Flag Counter

Flag Counter

Friday, February 12, 2021

الصين في مرمى وسائل الإعلام الغربية

تشغل الصين حاليا نشرات الأخبار ومحطات الإعلام على هامش قضية المسلمين الإيغور التي ترغب القوى الغربية في أن تستخدمهم ورقة ضغط ضد الصين من أجل مساومتها مقابل قضايا سياسية وإقتصادية. البي بي سي البريطانية نشرت تقريرا عن إغتصاب جماعي يتم ممارسته في حق نساء المسلمين الإيغور من إقليم شينجيانغ. وحتى نعود في الذاكرة الى الوراء, لن تكون تلك أول مناسبة تكذب فيها محطة البي بي سي على متابعيها. فقد نشرت في مناسبة سابقة أخبارا كاذبة عن مبلغ 70 مليار دولار هي ثروة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وأسرته في بنوك أجنبية مما أدى الى ازدياد الاضطرابات في الشارع المصري على هامش أحداث مظاهرات 25 يناير. كما أن البي بي سي ومحطات إخبارية أخرى كذبت على المشاهدين في قضية الليبية إيمان العبيدي التي زعمت أن مقاتلين ليبيين تابعين للقوات الحكومية قد تناوبوا على اغتصابها جماعيا. إن قناة الجزيرة القطرية ليست إلا النسخة العربية من البي بي سي حيث تمارس نفس أساليب التضليل الإعلامي والكذب على المشاهدين واللعب على كافة الأوتار.

وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون هددت الصين بورقة المسلمين الإيغور حيث يشغل إقليم شينجيانغ موقعا رئيسيا في مبادرة الحزام والطريق الصينية. كما أن هناك عددا كبيرا من الصينيين الإيغور أعضاء في تنظيمات إرهابية مسلحة تقاتل في سوريا مما يزيد من قلق السلطات الصينية التي اتخذت مجموعة من الإجرائات منها زيادة المراقبة الأمنية وزيادة عناصر الشرطة والأمن في مختلف مدن الإقليم. أحد تلك الإجرائات هو توطين عدد كبير من الصينيين من قومية الهان في مختلف مدن الإقليم في محاولة من أجل فرض واقع ديمغرافي جديد. وخلال مشاهدتي أحد الأفلام الوثائقية حول زراعة العنب وصناعة النبيذ فقد تم تصوير جزء من البرنامج في إحدى مدن إقليم شينجيانغ حيث تم إقامة مزارع للعنب ومراكز من أجل صناعة النبيذ. السلطات الصينية تحاول فرض واقع ثقافي بالإضافة الى واقع ديمغرافي جديد.

هناك من يتصور أن الصين دولة ملائكة أو أنها سوف تقف صامتة أمام تحدي القوى الغربية أو أي إنتهاك لسيادتها. وعلى أرض الواقع فإن المسؤول عن أزمة المسلمين الإيغور هي القوى الغربية التي تعمل على استغلالهم كما حصل مع المسلمين الأفغان ومع قوى الإسلام السياسي. المسلمون حول العالم ليسوا إلا مطية من أجل تحقيق غايات وأهداف القوى الإستعمارية الغربية. أحد الإنتقادات التي يتم توجيهها الى الصين هي احتجاز أكثر من مليون من المسلمين الإيغور في معسكرات تطلق عليها وسائل الإعلام الغربية مسمى سجون أو معسكرات إعتقال, بينما تنفي السطات الصينية ذلك وتدعوها معسكرات إعادة تثقيف. الولايات المتحدة قامت باحتجاز الأمريكيين من أصل ياباني في معسكرات إعتقال خلال الفترة التي تلت الهجوم على بيرل هاربور سنة 1941. بينما وسائل الإعلام البريطانية التي تنتقد نظام المراقبة الأمني الصيني لا تقوم في الوقت نفسه بإنتقاد الحكومة البريطانية التي تنشر أكبر نظام أمني مرتبط في كاميرات مراقبة تستخدم أحدث تقنيات التعرف على الوجه في مختلف شوارع المدن الإنجليزية خصوصا العاصمة لندن. المواطن الأمريكي يدعى إدوارد سنودن نجح في الهروب الى روسيا وفضح السلطات الأمنية الأمريكية التي تتجسس على مواطنيها وحتى على حلفائها الغربيين. 

لا أصدق ذلك الوجه الإنساني للسياسة الغربية التي تحاول وسائل الإعلام الرئيسية إبرازه للعامَّة. دول مثل أستراليا تم تأسيسها من مجرمين مدانين بأحكام تصل الى الإعدام أرسلتهم بريطانيا إليها حتى تتخلص منهم. الولايات المتحدة دولة قامت على العبودية وعلى إبادة السكان الأصليين في أمريكا الشمالية واللاتينية وثلاثة أرباع مساحة أراضيها استولت عليه بالقوة المسلحة أو بعمليات خداع رخيصة. الولايات المتحدة قتلت في أفغانستان والعراق ما يفوق قتلى حروب المسلمين منذ معركة بدر حتى نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس. دول مثل إسبانيا, البرتغال, فرنسا, وألمانيا وبلجيكا لها ماضٍ استعماري يندى له الجبين. الاستعمار البلجيكي في الكونغو قتل عشرة ملايين من السكان أي أكثر من العدد المزعوم لليهود الذين أبادهم هتلر. لا أصدق من يحذف الحجارة على بيوت الأخرين بينما بيته من زجاج.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment