الجيش السوري من لبنان سنة 2005 حيث تم تعيين عبدالله الدردري في منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية بهدف تحرير الإقتصاد السوري. عبدالله الدردري عمل سابقا في البنك الدولي وغادر منصبة بحلول سنة 2011 وبداية الأحداث في سوريا.

مصر وسوريا ليست إلا أمثلة وهناك الكثير من الحالات التي يمكن دراستها. العراق تم إسقاط نظامه عبر الغزو العسكري المباشر سنة 2003 بعد أن تم إضعافه عبر الحصار الإقتصادي والسبب هو حماقة غزو الكويت حيث لايمكن أن يعتقد أي شخص لديه أدنى ذرة من التفكير أن الولايات المتحدة سوف تترك من يقترب من منابع النفط في الخليج العربي من دون حساب. السودان تم تقسيمه بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي حيث كانت البداية إنقلاب عسكري قاده سنة 1989 تنظيم الإخوان المسلمين ممثلا عبر حسن الترابي الذي كان ينظِّرُ للإنقلاب عقائديا وعمر حسن البشير الذي كان ضابطا في الجيش. وقد كان ينتظر مصر مصيرا مماثلا لجارتها السودان لولا أن قام الجيش المصري بعزل ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي بعد أن فاز في انتخابات شابتها شبهات التزوير والتلاعب بالأصوات. ولكن مصر رغم ذلك مازالت على رادار التقسيم الى دولة قبطية واخرى نوبية يتم ضم أجزاء من السودان اليها بينما سيناء سوف يتم ضمها الى قطاع غزة. القاهرة وبعض المناطق المحيطة بها هي كل ماسوف يتبقى من مصر إن نجح المخطط بذلك والعياذ بالله. وعلينا عند هذه النقطة أن نأخذ أمرا مهما في عين الإعتبار هو أن السياسة الأمريكية خلال المرحلة التي تلت غزو العراق وعدد الضحايا المرتفع من الجنود الأمريكيين والرأي المحلي والدولي المعارض لذلك, فقد قامت بتغيير سياستها عبر دعم جماعات محلية معارضة ومنظمات المجتمع المدني من أجل تفتيت البلد داخليا وأن الهدف تحول من إسقاط النظام الى إسقاط البلد و تدميره وتخريبه.

حصاد أحداث الربيع العربي حتى سنة 2021 لا تنبئ بأي خير قادم ولو بعد مائة سنة. تونس تعاني اقتصاديا ومن الإرهاب والإضطرابات السياسية حيث يتم إغتيال شخصيات معارضة للغنوشي وحزب النهضة وحتى محاولة تسميم الرئيس التونسي قيس سعيد, مصر مازالت تعاني اقتصاديا حيث بلغت خسائرها من أحداث الربيع العربي ما يزيد عن 10 مليار دولار, ليبيا مقسمة بين حكومتين حيث تخوض قوات حكومية تتلقى دعما عربيا ودوليا معارك ضد خصومها ممن يتلقون الدعم من تركيا ومن تنظيمات إرهابية على رأسها داعش بينما يخوض الجيش السوري معارك شرسة ضد أخر جيوب تنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا في محافظة إدلب والبادية السورية. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment